و دعت مايسه دينا لكن شيئا ما منعها و منع دينا من ان تقبلان بعضهما ، لا زالتا غريمتين مهما ابدتا العكس و قام طارق ليوصل مايسه الى منزلها ، وفى الطريق تذكرت مايسه حياتها قبله
كانت قد عملت فى مصر بعد تخرجها لسنوات ، قبل ان تواتيها فرصه السفر للخارج ، و ضاعت جهود امها هباءً فى ان تجعلها تقبل اى عريس فى مصر ، كانت تريد عريساً جاهزاً ، خاصة بعد فشل تجربتها فى الخطوبه لزميلها فى الجامعه ، و تركها حين لاحت له فرصة السفر لكندا و العمل هناك ، لقد عانت من الوحده فى ذلك البلد الشقيق لسنوات طويله ، كونت خلالها ثروه صغيره و قادت احدث السيارات و لبست اشهر الماركات ، لكن قلبها ظل كسيراً ، كل رجل ينظر اليها على انها صيد يمكن ان يقع بسهوله ، مما جعلها تنقلب هى نفسها الى صياد و كانت فريستها هى زوج وليس عشيق او صديق ، كان طارق الصيد المثالى ، دخل كبير ، وسيم ، متحرر بحدود ، و يسهل التاثير عليه كطفل صغير و كانت زوجته فى اواخر شهور حملها انذاك ، فازداد الامر سهوله و حين تمنعت عليه و رفضت التفريط دون زواج ، عرض عليها الزواج العرفى ، و عندما رفضت ، عرض عليها الزواج الرسمى مع الاحتفاظ بزوجته ، و اليوم اهدتها دينا كل ما تتمناه ، زوج لها وحدها ، لا تشاركها فيه اخرى ، من حقها ان تفرح قليلاً ، لماذا تصر كل امراه بانانيتها على ان زوجها لها وحدها طول العمر ، فلتعش و لتدع غيرها يعش ايضاً
مايسه : بس انت عمرك ما قلتلى ان مراتك حلوه اوى كده
طارق : ما انت عارفه ذوقى يا حبيبتى ، بس طبعا انت احلى بكتير
مايسه : انا غيرانه منها يا طارق ، هى برضه الاصل و حاترجع الليله دى تبات فى حضنها ، و انا لوحدى ، زى ما دينا قالت انا من حقى اعيش و لو فتره قصيره فى عمرى و انت لي لوحدى ، ليه مش موافق تسفرها مصر مع بناتها و تديها كل حقوقها ، و تبقى تنزل لهم اجازات ، انا بحبك اوى يا طارق و بغير عليك اوى اوى و كمان فكرة بيعك الفيلا فى مصر دى فكره جباره ، بيعها و اشترى شقتين و احده لى و واحده ليها ، و ده يبقى عدل ، على الاقل احس انك تعبت و بذلت اى حاجه عشان تتجوزنى
طارق : ازاى اسيبها تمشى هى و البنات يا مايسه ، مش حرام البنات تكبر من غير ابوهم و بعدين انا اديكى عينى مش حته شقة
مايسه : حرام ليه ، ما مصر مليانه ناس كده ، الزوج فى ناحيه و الزوجه فى ناحيه ، حتى من غير ما الاب يتجوز ، بصراحه يا طارق انا شبطت فى موضوع انك تكون ليا لوحدى ولو حتى فى الاول عشان نتعود على بعض و نعيش حياه طبيعيه و صدقنى مش حاتندم
طارق : حاضر يا مايسه حاضر ، حاتفاهم معاها و اشوف
عاد طارق الى المنزل مباشرة ليجد الاطفال قد ناموا فى غرفهم ، و دينا متألقه كما هى فى انتظاره
دينا : خلاص يا طارق ، انا مطمنه عليك ، اتجوزها ، بس خليك ليها لوحدها ، عشان انا فعلا احسن لى ارجع مصر بدل ما تبقى حياتنا كلها نكد ، مش حاستحمل وجودك مع واحده تانيه ، و مش حاطلب الطلاق ، بس حاطلب تنفذ وعدك و تكتب فى شقه فى مصر باسمى قبل ما تكتب على مايسه و حاستناك يا حبيبى تجيلى اجازات و تكون ليا لوحدى هناك
اقترب طارق من زوجته و هو يحاول ان يطوقها بذراعيه : بس ايه الحلاوه دى ، البت ماتت من الغيره منك ، مش المفروض كان يحصل العكس ؟
ضغطت دينا على نفسها حتى تتقبل لمساته و هى تقول : ما انا ليك برضه يا طارق و حافضل مراتك ، انت فاكر انى ممكن اسمح لراجل غيرك يلمسنى
ازداد طارق اقترابا منها و قد اعمته رغباته عن كل ما سواها ، ذلك دأب من يسير وراء رغباته و قد فهمته دينا ، لذا كان من السهل السيطره عليه تماما ، كل ما يتطلبه الامر ان تضغط على نفسها قليلاً حتى يكتب لها الشقه باسمها فى القاهره و يؤمن وديعه محترمه للصرف من فوائدها على البنات
تلك كانت خطتها ، لكنها لم تكن تنوى ان تمضى يوماً واحدا كزوجه لنصف رجل ، و قد استخدمت كل مكرها الليله لكى تثير غيرة مايسه ، و تجعلها اداه للضغط على طارق الى جانب ضغطها هى نفسها عليه لكى يتركها تمضى لحال سبيلها ، و بعدها لن تطلب منه الطلاق ، ستجبره عليه ، بل انها سوف تخلعه اذا استدعى الامر ، لكنها كانت تريد ان تؤمن حياتها و حياة بناتها قبل ان تقوم بذلك
اما عقابه ، فقد رات بذكاءها ان زواجه من مايسه سيكون خير عقاب
و اتصلت دينا بعمر لتبلغه باخر التطورات
عمر : ايوه كده ، طول عمرى اقول عليكى اذكى واحده فينا ، دا انتى كنت الاولى على الدفعه يا دينا
دينا : اه بس ردمت على ذكائى و تفوقى و سبت نفسى لطارق عشان يلعب بيا زى ما هو عاوز ، خلى بالك يا عمر هو لسه ما عندوش فكره انك انت و ماما تعرفوا اللى جرى بيننا و قلت له انكم فاكرينى نازله مصر اكمل دراستى و ادخل حلا المدرسه هناك عشان المدارس هنا غاليه اوى ، فهم ماما عشان انا ممكن انزل لكم فى خلال وقت قليل عشان حلا تلحق المدرسه
عمر : بيتى تحت امرك طول العمر يا حبيبتى اهم حاجه تكونى انت مرتاحه
دينا : الحمد لله انا فى منتهى الرضا ، ده نصيبى ، بس انا حاقعد عندكم مسافة ما اشترى شقه و افرشها بس
عمر : بصى يا دينا ، الشقه اللى قصادى فى العماره معروضه للبيع ، هى متشطبه و جاهزه على الفرش بس ، و سعرها خيالى ، عشان صحابها مسافرين بره و عاوزين فلوس كاش
دينا : طيب حاكلم طارق و ارد عليك بكره يا عمر و اهو احسن حاجه انها قصادك عشان ما احسش انى لوحدى يا حبيبى
و فى المساء حضر طارق و طلب الحديث مع دينا
طارق : انت لسه مصره على السفر يا دينا
دينا : سيبنى اسافر بلدى و اهدى اعصابى شويه و اخد على الوضع الجديد ، و مين عارف ، ممكن الشوق يجيبنى تانى فى شهر يا حبيبى ، بس ارجوك تشتري لى شقه اقعد فيها ،عشان ما اتقلش على عمر ، و اهو تاخد فرصتك مع العروسه الجديده
قالت تلك الكلمه و مثل قديم يرن فى عقلها ( يا ناكر خيري بكره تعرف زمني من زمن غيري
طارق : بس انا مزنوق مادياً دلوقت و انت زنقتينى اكتر عشان مايسه متمسكه بسفرك ، و مشترطه مش حاتتمم الجوازه الا لما تسافري
ابتلعت دينا الامها بالرغم من انها سعت لذلك ، كانت تريد اثارة غيرة مايسه منها ، حتى تضطرها للضغط على طارق و مساعدتها على السفر ، كانت تعلم انه ما من سبيل لتغيير ما انتواه طارق ، كل ما تستطيعه هو ان تخرج بأقل الخسائر
دينا : طيب و ماله ، حقها زى ما قلت لك ، انا عاوزاك تنزل مصر معايا او حتى تقول لعمر انه يبيع ايصال حجز فيلا التجمع ، احنا كنا دافعين فيه مليون و نص ، دلوقت يسوى تلاته مليون ، و هو بالتوكيل اللى معاه حايبيع و يشترى لى شقه وعربيه صغيره كده عشان اوصل البنت المدرسه ، و يبعت لك باقى الفلوس
طارق : طيب و الشقه دى حانلاقيها فى يوم وليله كده ، و تتفرش امتى ، انا عاوز اخلص من الموال ده و مش حاقدر انزل مصر اجازه و بعدها بكام يوم اخد اجازه تانى عشان شهر العسل
مزقت كلمة شهر العسل قلب دينا لكنها تحاملت على نفسها و قالت : صح عندك حق ، بس عمر كان حاكيلى على شقه فى نفس عمارته و معروضه للبيع ، حاسأله اذا كانت لسه موجوده كده و ربنا يفرجها بس اهم حاجه نبيع الفيلا عشان فى مشترى جاهز
طارق : اوكى ، اوكى ، عمر معاه التوكيل و انا واثق فى تصرفه ، بس سؤال صغير ، انت قلت ايه لعيلتك عن موضوع نزولك مصر ؟
دينا : ما تقلقش ، و لا حاجه ، كل اللى قلته انى عاوزه اعمل الماجستير و الدكتوراه و ان شغلك حايخليك تسافر كتير و تسيبنا فقلنا نقعد فى مصر احسن ما نقعد لوحدنا فى الغربه
طارق : طول عمرك عاقله ، مافيش داعى للشوشره فى العيله
دينا : صح يا طارق مافيش داعى
كان رمضان قد اقترب من منتصفه ، و قدمت ساره اوراق ابنة دينا بالمدرسه مع يحيى ، و بعدها استطاع عمر بيع الفيلا فعلاً قبل وصول دينا
ويوم وصولها حرصت ساره على انتظارها بالمطار مع عمر و تركت الاولاد مع حماتها بالمنزل ، و ابدت ترحاباً كبيراً بها فى المطار و اصطحبتها مباشره الى المنزل
حيث كانت رتبت امورها ، و جعلت حماتها تنام فى سرير مريم ، بينما اخذت هى مريم الى جوارها فى غرفتها و تركت غرفة حماتها بعد تفريغ الدواليب لتكون تحت تصرف دينا و بناتها
و بعد الافطار و الحفاوه من الكل ، و دموع كثيره ذرفتها الام على ابنتها المتماسكه ظاهرياً جلس عمل مع دينا منفردين
عمر : انا بعت الفيلا يا دينا بتلاته مليون و ميتين الف ، ودفعت تمن الشقه اللى قصادنا وبقية الفلوس حطيتهم فى حسابكم المشترك فى البنك عشان المفروض انا ما اعرفش حاجه .
دينا : عليك نور يا عمر ، ما انا قايلاله انك حاتحط الفلوس باسمى ، انت تعرف بنك ايه ممكن نعمل فيه شهادات بعائد كبير ؟
عمر : انت ناويه على ايه ؟
دينا : ناويه على ايه ؟ هاهاهاها ، بكره الصبح ان شاء الله تعرف انا ناويه على اي
[center]