تعتبر عائشة قنديشة من أكثر شخصيات الجن شعبية في التراث الشعبي المغربي حيث تتناولها الأغنية الشعبية وتصفها بـ "عيشةمولات المرجة" أو "سيدة المستنقعات" ، كما توصف أيضاً بألقاب مختلفة منها "لالة عيشة" أو "عيشة السودانية" أو "عيشة الكناوية" بحسب اختلاف المناطق المغربية ويزعم أنه حتى مجرد النطق بلقبها الغريب والمخيف "قنديشة" يجراللعنة على ناطقها.
تتكلم الأسطورة عن امرأة حسناء تدعى عائشة قنديشة تفتن الرجال بجمالها وتستدرجهم إلى وكرها حيث تمارس الجنس معهم ومن ثم تقتلهم فتتغذى على لحوم ودماء أجسادهم إلاأنها تخاف من شيء واحد وهو اشتعال النار أمامها ، وفي إحدى القصص التي تدور حولها يزعم أن عيشة قنديشة اعترضت مرة سبيل رجال كانوا يسكنون القرى فأوشكت على الإيقاع بهم من خلال فتنتها إلا أنهم استطاعوا النجاة منها خلال قيامهم بحرق عمائمهم أمامهاوذلك بعد أن لاحظوا شيئاً فيها يميزها عن بقية النساء وهو أقدامها التي تشبه قوائم الجمل ، إذن فالسبيل الوحيد للنجاة منها هو ضبط النفس ومفاجاتها بالنار لأنها تعتبرنقطة ضعفها. ويصور التراث الشعبي المغربي عائشة قنديشة مرة على شكل ساحرة عجوزشمطاء وحاسدة تقضي مجمل وقتها في حبك الألاعيب لتفريق الازواج ومرة أخرى بشكل يشبه"بغلة الروضة" أو ما يعرف بـبغلة المقبرة فتبدو مثل امرأة فاتنة الجمال تخفي خلف ملابسها نهدين متدليين وقدمين تشبهان حوافز الماعز او الجمال او البغال (بحسب المناطق المغربية). وكل من تقوده الصدفة في اماكن تواجدها يتعرض لإغوائها فينقادخلفها فاقداً للإدراك إلى حيث مخبؤها من دون ان يستطيع المقاومة وهناك تلتهمه بلارحمة، بعد ان يضاجعها لتطفئ نار جوعها الدائم للحم ودم البشر.
لكن من هي عيشة قنديشة وماهي قصتها الحقيقية؟
في الحقيقة فعيشة قنديشة هي الكونتيسا contessa عيشه الموريسكية من عائلة نبيلة طردت عائلتها من الاندلس فصنعت لنفسها مجدا و اسما ذائعا لدى المقاومين و المجاهدين و عامة المغاربة لماحاربت الاحتلال البرتغالي ويرجع البعض سبب قتلها للبرتغاليين ، الى كون عائلتها قتلت على ايديهم، و اتخذت في ذلك مذهبا غريبا حيث كانت تقوم باغراء جنودالحاميات الصليبية و تجرهم الى حتفهم الى الوديان و المستنقعات حيث يتم ذبحهم بطريقة ارعبت الوجود البرتغالي في المغرب، حتى ظن البعض و على رأسهم البرتغاليون أنها ليست بشرا و انما جنية . و قد استمر هدا الإعتقاد سائدا في المغرب الى يومنا هذا.
وهناك فرضية اخرى وان كانت اقل صحة والتي يدافع عنها الانثربولوجي الفنلندي" وستر مارك" الذي درس اسطورتها ، والتي يربط فيها بين ، هذه الجنية المهابة الجانب، و "عشتار" الهة الحب القديمة التي كانت مقدسة لدى شعوب البحر الأبيض المتوسط وبلاد الرافدين من القرطاجيين والفينيقيين والكنعانيين، والتي كانوا يقيمون على شرفها طقوساً للدعارة المقدسة، وربما أيضا تكون "عيشة قنديشة" هي ملكة السماء عند الساميين القدامى ، والتي اعتقدوا قبلنا في انها تسكن العيون والأنهار والبحار والمناطق الرطبة بشكل عام.