تقول الأسطورة أن عليسة قد غادرت موطنها الأصلي بفينيقيا (لبنان حاليا) بعد أن قتل أخوها بيغماليون زوجها عاشرباص و استولى على الحكم.
و بعد رحلة بحرية طويلة أرست السفن على ساحل إفريقية و نزلت الأميرة ففاوضت حاكم البلاد البربري لمنحها أرضا تبني عليها مدينتها، غير أن الملك أبى أن يمنحها أكثر من مساحة جلد ثور فقبلت عليسة ذلك أمام دهشة مرافقيها، إلا أن الأميرة كانت تضمر خطة ذكية مكنتها من بلوغ غايتها و تأسيس واحدة من أشهر المدن عبر التاريخ: مدينة قرطاج(من الفينيقية: قَرْتْ حَدَشْتْ أي المدينة الحديثة)....
قامت عليسة بقص جلد الثور إلى أشرطة دقيقة طويلة أحاطت بها الهضبة التي تعرف حتى الآن بهضبة بيرصا (تعني بلغة السكان الأصليين: جلد الثور)
و كانت تلك نقطة الانطلاق لبناء حضارة متطورة قائمة على الملاحة و التجارة بين شرق البحر الأبيض المتوسط و غربه....
و للاستفادة من تطور المدينة طلب ملك البربر الزواج من عليسة، و لما كانت الأميرة عازمة على البقاء وفية لذكرى زوجها و خوفا من أن يجلب رفضها دمارا للمدينة آثرت الانتحار... محافظة بذلك على عهدها لزوجها و على المدينة التي أسستها في الوقت نفسه.]