أمواج البحر تدندن بلحن الحياة ،تتراقص النوارس على أنغامها ،تقبل
النسمات فتقبل الوجنات .
كل من حولي ينصت لذلك اللحن الرائع الضارب في عمق الزمن .
شئ ما جمع هذه الوجوه الباهتة ،وإن كانت قد وضعت بعض الأصباغ إلا أن الحزن بدى
واضحا على بعضها .
جلس الجميع على شريط الشاطئ جماعات وأفرادا ،ورغم كل الظروف فالكل هنا منتشي ،
يداعب أريج اللحظة، يمزج ألوان الشمس والبحر والطيور والأصداف ، ليرسم وشما على
جبين لا يلبث أن يزول .
صاح طفل يقصدني ...أنت أيها العم ... يطلب مني أن أعيد الكرة إليه وقد استقرت
بالقرب مني ... وقفت وحملتها وانتابني شعور غريب حرك داخلي مراكب الصبا التي قد
رست منذ زمن في ميناء الشيخوخة .
تتعالى صيحات الأطفال ... يستعجلونني في إعادة الكرة إليهم ،تعتريني نشوة ركل
الكرة لكني مؤمن بأني لن أستطيع ،إعادة الكرة إليهم.
حينها كانت الشمس تزداد حمرة لتصبغ الوجوه بلون الذهب .
و حينها كان الأطفال يركلون الكرة ويتبعونها بعشوائية،والأباء ينفظون رمل
الشاطئ عن مؤخراتهم عائدون إلى منازلهم تاركين خلفهم الشمس والبحر والطيور
والأصداف والأطفال .
............