السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى واخواتى فى الله تعالوا بنا الى سيره من احلى السير فعلا نتعلم منها ونعرف افضال وفضائل الصحابه الاطهار
موعدنا اليوم مع أم المؤمنين زينب بنت جحش
ولان الموضوع طويل ومشوق جدا فتعالوا بدون مقدمات نبدأ
لقد ترعرت زينب رضى الله عنها فى ربوع مكه المكرمه فوجدت نفسها فى علية النساء ومن فضليات نساء مكه
فقد جمعت بين النسب الاصيل والحسب الرفيع والجمال الوفير وجمع الله لها اطراف الفضل والبر
فأبن خالها هوسيد ألأولين والاخرين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
وجدها هو عبد المطلب سيد قريش فى زمانه ...
اما اخوها فهو اول من كان له لقب امير المؤمنين وصاحب اول رايه عقدت فى الاسلام وأحد الشهداء وهو عبد الله بن جحش .
اما اخوها الاخر ابو احمد بن جحش فهو احد شهداء الاسلام .
ومن اخوالها حمزه والعباس رضى الله عنهما .
واختها حمنه بنت جحش رضى الله عنها فهى من السابقات الى الاسلام .
اما امها فهى عمة النبى صلى الله عليه وسلم أميمه بنت عبد المطلب رضى الله عنها .
كان ميلاد ام المؤمنين زينب بنت جحش رضى الله عنها فى مكه قبل البعثه بثلاث وثلاثين سنه وكانت نشأتها فى بيت شرف وحسب ونسب
وكانت نفسها تتوق الى حياه طاهره نظيفه بعيده عن أدران الشرك والجاهليه
وقد بدأت نسمات الاسلام تفوح بأريجها العطر الفواح فى مكه المكرمه وبدأت شمس الاسلام تضىء ارجاء الكون كله
واذا بالقلوب الطاهره تفتح ابوابها على مصراعيها لتستقبل هذا النور الذى جاء به الحبيب صلى الله عليه وسلم من عند ربه عز وجل
وكان عبد الله بن جحش شقيقها يرى النبى صلى الله عليه وسلم قبل البعثة فكان يعجب كل العجب من رجاحه عقله وامانته وصدقه وحسن عشرته ولذلك كان يحمل له فى قلبه قدرا عظيما من المحبه والتقدير والاحترام
لهذا كان عبد الله بن جحش من اوائل المسارعين الى الدخول فى دين الله
وكان اسلامه قبل ان يدخل النبى صلى الله عليه وسلم دار الارقم
وقام عبد الله يحمل امانه هذا الدين ليدعو من حوله الى جنه الدنيا والاخره فدعا اخويه فاسلما
ودعا اختيه زينب وحمنه فأسلمتا ودخلوا جمعيا فى دين الله عز وجل لتكتمل السعاده فى قلوبهم .
وما ان اسلمت زينب بنت جحش ولامس الايمان شغاف قلبها المحب لله ورسوله حتى اخذت تنهل من معين القرأن والسنه ما استطاعت الى ذلك سبيلا واخذت تتقرب الى الله يوما بعد يوم حتى احست بانها تعيش فى جنه حقيقيه ولكن الجنه لابد لها من الصبر والتضحيه
وما ان علم كفار قريش بانتشار الاسلام حتى قاموا ليصبوا العذاب صبا على اصحاب الحبيب
وقد تحملت زينب ونساء قومها نصيبا من اذى قريش
ولما اذن الله بالهجره الى المدينه هاجر بنو جحش بقيادة سيدنا عبد الله بن جحش ومعه اخوه ابو احمد بن جحش ( الذى كان شاعرا ضرير البصر ) وكان معهم محمد بن عبد الله بن جحش وهاجر معهم نساؤهم زينب بنت جحش وحمنه بنت جحش ( زوج عبد الرحمن بن عوف ) رضى الله عنهن
وهكذا عاشت زينب رضى الله عنها اجمل ايام حياتها فى رحاب اخواتها من نساء الانصار
وماذا يستطيع احد ان يقول فى حق الانصار بعد قول الله تعالى عنهم
بسم الله الرحمن الرحيم
" (والّذين تبوّأوا الدّار والأيمان من قبلهم يحبّون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة ممّا أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون) "
صدق الله العظيم ( الحشر الايه 9 )
واحتلت زينب مكانه عاليه بين النساء فقد كانت كهفا وملاذا للمساكين والمحتاجين تجود عليهم بالمال والمتاع لانها علمت يقينا ان المؤمن لابد ان يغرس الخير فى الدنيا ليجنى النعيم فى الاخره
وكانت صوامه قوامه تصوم النهار وتقوم الليل تناجى ربها وتبكى بين يديه سبحانه وتعالى
وكانت باره بمن حولها تحب الخير لكل الناس
وكأن الله عز وجل يؤهلها لتكون بعد ذلك اما للمؤمنين
انتهى الى هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول للشيخ محمود المصرى حفظه الله
وها هى رساله موجهه لاخواتى فى الله اعلمى اختاه ان الله عز وجل يحبك لهذا اختارك ان تكونى مسلمه
والحب درجات
فمن استعملها الله عز وجل فى نشر رسالة الاسلام والدفاع افضل من تلك التى لا تحمل هم دينها
اختاه يا مصنع الرجال يا ام رجال المستقبل
كونى كجداتك من الصحابيات اللائى حملن هم الدعوه ونشر هذا الدين وربين اجيالا نفخر بهم الى الان
نريد منكن ان تكونوا امهات لامثال مصعب بن عمير وزيد بن حارثه وغيرهم من اسود الاسلام المغاوير
وانت اخى فى الله لا تختار زوجه لك الا ذات دين
لتكون انت ابو رجال امثال المقداد بن عمر وعمرو بن الجموح
اعزكم الله ورعاكم والى الملتقى فى استكمال بعض سيرة امنا زينب بنت جحش