بسبب سوء الوضع الأمني وبطء التحضيرات
حظوظ اليمن تتضاءل في استضافة بطولة الخليج الـ"20"
من مراسم سحب القرعة وفي الإطار تميمة البطولة
المنامة - حسن علي
تتضاءل حظوظ اليمن في استضافة دورة كأس الخليج الـ20، رغم التصريحات التي يطلقها المسؤولون اليمنيون بخصوص جاهزيتهم للاستضافة من الناحية الإيوائية، وقدرتهم على ضبط الوضع الأمني المنفلت.
ومن المقرر أن تستضيف اليمن البطولة لأول مرة، في الفترة من 22 نوفمبر حتى 5 ديسمبر القادمين.
عوامل ومعطيات كثيرة تشير إلى احتمال نقل البطولة إلى دولة خليجية أخرى، أو تأجيلها على الأقل، لمنح اليمن فرصة كافية للتحضير والاستعداد الأمثل لاستضافة الدورة.
أولى العراقيل التي قد تمنع احتضان اليمن لهذا الحدث الخليجي هو تصاعد وتيرة الاضطرابات الأمنية، وعدم قدرة الحكومة في السيطرة على الأمن في الشمال والجنوب.
فالاشتباكات الدامية بين السلطات وتنظيم القاعدة ما زالت قائمة في محافظة أبين التي كانت ستستضيف منافسات البطولة، بعد نقلها إلى مدينة عدن، حيث أسفرت المواجهات قبل عدة أيام عن مقتل 33 شخصاً، كما أن القوات اليمنية تقود جبهة حرب أخرى مع الانفصاليين في الجنوب والتي ازدادت بينهم المعارك خلال الأشهر الماضية.
ويرجح مسؤولون أمريكيون، أن تزيد الولايات المتحدة ضرباتها لتنظيم القاعدة في اليمن. وذكرت "العربية.نت" سابقاً أن واشنطن تعتبر تنظيم القاعدة الموجود في اليمن أشد خطورة من باكستان، مما يعني أن الأجواء لن تكون ملائمة لاستضافة البطولة الخليجية في ظل هذا التطور الأمني الخطير، خصوصاً وأن عامل الأمن يعتبر من أهم عوامل نجاح البطولة.
وما يثير الخوف أكثر هو مطالبة المجلس الأعلى للحراك السلمي في جنوب اليمن دول مجلس التعاون بعدم المشاركة في الدورة، بسبب الأحداث الجارية فيه وسقوط العديد من الأبرياء بين قتيل وجريح.
وجاء في البيان الذي نشره المجلس: "إن مديرية لودر في محافظة أبين تتعرض إلى حرب إبادة جماعية أدت إلى سقوط العديد من الضحايا، ونحن نناشد الأخوة في مجلس التعاون الخليجي بعدم المشاركة في ما يسمى خليجي 20، وكيف لهم أن يشاركوا ودماء الجنوبيين تنزف في أرض الجنوب، وما يجري اليوم في لودر ما هو إلا لإنجاح خليجي 20 والتهيئة له".
الأمر الآخر الذي قد يعيق تنظيم اليمن لـ"خليجي20" هو بطء التحضيرات المتمثلة في تجهيز الملاعب والفنادق المخصصة للبطولة، بالرغم من إعلان اليمنيين عن جاهزيتها، إلا أن التسريبات الواردة من بعض أمناء سر الاتحادات الخليجية تفيد بتأخر سير الأعمال الإنشائية أثناء زيارتهم لليمن قبل شهر ونصف، إلا أن بعض الاتحادات الخليجية لا تريد الإعلان عن التقرير النهائي، لأنها تريد إعطاء اليمن فرصة لإكمال تجهيزاتها، مما دفع بالاتحاد الكويتي لكرة القدم بالدعوة لعقد اجتماع عاجل للاتحادات الخليجية لبحث هذا التقرير بتأييد من اتحادي السعودية والبحرين، إلا أن اعتذار قطر والإمارات واليمن والعراق وعمان حال دون هذا الاجتماع للخروج بقرار نهائي بشأن استضافة اليمن للدورة.
الأخطاء التنظيمية التي وقعت أثناء سحب قرعة "خليجي20" في مدينة عدن تعتبر القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لليمن، عندما كشفت عن ضعف البلد المنظم، وزادت من الشكوك بشأن قدرتها على الاستضافة وأحرجت مؤيديها من الدول الخليجية الداعمة لها، حيث علقت وكالة الأنباء اليمنية على الأمر بقولها "لم تكتمل فرحة الاتحاد اليمني بحالة الارتياح التي بدت على أغلب الضيوف الرسميين، فبعد تيقن الجميع من حقيقة الاقتراب النهائي لإنجاز المشاريع الرياضية والإيوائية المخصصة للاستضافة، برزت حالة الارتباك الواضحة بسبب الأخطاء الفنية التي ترافقت مع مراسم سحب القرعة، وهو ما أزعج الجميع وخفض من مؤشرات نجاح اليمن في الاستضافة الأولى".
وكان النجم اليمني المعتزل حباب باشافعي سحب بالخطأ رقمين من صندوق واحد، ما أثار ذلك اعتراض أمناء سر الاتحادات الخليجية وتسبب بإيقاف القرعة لمدة زمنية تجاوزت ربع الساعة، في حين أبدت الوفود الخليجية انزعاجها الشديد، حيث بدا واضحاً ومنذ الوهلة الأولى ضعف الاستعدادات، والعشوائية التي صاحبت إجراء القرعة والترتيب لإجرائها.
ويأتي اعتراف أمين عام الاتحاد الإماراتي يوسف عبدالله بعدم وجود اتفاق على إقامة الدورة ليؤكد تضاءل حظوظ اليمن في الاستضافة، حيث قال لوكالة الأنباء الفرنسية "نشعر بعدم وجود اتفاق على إقامة البطولة في اليمن، وأن هناك بعض الاتحادات التي لا تزال تشكك في قدرات اليمن، فمصير الدورة مجهول ". وتوقع أن يكون هناك اجتماع لرؤساء الاتحادات الخليجية بعد عيد الفطر لتحديد مصير البطولة بشكل نهائي.
وما زالت اليمن مطالبة بالسيطرة على الأوضاع الأمنية، والسرعة في تنفيذ الخدمات الإيوائية، لتحصل على ثقة غالبية الدول الخليجية من أجل استضافة هذا الحدث الكروي، لكن جميع المؤشرات الحالية تشير إلى عدم قدرتها على التنظيم، ويبدو أن الكثير من الاتحادات الخليجية ستتخذ خيار عدم المشاركة إذا ما أصر التكتل الآخر (الدول الخمس) على إقامة البطولة في اليمن، شريطة ألا يكون القرار صادراً عن القيادات السياسية لدول مجلس التعاون.