يترقب الشارع السعودي بشغف مشاركة ممثلي السعودية والعرب في ذهاب وإياب الاستحقاق الآسيوي المتمثل في دور الثمانية لدوري أبطال آسيا للمحترفين.
الشباب سيلاقي تشنبوك هيونداي الكوري الجنوبي ذهاباً في كوريا، بينما يستضيف الهلال الغرافة القطري على أرضه ووسط جماهيره يوم 15 أيلول (سبتمبر) الحالي، والإياب سيكون في 22 من نفس الشهر.
وعلى رغم أن نقادا كثيرين أكدوا أن هناك تباين في المستوى الفني لممثلي الكرة السعودية كشفته الجولات الأربع الماضية في دوري زين السعودي للمحترفين لكرة القدم، إلا أنه لا زال هناك متسع من الوقت لكي تتم معالجة الأمور بشكل سليم خصوصاً من الجانب الشبابي إذ أن مقابلاته الأربع في الدوري لم تكن منصفة لمحبيه إذ يسكن المركز التاسع من فوز يتيم وتعادل مثله وخسارتين موجعتين، على عكس رفيق دربه في البطولة الآسيوية الهلال الذي يتربع على عرش صدارة الدوري بـ12 نقطة من أصل 4 مواجهات كانت محكاً جيداً لإظهار قوة "الزعيم".
وأكد المدرب الوطني يوسف عنبر أن الشباب والهلال مؤهلان لتخطي مقابلة الذهاب متى ما أراد اللاعبون ذلك وفق تكتيك جيد لمدربي الفريقين، وأشار عنبر إلى أن مهمة الشباب أصعب كونه سيحلق كثيراً ويقيم معسكرا في كوريا إلى جانب غياب اللاعبين عن مناسبة العيد في السعودية وهم اعتادوا على ذلك إضافة على غياب الصورة الواضحة عن الفريق المنافس خصوصا أن المقابلة ستلعب على أرض الخصم ووسط جماهيره.
وأكد عنبر أن الشباب بإمكانه أن يتجاوز أزمته خصوصاً وأنه لم يظهر بمستويات مطمئنه في الدوري وبالتالي فإنه لو نجح في الخروج ولو متعادلاً فإن ذلك سيكون مكسباً كبيراً، على عكس الهلال الذي يعيش استقراراً معنوياً وفنياً وسجل حضوراً قوياً ولديه هجوم ناري إلى جانب تكامل صفوفه في الوسط والدفاع، وعليه أن يلعب بحذر أمام منافس قوي يسعى إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق.
تحسين صورة الشباب
صناع القرار في نادي الشباب أكدوا غير مرة أنهم سيعكفون على تحسين صورة فريقهم سواء في الدوري أو آسيوياً، إذ يعتزم الفريق إقامة معسكر إعدادي قوي يعيد تأهيل الفريق في شكل أقوى، وحرص الشبابيون على إقامته بمدينة جوجيو الكورية التي سيُقام عليها لقاء الذهاب، وستكون فترة المعسكر أسبوعاً قبل المباراة، وسيسبق المعسكر مباراة ودية واحدة قد تكون أمام الهلال، وسيبقى الفريق في كوريا حتى خوضه المقابلة.
وكان نادي الشباب عمل على إجراء تغييرات كبيرة في قائمة المحترفين الأجانب في تشكيلته، قبيل انطلاق دوري زين المحترفين بغية تطعيم صفوف الفريق حتى وإن تباينت مستوياتهم، حيث رحل الأنغولي أمادو فلافيو والليبي طارق التايب، في حين تعاقد النادي مع المدرب الأوروغوياني جورج فوساتي لتسلم مهمة إدارة الجهاز الفني، وتجديد عقد صانع الألعاب البرازيلي كماتشو، وضم المدافع البرازيلي تفاريس، إلى جانب لاعب خط الوسط الكوري الجنوبي سونغ تشونغ من سوون بلو وينغز الكوري الجنوبي، والمهاجم الأوروغوياني اوليفيرا.
ويسعى الأوروغوياني فوساتي مدرب الشباب إلى إيجاد العلاج المناسب لمشكلة الشباب خصوصاً وأن أخطاء عدة تجلت له في الدوري ويبذل جهدا في سبيل الوصول إلى توليفة مناسبة، وأكد فوساتي الذي يجد دعماً قوياً من إدارة الشباب أن فريقه سيظهر في حلة جديدة خلال الفترة المقبلة سواء في المشاركة الآسيوية أو البطولات المحلية متمنياً أن يحقق مع الفريق تطلعات أنصار وصناع القرار.
الاستقرار قوة الهلال
وفي المقابل، فإن ممثل السعودية الثاني الهلال يبدو أقوى شوكة في الاستحقاق الآسيوي بدليل ظهوره بمستوى فني عالي في مباريات دوري زين السعودي ونجاحه في الحصول على العلامة الكاملة برصيد 12 نقطة من أصل 4 مباريات جعلته يتربع على صدارة الدوري السعودي.
ويؤكد المحللون أن أمور عدة جعلت الهلال يبدو أكثر استقرارا من غيره، مستدلين إلى استمرار محترفيه الأربعة منذ الموسم الماضي مع الفريق إلى جانب المدرب البلجيكي إيريك غيريتس الذي قدم الهلال في صورة بهية وحقق معه سلسلة من الانجازات.
ونجح صناع القرار في تجاوز أزمات الهلال وطيها تحت ذراع الحلول الشافية، ومنها مشكلة حارس المرمى العملاق محمد الدعيع الذي أعلن اعتزاله الكرة مؤخراً، وأكد مطلعون عدة داخل البيت الهلالي أن إدارة عبدالرحمن بن مساعد نجحت في احتواء أزمة رحيل مدرب الفريق غيريتس إلى تدريب منتخب المغرب خلال الفترة المقبلة وعلى رغم أن الهلاليون استنفروا جهودهم في سبيل استمرار المدرب إلا أن الأخير أكد رحيله بعد الآسيوية، ومع ذلك ظل الفريق يعيش استقرارا جيدا كما أن المدرب أكد غير مرة أنه يسعى لتحقيق اللقب الآسيوي مع الهلال قبل رحيله، وهي الرغبة ذاتها عند اللاعبين الذين أظهروا تحدياً قوياً في ذلك.
نقاد كثر أعتبروا أن الهلال نجح في استقراره الفني والمعنوي من خلال سبل عدة أبرزها محافظته على الرباعي الأجنبي، والذي ساهم الموسم الماضي في استعادة لقب الدوري المحلي وبلوغ ربع نهائي البطولة القارية الأولى على مستوى الأندية.
وتمسك الهلال برباعي المحترفين الأجانب المتمثل في السويدي ويلهامسون والبرازيلي نيفيز والروماني رادوي، إلى جانب الكوري الجنوبي لي يونغ.
وسجل ويلهامسون والمهاجم الدولي ياسر القحطاني سبعة أهداف لغاية الآن خلال مسيرة الهلال في دوري أبطال آسيا 2010، حيث يمتلك البلجيكي اريك غريتس مدرب الفريق خيارات مميزة في الجانب الهجومي.
وكان الظهير الكوري قد رفض عرضان خلال الصيف الماضي من أجل الانتقال إلى روما الإيطالي وليفربول الإنكليزي، إذ أنه يتطلع لاحتمال مواجهة أحد الأندية الكورية في الدور قبل النهائي، كما أنه يحلم في التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الأولى في مسيرته.
وكان الهلال استعد جيداً للاستحقاقات الحالية والمقبلة من خلال معسكر تدريبي في النمسا، خاض خلاله أربع مباريات ودية، كان من ضمنها مقابلة كولن الألماني وفالنسيا الإسباني، إلى جانب خوضه 4 مباريات في الدوري زين، بالإضافة إلى العمل على إقامة مباراة أو اثنتين وديتين يتطلع الهلاليون أن تكون إحداهما أمام االشباب الممثل الثاني في الاستحقاق الآسيوي.