كيف لي أن أصِفَهُ ِبكَلِمَتين
أو أحْصُرَهُ بِصورَتين
فحين
يَرتَفِع ُصَوت الحنين في هدوءِ صمتي
بِرقةٍ يَسري رَحِيقُ طيّفُكَ بِـِشراييني
تَشتَعِلُ َمشاعِلُ الشوق بي
مُلتَهِبَةً بوقودِ حنيني
تَسّتَنهِضُ قريحَةَ خيالي
مُستَعيدةً جَمالَ ذكرياتي
بِحَنين الصمت
أتَعَقبُ رُوحكَ
أبحثُ عن مَنافذ قلبك
لأعبرُكَ بِمشاعِري الطاغيه
لأُشَكلُني كَعاشِقَةٍ غاويه
بِحُبِها مُسّتَبدَه
لِتتدَحرجَ قطرات حبي منسابةً بمساماتك
لترتشفني ظمأً
لترتويني نهماً
بصمتٍ مضمخٌ بالحنين
أسطُرُ حُرُوف آسمُكَ التي أختَصِرُ بها حَياتي
بِحَنينِ صمَتي وأنين حَرفي
وجُنونِ حُبي ووجعُ قلبي
آهمَسُ لكَ ِبأنكَ وحدك من آعتَصَرَني
وفكَّ أُحجِيةَ مَشاعِري
وروّضَ فوضويتي وعِنادي
بِحبك آجدتُ حياكةَ الحب
أمطَرتَهُ بللاً بِوابلٍ عذب
حنيني لكَ كسرَ قوانيني العظمى
سيّرَ قلبي الى مقابر اللاوجود
وتخطّى بي الحلمْ وكلَّ الحدود
فتراكمتْ بي كلُّ لغات الوجع
والحزن يحَومُ حولي كَطيرِ البجع
صمتي قاتل
قتلَ مشاعر تتزاحمُ بِصدري
وأَدَّ إحساسٌ يعصفُ بكلي
بحنيني الفتّاك
تسرّبَ بي بهيكلة تكويني
والصبرُ لا يصبرُ على صبري
آستشعِرُكَ هنا تَسكُنُ بأضلعي
تغزرُ حُبُكَ بِمَسرى وَرِيدي
حُبُكَ يا سيدي رَمَاني في لجُة الغَرق
قذَفني على تِلال الأُمنِيات الفارغه
كيف لي ان أُسكِتَ صوتُ ذاك الحنين
وكيف لي أنْ أتبرّأَ من عشقٍ لا يلين
كيف لي أنْ أقهرَ ذكرى لا تَنفكُ عن الأنين
حنيني لم يعد يَقوى على الصمت
بل يَصرُخ مجلجلاً بالآهآت
مُستمَدًّ وَقُودهُ من شوقٍ تمَردَ على الذات
مُسّتَغلاً قلبٌ أدّمَنَ الهفوات
يدّأَبُ على زِراعةِ الشوق بالإنفاس
يَرويهِ بجنونِ الحُبِ ورِقُةُ الإحساس
حَسبتُهُ سيبقى صامِتٌ في الأعماق
لكنه تفجّر وتَناثرَ بالآفاق
معلناً ثورةَ ظُلمِ العُشّاق
لِيَخرُجَ عن صمتٍ بهِ موتٌ وغرق
من قَهرِ القلبِ قدْ إنبَثق