في يوم من الأيام ..
كانت تتجول أفكاري في شوارع مخيلتي
و بين زحام الحياة..
كنت حينها أسير لوحدي ببطء وصمت..
لست أدري لما كنت غريب وحيد بينهم!!
رغم أن حولي الكثير من الأوراق !!
أخذت انظر ملياً إلى وجوه الصفحات ؟؟
لعلي أجد من بينهم من أعرفهم..
لكنه المحال.. كل الوجوه كانت سوداء!!
فجأة .. رأيت قلما هناك منكسراً
يشكو جفاف الحال؟؟!!
فوقفت لبرهة أنظر إليه..
أتأمل الألم في حنايا بقاياه !!
فشدتني جروح الزمان أن أذهب إليه؟؟
فوق جسر الأماني الذي كان يتكأ عليه..
فسألته :أيها القلم إلى من تشكو الحال ؟؟
قال لي: بقطرات حبر متقطعة فاقدة للحياة..
انظر إلى هذا البحر المليء بالآلام !!
لست أشكو إليه جفاف الحبر بداخلي؟
وإنما هو من يشكي إلي آلام كثير من الناس!!
فما هو ذنبه بأن يتحمل آلام الآخرين ولم يؤذيهم قط ؟!
فتعجبت لرده..وهممت بالرحيل .. لكنه استوقفني !! وكان يرمقني
بنفس تلك النظرات التي كنت أرمقهُ بها وقال لي:
انتظر!! ليس بغريب أن يجف الحبر داخل جسدي لأنني
بالنهاية قلم استمد حبري من مشاعر من حولي كما يزودني به كل إنسان..
لكن الغريب أن تخلو ملامح إنسان من الحياة..
فمن أنت ؟؟ وما قصتك؟؟
ولما تخلو ملامح الحياة من وجهك ؟؟
قلت له بابتسامه خفيفة باهته.. لاشي
ربما كان لجفاف الحبر في جسدك الأثر
بان ترى غيرك مثلك..؟
فاستأذنته ومضيت في طريقي..
فصادفت سطرا يئن ع جنبات الطريق..
يشكو لأعمده الإنارة جفاف الحروف ع حدوده ؟؟
فقلت له بهدوء ..يملؤ طرف لساني الانكسار..
ولما تئن لغيابها !!
رغم إن لوجودها في بعض الأحيان أن تزيد من الآمنا !!
فتركته وهو ينظر إلي بتعجب واستغراب ..؟!
ومضيت لست ادري إلى أين؟؟!!
امضي غير أنني اجر خطواتي المتثاقلة عبر الطريق
بهدوء وصمت فقط ..!!
فإذا بي أرى كلمات تشكو الضياع وقله الارتباط ؟؟
فكل حروفها مبعثره لا تدري بأي مكان هي؟؟
فابتسمت بسخرية احدث بها نفسي ؟!
هه.. كلمات تبكي حال اختلاف الحروف في وحده صفها ..
وهي بالنهاية كلمات لها أن تكون مفرده كحروف ..
ولها أن تكون مجتمعه فتكون كلمات وجمل..
فكيف بصفوف بنو البشر؟؟!!
من أعطاهم الحق بان يشوهوا جمال الحياة ؟؟؟
فتركتها هي أيضا ومضيت !!
قوة الرياح..
جعلت باقي الأوراق تتطاير من ع الطريق..
وتصطدم بعضها بي..
فلم أبالي.. بل لا اشعر بشي..
لا اعلم لما لم اشعر بمن حولي ؟ غير أن آلامي في كل مره في ازدياد.!!
لا اشعر إلا بالألم فقط دون التعبير عنه..
كنت أزيل ما علق على جسدي من تلك الأوراق التي تطايرت من حولي..
وعند آخر ورقة بيدي ..كنت سوف أزيلها وأرمي بها..
فجأة..علا ع مسمعي صوت صراخات المشاعر
و الأحاسيس..والعواطف ..والآهات وأختها الأنين..
كما كاد الطريق أن يغرق من بحر الدموع..
لكنه جف بسرعة بعد أن أصابه طغيان الجمود؟؟
أصوات صراخ وأنين الكل من حولي يهربون؟؟
لست أدري ممن يهربون.؟؟
أيهربون مني لأنني بينهم غريب !!
أم أنا من كنت أهرب منهم وأتحاشى وجودي بينهم..
حتى عندما كنت أمضي في الطريق كانت عيناي
لا تفارق موضع موطأ قدمي؟؟
فجأة ..وإذا بطيف سؤال ذلك القلم ..يجول بخاطري؟؟
ويبحث عن حبر الإجابة !!
من أنت؟؟ وما قصتك ؟؟ ولما تخلو ملامح الحياة من وجهك؟؟
حقا من أنا ؟؟ من أنا؟؟
وما قصتي ؟؟ ماذا أصابني ؟؟
وماذا حل بي لتخلو ملامح الحياة في جسدي؟؟
أيعقل بأن أكون قد مت وهذا طيف روحي يجوب الحياة؟؟
يبحث عن جسدي ليسكنه مرة أخرى!!
ولهذا يهرب مني الجميع ؟؟!!
أم أن آلام الكون تسكنني .. فلم تعتد بها روحي فهربت مني
هي أيضا لتختفي مني ملامحي الحياة.؟؟!!
لم أعرف الإجابة حقا!! لم أعرف الإجابة ؟؟
في غمرة هذا الحزن الذي أصابني..
تمتد إلي يد من الخلف فتربت على ظهري..
هيه أنتَ.. يا .. فتى ..
فاستدرت بوجهي للخلف بألم وبهدوء و ببطء شديد ..
وإذا به ذلك القلم الصغير!! والذي بدت عليه علامات السعادة؟؟
لا تحزن .. نعم لا تحزن.. فكلنا واحد؟؟
نحن أنتَ ؟؟ وأنتَ نحن ؟؟
ثم ابتسم وغادر وتركني لوحدي من جديد..
فتنهدت بحرقة وآلم شديد..كادت روحي بها أن تتمزق..
براكين الألم في هذه اللحظة تكاد تنفجر بي..
رحماك ربي .. لا أستطيع..
نفسي لا تطيق .. لم أعد قادر على الاحتمال..
لم أعد قادر على الإبتسامة ككل يوم !!
حقا لا أستطيع فليساعدني أحدكم..
(في هذه اللحظة ذل انكساري وسقطت قدمي ويداي ع الأرض)
هنا ذقت مرارة الألم وبكيت بحرقة..
تمزق جسدي الأسير في أروقة الحياة..
لم يسمعني أحد ؟؟ لم يساعدني أحد ؟؟
رفعت رأسي بهدوء وإذا بي وأنا أبكي أرى تلك الورقة.!!
مازالت بيدي لم أتخلص منها حينها؟؟
لست أدري لما كنت متمسك بها ولم ألقي بها في وقتها!!
فتحتها..وإذا به خط من سلبته حياته..وسلب حياتي مني!!
مكتوب فيها: أنت كاللغز حللت نصفه وبقي نصفه الأخر معي؟؟
وإجابة هذا اللغز..
تسعد الناس حقا بدعابتك وابتسامتك..لكن تخفي في عمق
هذه الابتسامات الآم كبيرة..كون كما كنت من قبل ..لماذا تغيرت؟؟
( هنا جروحي تجاوب خطه بدلا عني فلا أستطيع)
كيف أكون مثل ما كنت؟؟ ومن بعد فراقكم أصبحت خواطر ممزقه؟؟
كيف أعود كما كنت؟؟
كيف أكون أنا ؟؟
كيف أكون أنا ؟؟
( هنا تطايرت الورقة من يدي مع قوة رياح الألم)
وهي التي كانت أخر كلمات منه..
هنا لم أستطع الاحتمال ..فهربت إلى جحيم الذكريات
أبكي مرارة الحنين في داخلي..
فغصت في نوبة بكاء حادة..
حتى كادت روحي أن تتمزق.
عقــد الكلمــات :
ألم ضائع بمتاهات الكلام.. فهل هناك طريق ليجد نفسه ؟؟!!