فى الساعة الرابعة عصرا كان هناك طفل صغير يسير فى الطريق ولا نعرف من اهله ومن اين آت فكان
سار فى الطريق بلا هدف ولا يعرف الى اين ذاهب ، وهذا الطفل لا يزال فى السادسة والنصف من عمره
وظل فى طريقه حتى ان التقى بأطفال من سنه ومنهم اكبر سنا منه وايضا اصغر سنا يلعبون ويمرحون
انحاء الطريق فوقف الطفل ينظر اليهم نظرة طويلة مليئة بالحزن والدموع وظل واقفا ينظر اليهم
والى كيفية لعبهم ومرحهم حتى طالت النظرة الى ان رآه طفل من هؤالاء الاطفال فذهب اليه واخذه من يده
حتى يشاركهم فى اللعب ففرح الطفل بذلك وذهب معه واخذ يمرح ويلعب معهم حتى سرقهم الوقت لحين ان
حلت عليهم الغبشة وعم الظلام فى الطريق فشعر الطفل بالارهاق من كثرة اللعب واراد ان ينام
وعندما علم الاطفال بذلك اخذوه الى مكان بعيد عن المنازل والبيوت وكان هذا المكان مليء بالقمامة وغيره
من المناظر القبيحة فعندما رأى الطفل هذا المكان تعجب من مكان راحتهم وقال لهم انهم يختلفوا عنه فى كل
شىء مثل طريقة ارتداء الملابس وطريقة المأكل والمشرب وانه كان يعيش فى بيت كبير ويأكل ويشرب كل
مايريده وان اى شىء يتمناه لن يتأخر عنه اى كل شىء متوفر له من مال وغيره ويرجع فضل كل هذا
لوالديه ، فسألوه الاطفال عن سبب مجيئه معهم الى هذا المكان وانه لا يذهب الى بيته الكبير واكله النظيف
وغيره من الاشياء التى قالها لهم ، فقال لهم انه لا يريد ان يعود الى والديه مرة اخرى ابدا وعندما ارادوا
ان يعرفوا سبب ذلك قص عليهم قصته مع والديه وهى ( ان الطفل فى وقت من الاوقات سمع والديه
يتشاجران واثناء المشاجرة قالت الزوجة لزوجها انها وافقت عليه بالغصب وليس برضاها وايضا الزوج
كذلك وبالرغم من هذا الا انهما كانا يعلمان ان حياتهم الزوجية سوف تكون غير سعيدة وانها ستكون مليئة
بالمشاكل الدائمة ومن هنا علم الطفل ان والديه يوجد بينهم كرها وليس عطفا وحبا مما يؤدى هذا الى
التشاجر دائما وعدم التفاهم ، وايضا من كثرة قسوة الزوجين على بعضهم البعض كانوا قاسيين على طفلهم
وكانت حياتهم قد تجمعت فى اطار عدم الراحة يوميا وخصوصا ان كل هذا يؤثر على الطفل من شدة معاملة
الوالدين القاسية مع بعضهم البعض وايضا من شدة ضربهم للطفل وعدم توفير الراحة والاطمئنان والامان
له فى هذا البيت بالرغم من ان مستوى معيشتهم المادية راقية وان المال متوفر لديهم ولكن يوجد فرق بين
الراحة المادية والراحة النفسية فالراحة النفسية اهم من الراحة المادية لان عند وجود الراحة النفسية بين
الزوجين فأنهما يطمئنان على نفسهم من الناحية المادية ولكن هذا قد انعكس مع هذه العائلة بكثرة اموالهم
وقلة وجودالراحة النفسية بينهم مما يجعلهم يتعدوا على طفلهم الصغير بالضرب الشديد من شدة قسوتهم
على بعضهم البعض وكل هذا يعود الطفل على الحرب من صغره وعدم السلام وايضا يربى عنده الكره الى
ان وصل فى النهاية الى كره نفسه وكره والديه وبالتالى كره حياته معهم فى هذا البيت مما جعله يفكر فى
حل لهذه المشكلة فلا يجد الطفل حلا سوى هروبه من البيت ويعيش حرا بعيدا عن مشاكل والديه وقسوتهم
عليه ، ففى هذه اللحظة ترك الطفل البيت مسرعا الى الطريق الى ان التقى بهذه الاطفال وانضم اليهم وهذا
النوع من الاطفال اطلق عليهم اسم ( اطفال الشوارع) ولذلك فاننا نعلم ان هناك الكثير من الاسباب التى
تؤدى الى انتشار ظاهرة اطفال الشوارع منها انفصال الزوجين لأتفه الاسباب ، والمشاكل الكثيرة التى
تؤدى الى تشاجر الزوجين ومن المعروف ان الطفل يتأثر بما يحدث حوله من ظواهر مختلفة وايضا كلنا
نعلم ان الاسرة هى عنوان الطفل او الطفل هو عنوان اسرته وان اول نشأة للطفل هى عند اسرته فيتأثر
بطبيعتهم سواء كانت ب انفصال الزوجين او عدم انفصالهم ، وفى النهاية نجد ان هذه الظاهرة اكثر انتشارا
على مستوى العالم كله بسبب الاهالي وعلاقتهم ببعضهم البعض فيجب ان تكون العلاقة بين الزوجين قائمة
على الود والمحبة والرحمة كما قال الله تعالى فى كتابه العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
( ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لستكنوا اليها
وجعل بينكم مودة ورحمة ان فى ذلك لآية لقوم يتفكرون ... )
صدق الله العظيم