تقع الجمهورية التونسية في أقصى شمال القارة الإفريقية على مرمى البصر من جنوب القارة الأوروبية, وتبلغ مساحتها حوالي 164 ألف كليومتر مربع, يحدها شرقا وشمال البحر المتوسط وجنوبا ليبيا وغربا الجزائر.
يبلغ عدد سكان الجمهورية التونسية حوالي 10 ملايين ساكن, 66 في المائة منهم في المدن, وهم في أغلبهم مسلمون لكن عدة جاليات مسيحية ويهودية تعيش في البلاد التونسية منذ زمن سحيق وتمارس طقوسها الدينية في ظل تسامح ديني وحضاري كبير.
نظرا لموقعها الجغرافي الهام في ملتقى الطرقات وقلب البحر المتوسط كانت البلاد التونسية مهدا لعدة حضارات متوسطية وعربية وافريقية شهيرة, فأدى ذلك إلى ترسيخ قيم الانفتاح والتسامح لدى التونسيين وخلق هوية الشخصية التونسية التي هي ثمرة لقاح عدة حضارات وثقافات عبر آلاف السنين. وتعتبر تونس اليوم من أهم المقاصد السياحية والاستثمارية في حوض المتوسط لما تتميز به من استقرار سياسي واجتماعي حتى أن الملتقى الاقتصادي العالمي لعام 2000 منحها المرتبة الأولى على المستوى الإفريقي في مجال القدرة التنافسية واعتبر أنها تملك إحدى أفضل السياسات الاقتصادية في إفريقيا. وقد مكنها هذا الاستقرار السياسي والاجتماعي من التركيز على مسائل النمو الاقتصادي وتحسين ظروف العيش لمواطنيها فانخفضت نسبة الفقر من 33 بالمائة عام 1956 إلى 5 في المائة حاليا.
وعلى بعد 15 كيلو متراً من تونس تمتد ضفاف قرطاج بدءاً من المعالم الفينيقية من العهد الفينيقي إلى اليوم، بالإضافة إلى الآثار الرومانية، مروراً بقرية سيدي بوسعيد المعروفة بطابعها المعماري المتميز، لتنتهي بالمنطقة السياحية الجديدة بالضاحية الشمالية التي تضم وحدات فندقية فاخرة.
وقرطاج ذات تاريخ عريق ممتد على مدى ثلاثة آلاف سنة كجزء من التراث الإنساني، أما سواحل قرطاج الممتدة من ميناء حلق الوادي وحصنه الإسباني حتى شواطئ (قمرت) اللامتناهية فهي سواحل تتميز بالتنوع والثراء، حيث مراكز الرياضات البحرية المختلفة.
وتجمع شواطئ قرطاج كل ما يتيحه البحر من متع، كما تحظى البيئة وصيانتها بمنزلة رفيعة في سواحلها حيث غابات الصنوبر التي تمتد في هذه البقعة الجميلة بجانب مياه البحرالزرقاء، بالإضافة إلى تنوع المقاهي والمطاعم ذات الطراز التونسي الفريد.
وتعد قرية سيدي بوسعيد أول موقع محمــي فــي العــالــم ويعــود تأسـيسـها إلى القــرون الوسطــى، وتقع في أعالي المنحدر الصخري المطل على قرطاج وخليج تونس، جنة صغيرة بألوان البحر الأبيض المتوسط.
فعلى مدى الطرقات المبلطة بالحجارة، يتكشف للزائر التشابك الجميل للمنازل المكسوة بالجير الأبيض وبالمشربيات التي تزينها شبابيك زرقاء بتلك الزرقة الفريدة لسيدي بوسعيد، وتنفتح الأبواب المتينة المسمرة على حدائق سرية فرشت أرضيتها بالخزف وتكسو حيطانها نبتة البوغانفيي.
أما القصور، على غرار قصر النجمة الزهراء، مركز الموسيقى العربية والمتوسطية، فإن أجواء ألف ليلة وليلة تنساب انسياباً أبدياً من خلال متعة العيش والروائح الفواحة لياسمين سيدي بوسعيد.
المنستير مدينة حباهـا اللـه بمـوقع جـغرافي فريد من نوعه وبطــقس مثالي مـن حيث الاعتدال وبمواقع سياحـية ومعــالم تاريخية تؤهلها عن جدارة لمنافسة المدن الأوروبــية، وتشهد لها تلك الفـنادق الفاخرة التــي تتــناثر على امتداد سواحل الدخيلة وصقانس ومطار بورقيبة الـدولـي وميناء النزهة الجديد وقصر المؤتمـرات المجهز بكـل لوازم ومعدات الندوات الدولية.
والبحر موجود في كل مكان بالمنستير، وشارع الكورنيش يطل بامتداده على الأمواج الزرقاء ليفضي إلى ميناء صيد صغير يثلج الصدر جمالاً ورشاقة وقد أنشئ هذا الميناء بين شبه جزيرتين.
وعـلى مسافــة قصـيرة جــداً مـن ضــفاف البحر يقـع البصر عـلى جزيرتـي سيدي غدامــسي والمـوستـانيــة اللتـــين تربطـهما إلــى بعضهــما وإلـى الضــفة أرصـفـة تــأوي المحـطة البحرية الساحـرة (كــاب - منسـتير)، وهــذه المحطة تحظــى بمــوقع ممــتاز يجـعل مــنها الميناء المثـالي لهــواة المـلاحــة الترفيــهيـة إذ هـى لا تبــعد أكــثر مـن مـسافــة 5 دقـــائق بالـسيارة عــن المـطـار الــدولـي الحـبيب بورقـيبة - المنسـتير، وبضع ساعات جواً أو مــسافة يـوم بــحراً علـى أوروبــا.
وتبلغ طاقة هذا الميناء الترفيهي 400 وحدة بحرية، وهو مندمج في مركب سياحي يضم مركز إقامة فاخر تلامسه أمواج البحر، ويحتوي على مطابخ ودكاكين وعدة مرافق أخرى من بينها (حمام) للاغتسال.
ومـن وراء هـذا المـيناء يشـاهـد الزائـر جزيـرة (الحـمـام)، ويقــع بـصره عـنـد أقـدام الساحل الصخـــري علـى كــهـوف الكـحلية الــتي تـــوجـد علـى مسـتوى الـبــحر والتـي يمـكن أن تـــكون خاتمة المـسـك لجــولتـنا بشارع الكـورنيـش ومنطـلق زيارتــنا للمــدينة العــتـيقة
لم تعد مدينة الحمامات تكتفي بشهرتها كقطب جاذب للسياح في تونس، بل عملت على تجديد وتنويع مكوناتها السياحية، فإذا كانت منطقة (رأس الطيب) السياحية فردوس البلاد التونسية، فإن الحمامات هي حورية هذا الفردوس، فقد عانقت البحر في لطف على مدى خليج يحمل اسمها، كما أن للتسوق مجاله في الحمامات، فهناك أسواقها العتيقة التي تحيط بها الأسوار ويحرسها برج قديم يرجع تاريخ بنائه إلى القرن الخامس عشر، ويعج هذا السوق بالصناعات التقليدية والعطور المنتجة محلياً بطريقة توارثتها الأجيال منذ أقدم العصور.
يعود تاريخ مدينة سوسة إلى 3000 سنة خلت، فقد بناها الفينيقيون قبل قرطاج على ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط، وإلى جانب المدينة وأحيائها الحديثة توجد المدينة العتيقة التي لا تزال محافظة على طابعها الأصيـل وتضـم معـالـم أثـريـة مهمـة يعـود عهـدهـا إلـى القـرنـين الثاني والثالث الهجريين، ومن أبرزها الرباط والجامع الكبير ومتحف أثري الذي به مجموعة فريدة من الفسيفساء.
وعلى بعد بضعة كيلومترات توجد المحـطة السياحية (القنـطاوي)، وهي أول مجمع سياحي مدمج بالبـلاد التونسـية حـيث يمكن للسائح التمتع بما يتوافر فيه مـن منــشآت ترفيـهية ورياضــية.
بـين جمـال واحـة غنــاء وبحــر هــادئ بشـواطئـه الرمليـة تقــع جـزيــرة جـربــة بعـرض الساحل الجنــوبـي شرقي البلاد التونسـية، وأصبحــت هـذه الجــزيـرة التـي تقع على مشارف الصحراء محطة متميزة للعديد من السياح بفضل جمال محيطها وهوائها الـــطلـق وما توفره من راحة وطمأنينة لزائريها، وكذلك بفضـــل البنيـــة الأســـاسية المتطـــورة فبـــها مطـــار عالمي وطرقات عصرية وعدة فنادق فخمة منصهرة تماماً في المظهر المعمـــاري الأصيـــل للمنــــازل التقليدية تدعمت منذ سنوات بإنجاز إحدى عشرة محطة استشفائية.
توجد مدينة طبرقة بالشمال الغربي للبلاد على الوجهة الغربية للبحر الأبيض المتوسط، ويحدها من الناحية الخلفية جبال متنوعة بغاباتها الكثيفة الأشجار ونباتاتها المتنوعة، وما يزيد هذا الوسط الطبيعي جمالاً الطابع المعماري المميز للمدينة ذات السقوف القرميدية الحمراء، ويجد هواة الغوص في أعماق البحر خير ميدان لممارسة هوايتهم، ومن المقاصد السياحية الأخرى منطقة شمتو ومتحفها الأثري والمهرجان الدولي للجاز الذي يقام كل صيف.
من النـــادر أن تحتل مدينة من المـــدن الموقــع الاستراتيجي الذي تحــتله بنـــزرت (هيبودياريتوس) الرومـــانية، فهي الرقعة التي تصل البحر الأبيض المتوســـط بالخلـــيج الطبيعي الهائل الذي يحمل اسم المدينـــة الملاذ الممتـاز بالنســـــبة للملاحـــة البـحرية، وهــو الذي جعـــل من بنـــزرت منذ عهـــود بعيـــدة مركز تجمـــع إنساني مهم توالى فيه القرطــــاجيون والرومـــان والوندال والبيزنطيون والعرب والأتراك.
ولقد أضفى الجسر المتحرك بمدخل بنزرت مزيداً من الحركية على هذا الموقع الطبيعي، وهي مدينة كلها حيوية وازدهار، فمدينتها العربية المحتفظة بطابعها الأصـــيل تقدم لزائريها باقة زاهية بديعة من المساجـــد والأســواق والمنــازل العتـيقة، وشـــوارعها الملتـوية المتشـابكة ينتهي بك المطــاف فيـــها إلــى المرفـــأ القـــديم بمقاهيه الطـريفة وقواربه اللطيفة حيث الحركة الدائبة.
أما الجناح العصري من المدينة فإن شوارعه تتمدد وحدائقه تتسع، وقد زاد في بهجته قصر المؤتمرات الذي يشرف على المدينة في شموخ رائع وهدوء وديع، وتمتد مـدينــــة بنــزرت شمالاً حتــى الكـورنيــش حـيث تم إنشــاء جهــاز ســياحي يناسـب جمــال المنطــقة، وهـو يتـكون مـن عــدة فنــادق بها أحدث التجهيزات والمرافق، أما جنوباً فتمتد حتى شواطئ الرمال اللامتناهية المدى بين بحر أزرق وغابات صنوبر خضراء.
وفـي أسـواق المـدينة يكتشــف المصطــاف مخــتلف ضروب صناعات بنزرت التقليـدية، الحـــاوية خـــلاصة تجارب القــــرون المتعاقبة من طرازه ونسيج زرابي وصناعة حديد مطرق.
يعد مهـــرجان قرطـــاج من أعرق وأشهر المهرجـــانات الفنية في تونس، ويجمع بين الموسيقى الشرقية والغربية، ويقام خلال شهري يوليو وأغسطس من كل عام بالمسرح الأثري بالمدينة.
إضافـة إلـى ذلك يمكن زيـارة قصر البــارون أرلنجاي الـــذي أصـبح اليــوم مقــراً لمركز المـوسـيقى العربية، ويحتوي هـــذا القـصر الذي شـيده أحـــد الأثــرياء الأوروبيــين كعـربـون محـــبة لمديـنة سيدي بوسعــيد على متحـف بــه العـديد مـن المقتنيات الجـديرة بالمشاهـدة، وكذلك متحـف بـاردو الـشهير الــذي يقع بقصر يرجـع تاريـخ بـنـــائه إلــى القــرن التاسع عشـر، ويضـم أكـبر مجــمـوعـة مـن الفـــسيفساء الـرومـانيــة فـي العـالــم، كــما يمـكن للــزائر حـضــور العــديد مـن المهـرجانات الصيفية الأخرى مـثــل المهــرجان الدولــي للحــمامات والــذي يجمع بـين الموسـيـقى والمسـرح ومـهرجـان الجــاز بطـــبرقة