مسرحية: أغنية القوقنس*
تأليف: حامد الزبيدي
مسرحية ذات فصل واحد.
الشخصيات :الكاتب، المنادي، الشاب، المرأة، الطفل، الخازن، الثري، الرجل العجوز، المخرج، الرجل1 ،الرجل2 .
المنظر :يقسم المسرح إلى مستويين.المستوى الأول: غرفة قديمة فيها كرسيان ومنضدة صغيرة فوقها أوراق مبعثرة، فانوس صغير ذو لهب خافت، علبة سجائر، ابريق شاي،.
الكاتب: متكئ بعجيزته على المنضدة يحتسي الشاي ويدخن سيجارته في آن واحد وهو يتأمل الشخصيات التي تغص بها غرفته، تقف بشكل غير منتظم، تنظر إليه بصمت، نباح يشبه العواء في الخارج ،ينتبه لنفسه ثم يصيخ السمع إلى ذلك النباح الطويل يتوجس) لِمَ ينبح في هذي الساعة من الليل؟ قالت أمي إن نباح الكلب نذير الشؤم.. إنه الرحيل.. إنه الموت.ولكن منْ هو المقصود؟
المنادي : بخوف) بالحق من هو المقصود؟
الكاتب :إلى الخازن) هناك انسان سينزف دماً.. سيموت.. ربما أنا.. أو.. ربما أحدكم سيلقي حتفه ومن المحتمل أحد الذين (إلى النظارة) يقطنون هناك هناك.
الشاب :ايها السادة كفوا عن أنباء الغيب التي تعرفها الكلاب أكثر منكم ودعونا في قضيتنا.. عشرون يوماً، نحن نتحدث وأنت تصغي الينا.. حان الحين أن نصمت وأنت تتحث لنا..
المراة :كلام جميل.. حدّثنا عن نفسك.. حدّثنا عن المرأة في حياتك.. هل أحببت؟ تزوجت؟
الكاتب :يرنو إليها بصمت ثم يجيب بهدوء) .. أجل انني أحببت.. لأنني لم أطق الحياة من دون حب.. أحببت البساتين والأنهار.. أحببت الجمال والنقاء.. أحببت أن أكون انسانأ رائعاً .
المرأة : (تقاطعه) هل أحببتها؟
الكاتب :المرأة.. ذلك الإله المتمرد. هي كل حياتي.. لكن للأسف لم أجدها.. لم أتنعم بدفء حنانها.. أنها ما زالت هاجساً سماوياً يعيش في روحي.
الطفل :حدثني عن الأبوة.
الكاتب :يأخذ سيجارة أخرى) الأبوة.. الأبوة أعظم رسالة ينشدها الإنسان لكن من يفهمها؟ من ينشدها؟ يا ولدي الأبوة مفقودة فينا.. ليس لها مكان.. ليس لها كيان. (يبكي الرجل العجوز يقترب منه الكاتب) لا تبكي على ما راح منك أيها الفاني.. كلنا مثلك لا نحمل رسالة الأبوة.. لأننا لا نصلح أن نكون آباء.. أولادنا يموتون أمام عيوننا ونحن لا نستطيع أن نقول.. لا لا لا.
الخازن:بخبث) من أين أنت؟
الكاتب :أنا يا سرَّ الشقاء.. إذا رأيت الإمام يكذب على المنبر واذا رأيت الشرطي يبول على منصة القضاء فاعلم بأنني من ذلك الوطن.
الخازن :لا تتحدث بالسياسة.
الثري :السياسة قذارة.. حدثنا عن المال.. أ أنت رجل غني مثلي؟
الكاتب :إنني لا أحبك ولا أفكر بالمال.
الثري :عجباً ولِمَ؟
الكاتب :لقد كفر بي الفقر حتى تزندق.
الرجل العجوز :دعك من مصاصي الدماء.. حدثنا عن نفسك. (يطالبه الجميع بالتحدث عن نفسه)
الكاتب :يملأ قدح الشاي) عفوأ أيها السادة.. هكذا أنا دائماً.. امشي على جسور الغربة وحيداً أتسكع في مدن الأحلام.. أرى فتيات يهبطن من السماء وجبال تطير وأناس تحترق ومدن تتهدم وعالم يموت.. أتنفس هواءً بنفسجياً وقت ما يتوضأ القمر في النيل السماوي.. أنزف وجعي، أتكسر، أتشظى، أسبح في الطوفان الأحمر، أغرق فيه، أصحو من حلمي ألوذ بفراشي.. أندثر. خشيةً من سياط الغربة.. لكن دونما جدوى.. أنها كالريح تلسع عظامي، أ أرق أتمزق، (يختفي خلف الرجل العجوز) أخاف من السكون والظلام ومن الليل الطويل الذي لا ينتهي (يبتعد عن العجوز) أصحو من وجعي (يدور حول الشخوص بانهيار) ثم أغوص فيه لم تشفني عوالم (هاينى) ولم تنجني تضرعات (أديث) سل الظلم نخراً أوهامي (كالمجنون) هذا المكان فيه صراخ.. فيه موت أزلي.. فيه جمود، (ينادي) أمل.. يا إبنة الفرج الراحل متى يأتي الفرج القادم؟ وتنتهي أسطورة الدماء.. يا زهرة النرجس هل ينتهي الظلام؟ .. هل يشرق في وجهك البهي السلام؟ يا أملي (كمن يبحث عن شيء مفقود منه) اين أجد الأمان.. أين..أين.. (يلتفت نحوهم) ليس غريباً أن قلت لكم الليل كان مظلماً ولكن الصبح اكثر ظلاماً.. أجنحة (السرافيم*) تغطي وجه الشمس تحجب الضياء، تنشر رائحة نتنة.. توقظ الحاقد المتجبر ليدوس على البراعم ويسحق الأزهار والرياحين.. تلك هي نهاية الإنسان.. الإنسان الماثل أمامكم وكما ترونه.. أيها السادة. يعيش في آخر شوط من ذلك الزمن المجهول الذي لا يعرفه، صدفة تلاقا وسيفترقان فراق الغرباء.. ما جنى منه سوى تسع جرائم وعالم مملوء بالسخافات (يعلو نباح الكلب ينتبه إلى نفسه) من هناك؟ من القادم. (يخفت الضياء على الشخصيات تبقى واقفة كالأشباح).
الصوت :أبعد الكلب عني.. أبعده عني.
الكاتب :إنه صوت المخرج..(اسم المخرج الذي يخرج المسرحية) دعه يمر.. دعه يدخل.
المخرج :يظهر المخرج في عتبة الباب، تختفي الشخصيات) يا له من كلب مفترس.. كاد يمزق جسدي.. ألا يعرفني؟ الكاتب :إنه لا يثق بأحد في الليل.. ما الذي جاء بك؟
المخرج :الكارثة.. الكارثة يا رجل.. أرجو ان تنقذني منها.
الكاتب :أو لم ينتهي زمن الكوارث بعد؟
المخرج :لا أظن ذلك.. طالما المنافقين والمتملقين يرقصون على حبالهم.. اللجنة المشرفة على المهرجان.. رفضت المسرحية بشدة.. أعطني غيرها.
الكاتب :إبحث عن غيري.. إني سأمت علامات الرفض.. ثلاثون عاماً وأنا أحمل وسام الرفض على صدري.
المخرج :بإمكانك انتزاعه متى شئت.. حتى متى تبقى قابعاً تحت براثن الجوع والاضطهاد .. أكتب أكتب في الصحف كما يكتب فيها أقرانك.
الكاتب :أي تناقض فيك؟.. أنت تطلب مني ذلك؟ أنت؟ أي عفون تطلبها مني لأطعم الكائنات بها.
المخرج :هم يريدون ذلك.
الكاتب :وأنا لا أريد ذلك.. لا لا ما قيمة الكتابة ان لم تكن مثل البركان تفجر وتتفجر.
المخرج :بحزن عميق وكأنه يكلم نفسه) لا أعلم إن كنت أشفق عليك أم على نفسي من منا المريض؟ أنت أم أنا؟
الكاتب :كلانا يحمل مرضه في نفسه.. بل الجميع. طوبى للذين يشفون منه (يلتقط مخطوطة المسرحية) للتو فرغت من كتابتها.. أقرأ بأ.. عسى أن تفهم الفئران أي جحور أهدم.
( المخرج :يأخذ المخطوطة، يتفحصها).
- اظلام -
المشهد الثاني:
المنظر :المستوى الثاني، تظهر على المسرح محرقة كبيرة في داخلها بابان متقابلان، في عمق المحرقة ثريا، جماجم مضيئة الخازن يمسك بندقية، مقلداً بسيف وعلى فخذيه فأس وخنجر، ساعة جدارية بلا رقاصات ذات تكتكة عالية في الجانب الآخر نافذة صغيرة محترقة، يقف الثري ما بين الباب الأيمن والخازن.
الثري :عفواً أيها السيد ( يغير موقع الحقيبة الجلدية السوداء بين يديه) لم استدعيتموني أنا بالذات؟
الخازن :لأنك رجل خطير.. المعلومات المدونة لدينا تؤكد ذلك.. أنك مجرم، قاتل سفاح، مصاص دماء. أنت مدان وحلّت عليك اللعنة.
الثري يقترب منه أكثر) أ هكذا ترى؟
الخازن :لا عليك بما أرى.. أنما أخبرتك به هو مدون في صحيفتك السوداء.
الثري
بارتباك) صحيفتي السوداء؟ كيف السبيل إلى تبييضها؟ (يفتح الحقيبة يناوله رزمة أوراق نقدية) ألا يمكن لك أن. (ثم يسكت) .
الخازن :يبصبص في الاتجاهات ثم يأخذ الرزمة) ها .
الثري )يقاطعه، يغير لهجته الضعيفة إلى اكثر صرامة) هل أنا مجرم؟ سفاح؟ مصاص دماء؟ أنا إنسان طيب؟ أحب الناس ولا يمكن لي العيش بدونهم.. أليس الحق لي بالدفاع عن نفسي؟ عن وجودي؟ كما أنتم تدافعون عن وجودكم بالحديد والنار.. أليس لي الحق بالحفاظ على ثروتي من السراق ومن الذين يحاولون سفك دمي.
الخازن : لك الحق ايها السيد الكريم.. أنت في غابة وعليك أن تحذر الكواسر وتحترس الوحوش التي تحوم حولك.
المنادي: يخرج من خلف الباب الأيمن يدفع الثري من الخلف) ابتعد قليلاً ولا تغيب عن ناظري.
الخازن: إلى المنادي) كن لطيفاً معه..انه سيداً كريماً .
المنادي :أنت تأمر أيها الخازن الأمين ..(يتركهما ويتجه صوب الباب الآخر) الرقم مليار الرقم مليار ..هيا بسرعة ..إسرعْ أيها الأبله.
الشاب :يدخل مرهقاً) أرسم بقايا وجه حبيبتي على جدران القلعة .. هناك كنا نتسابق شمس محترقة وقمر مصلوب وصهيل يكتم أنفاس الغبار .(يقترب من الثري) عش أنت في رياضك ودع الأرض المزروعة بشتلات السبابات المتجهة صوب الكعبة ،ستبقى حجراً أسوداً ولن تخضر ولن تخضر (يسحبه المنادي من الخلف).
المنادي :من هنا أيها الزنديق المشعوذ.
الشاب :يفلت منه) أتساءل (إلى الخازن) لم كانت الرصاصة تبحث عني؟ لم كانت الشظية ترعبني؟
الخازن :ما هذه الهرطقة؟ عن أي رصاص تتحدث ،عن أي شظاي؟
الشاب :رائحة البارود تملأ جمجمتي أتحدى العالم أن يخرجها.
الخازن :يا لك من ملحد في مقدساتنا ..كفاك هذراً أيها المخبول (يسحبه المنادي)
الشاب :مهلاً..مهلاً أيها المتجبر.
المنادي :أدخل أيها السفيه(يدفعه بقوة ..يختفيان)
( الخازن :إلى الثري) إن المشعوذين من أمثاله لا يستحقون الرحمة ..كن مطمئناً ولا تقنط من رحمتنا. (يخرج المنادي وفي يده ملابس الشاب يقترب من الباب الآخر) أين ذويه؟(ينظر إليهم) خذوا ملابسه وارحلوا دونما التفاتة إلى الوراء .
( الثري :يمسح وجهه بمنديل أصفر ثم يفتح الحقيبة، يسلم الخازن رزمة أخرى ،المنادي ينظر إليهما) أرجو ان لا تخلعوا ملابسي.
الخازن :لو خلعت الدنيا ملابسها وتعرت لما خلعت ملابسك يا مولاي.
الثري :متى أرحل؟
الخازن :سترحل يا مولاي..سترحل..(إلى المنادي) نفذ عملك كما أمرت.
المنادي : يستدير إلى الباب) من الذي يليه ..هيا تقدم..تقدم .
الطفل :يظهر الطفل وسط عتبة الباب خائفاً) لا أنني أخافك ولم آت إليك.
المنادي :لا تخف مني أيها الوضيع..تعال..ستقضي لحظات ممتعة وترحل.
الطفل :إلى أين أرحل؟
المنادي :هناك ،ستعلم إلى أين تذهب(يقترب منه) .
الطفل :يتراجع ببطء إلى الخلف) إن قلبي ،يرتجف هلعاً منك.
المنادي :يتحايل عليه) لا تخف سأعطيك الحلوى،ها ،هيا تعال (يهجم عليه) .
الطفل :يقفز ثم يفلت)لا أريد الحلوى ،لا أريدها ..أريد أبي،أين أبي؟
المنادي :بتأنيب) ولد (يبتسم في وجهه ثم يحدثه بلين ورقة مصطنعة ) سأملأ جيوبك بالحلوى وإلأرتين والمكدون (إلى الثري) أنه يتعاطاها بشراهة .
الثري :لم تأخذها؟
الطفل :كي أنسى أبي .
الثري :كمن يستفسر عن شيئاً يخصه) أيتعاطاها غيرك؟
الطفل :أجل الكثير..الكثير من أمثالي .
الثري :مطمئناً) هم.
الطفل :إلى الثري) هل تعرف أبي؟ (إلى المنادي) كيف كان شكل أبي؟ (إلى الخازن) هل رأيت أبي؟ (إلى النظارة) من منكم أبي؟ (ينادي بأعلى صوته ويدور كالتائه) بابا.. بابا أين أنت يا بابا؟ (يبكي بمرارة، يخرج من جيبه قرص المكدون يضعه تحت لسانه، يهدأ) .
المنادي :يستغل انشغاله بقرص المكدون يهجم عليه يمسكه من يده) مسكتك.. هيا تعال معي.. أبوك في الداخل.. ألا تريد رؤيته؟ إنه موجود هنا (يدخلان) .
الثري :يتحرك كاللص نحو الباب الأيمن ليرى ماذا يجري في الداخل.) .
الخازن :إلى أين؟
المنادي :يخرج من الباب، يحمل ملابس الطفل بيد وفي الأخرى حذاءه، يدفعه) ما هكذا تتصرف أيها السيد الكريم.. قف في مكانك.. لم يأت دورك بعد (يقترب من الباب، يقذف الملابس، صرخة امرأة) خذي ملابسه وارحلي (تصرخ المرأة) إياك إياك أن تنبسي بشيء. مفهوم.. (تصرخ يذهب اليها، يختفي خلف الباب) (صوت لطمات قوية) إذهبي.. إذهبي.
الثري :إلى الخازن) بدا الملل يرهقني ايها السيد.. تأخرت كثيراً.. أ أمكث هنا طويلاً؟
الخازن :لا تمكث هنا كثيراً أيها الضيف الجليل.. سترحل عاجلاً.
الثري :كم مضى عليَّ من الوقت هنا؟ هل الساعة تعمل (ترتفع تكتكة الساعة)
الخازن :أنت أصم؟ ألا تسمع؟ انها تعمل بدقة متناهية.
الثري :ينظر إلى الساعة) ولكن أين عقاربها؟
الخازن :لا تتحدث عن العقارب.
المنادي :يدخل) هيا تحركي.. (بصوت آمر) تقدمي.. جاء دورك الآن.
المراة:تظهر في العتبة) ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟
المنادي :بماذا؟
المراة :أكل العث فستان الزفاف.. الأتربة جعلته خرقة بالية.. مات الفرح في حضن الحزن وهو لم يأت.. متى يأتي متى؟
المنادي :يسوقها كالنعجة أمامه) أنها امرأة رخيصة (إلى الثري) تفتعل الوفاء.. هيا أدخلي.. إنه بانتظارك.
المراة :تدخل مسرعة) أين هو؟ أين هو؟
المنادي )يدخل وراءها( هناك في الداخل.
العجوز :يدخل من الباب الأخرى) أن أعظم الكائنات في الوجود هو الإنسان.. الإنسان هو الوجود من دونه لا قيمة للوجود.
المنادي :يخرج حاملاً ملابس المرأة) من سمح لك بالدخول (يقذف الملابس في وجهه) من نادى عليك أيها التيس اللعين.
العجوز :ما عاد الانتظار ينفع بشيء.. مات أولادي الثلاثة قبل مماتي.. أمست الحياة مملة مقرفة، فارغة ليس لها قيمة.
المنادي :الأرض، أثمن منهم أيها اللئيم، أيها البخيل.
الثري :إلى الخازن) أيها السيد خذها مني نصيحة.. نحن بحاجة إلى محرقة أخرى لحرق بقايا الحرب ما هذه الجراثيم.. إنني اشعر بالغثيان من هذه الأوبئة.
الخازن :شكراً للنصح أيها السيد الكريم.. لكن خذها منني نصيحة.. دع الحقيبة وارحل بسلام.
الثري :ونعم النصيحة.. (يترك الحقيبة على الأرض ويخرج مسرعاً)
المنادي :إلى العجوز) عليك اللعنة.. أدخل.
- أظلام -
المشهد الثالث:
المنظر :نفس المشهد الأول)
المخرج :يلقي المخطوطة على المنضدة) لمْ أفهمْ..؟ لم أستوعبْ؟ عمن تتحدث.. شخوصك يشوبها الغموض والتعتيم؟.. أنها شخصيات سوداوية.. أرجو أن تفصح عن أفكارك.
الكاتب :يشعل سيجارته من فتيل الفانوس) سأوقد اليك النجوم واجعل السموات مضيئة. يصمت عندما يعلو نباح الكلب.. يقترب من الباب، يدخل رجلان فجأة) من أنتما؟
الرجل 1:يدفعه إلى الخلف) لا تتكلم.
الكاتب :من أذن لكما بالدخول؟
الرجل1:يشهر المسدس بوجهه) قلت لك لا تتكلم.
الرجل2:يبدو أن الكلام الطيب لا ينفع معه.. لنتحدث معه بغير هذه اللغة. (يقترب منه يصفعه)
الرجل1:هكذا أحسن. ماذا جنيت من أفكارك الجهنمية سوى الذل والعار .. ها ماذا جنيت..تكلم.
الكاتب :يبتعد عنهما) الفحول تعانق ثرى الغربة.. وأنا في تربتي لَأكثر منهم غربة.. أي مرارة نغرف من هذا المعين؟ أي سقم؟ ألا خسئ هذا العالم الذي إنتزع منا الكرامة والكبرياء وجعلنا ندور كالثيران المعممة في ناعور العذاب.
الرجل1) : يقاطعه )اخرج يدك من جيبك(يشهر المسدس بوجه المخرج الذي أخرج المنديل من جيبه، يمسح وجهه) ارفع يدك.. ارفع (ينفذ المخرج) .. تحرك نحو الجدار.. هيا بسرعة (يستدير ثم يتقدم نحو الجدار) .
الرجل 2:ألم نحذرك من التعامل معه؟ لِمَ لم تحترم إرادتنا؟.
المخرج :أنا (يقاطعه).
الرجل2:لا تتكلم يا حيوان. (يلتفت إلى الكاتب) أما أنت ايها الكلب العجوز فقد أتعبتنا كثيراً.
الرجل1 : ) يغرس فوهة المسدس بظهر الكاتب. يدفعه) هيا أمامي.. تحرك. (يخرج الثلاثة يعود النباح من جديد صوت اطلاقات نارية.. يخرس النباح).
المخرج ) :كمن يتلقى الرصاص) آه.. آه (يستدير ثم يستند إلى الجدار مرتجفاً) الرصاص لم يخترق جسدي (يتحرك بتوجس) إنني لم أقتل.. إذن من الذي قتل؟ (ترتعد فرائصه من الخوف) حالما أخرج من هنا.. سأعرف ذلك. (يخرج). - أظلام -
انتهت• القوقنس: طائر اسطوري• السرافيم : مجموعة من الملائكة.
