بات الضجيج في عصرنا الحالي أكبر مصدر خطر على آذننا،
فالأصوات القوية الصادرة من أجهزة التلفزيون أو قارئات الموسيقى الرقمية أو السيارات أو المعدات الثقيلة التي تملأ شوارعنا، تسهم في إضعاف سمعنا باكرا.
إليكم الطريقة التي تحمي آذانكم من خطر الضجيح وتحفظ خلاياها سليمة إلى أطول مدة ممكنة.
يشير مركز أبحاث الصمم البريطاني إلى وجود 9 ملايين شخص في بريطانيا وحدها يعانون فقدان السمع، واللافت في الأمر أن نسبة 40 في المئة منهم فقط هم فوق سن الخمسين، ما يعني ارتفاع عدد الأشخاص الذين يصابون بفقدان السمع في سن مبكرة جدا. ويتوقع الخبراء ظهور أعراض تلك المشكلة عند الفئة الشابة من الناس أبكر بثلاثين عاما عن السن الذي كان أجدادها يصابون به بضعف أو فقدان السمع. أما في أميركا، فتشير الإحصاءات إلى معاناة 40 مليون أميركي فقدان السمع بينهم 10 ملايين أصيبوا بالحالة بسبب الضجيج.
الأسباب
إذا كان التقدم في السن أبرز أسباب ضعف السمع وأكثرها شيوعا بين من هم فوق سن الثمانين، فإن الضجيج والأصوات الصاخبة تعتبر أكثر أسباب ضعف السمع التي يمكن تفاديها وتجنبها، فوفق الإحصاءات الصادرة عن المجلس البريطاني للأبحاث الطبية يوجد أكثر من نصف مليون شخص يعانون مشكلات في السمع بسبب الأصوات المرتفعة في أماكن عملهم، كما تبين هذه الإحصاءات ازدياد عدد الأشخاص الذين تتعرض آذانهم لجرعات مؤذية من الضجيج الصادر عن الموسيقى نظر إلى انتشار أنظمة الموسيقى المعقدة وقارئات الموسيقى الرقمية، بحيث لا يخلو منزل أو سيارة منها. وهذه الأجهزة تتميز بتقنيات عالية جدا تضاعف قوة الصوت وترفع مستوياته إلى درجات ممكن أن تتلف الخلايا السمعية الدقيقة في الأذن الداخلية، لاسيما أن الاستماع للموسيقى بات يحصل بشكل دائم وبوتيرة أكثر من أي زمن مضى.
الأصوات الآمنة
تستطيع الأذن البشرية السليمة سماع الأصوات ذات الترددات بين 20 هرتز و20000 هرتز وبقوة 0 ديسيبيل (وحدة قياس قوة الصوت) وما فوق. تجدر الإشارة هنا إلى أن قوة الصوت خلال المحادثة العادية تتراوح بين 55 و65 ديسيبيل، في حين أن قوة صوت السيارات في شارع مزدحم تبلغ حوالي 85 ديسيبيل، وهذا الرقم بحسب الخبراء، يعد بداية تعرض الشخص لخطر تلف الخلايا السمعية، فكلما زادت قوة الصوت وجب تقليص وقت الاستماع له كي لا يتأذى السمع، تشير الدراسات إلى أن الاستماع للأصوات بقوة 105 ديسيبيل وما فوق لأكثر من 15 دقيقة يؤدي إلى فقدان السمع عند أي شخص، في حين أن الأصوات ذات قوة 75 ديسيبيل تعد آمنة ولا تسبب ضررا للسمع، إذ يمكنك الاستماع لموسيقى بقوة 75 ديسيبيل لثماني ساعات في اليوم، في حين أن الاستماع لموسيقى بقوة 94 ديسيبيل يجب ألا يتخطى الساعة الواحدة في اليوم.
ولكن، كيف لك أن تحدد قوة الأصوات التي تستمع لها، وكيف يمكنك أن تعرف ما إذا كانت تؤذي سمعك؟
ثمة مؤشرات عدة يمكنها أن تبين لك قوة الصوت وما إذا كان يشكل خطرا على حاسة سمعك، مثلا، إذا شعرت بانزعاج لدى سماعك الموسيقى أو أي صوت آخر في محيط هادئ وساكن فهذا دليل على أنه مرتفع جدا. عندما لا تتمكن من سماع الشخص الجالس إلى جانبك وهو يتحدث بصوت مرتفع، فهذا يعني أن الموسيقى مرتفعة جدا بشكل يعرض سمعك للخطر. أما إذا أصبت بطنين مؤقت في أذنيك أو شعرت بأن سمعك خف قليلا بعد سماعك الموسيقى من جهاز قارئ الموسيقى مرتفعة جدا ولفترة طويلة جدا. لمعلوماتك، تبلغ قوة الصوت في حفل موسيقى صاخب 110 ديسيبيل في حين أن قوة صوت مجفف الشعر يبلغ 95 ديسيبيل وصوت الجرافة 105 ديسيبيل، هذا يعني أن الأشخاص الذين يعملون في مثل هذه البيئة معرضون لفقدان سمعهم إذا لم يسارعوا إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية التي تحمي آذانهم.
8 مؤشرات لتلف السمع
هناك مجموعة من الأعراض التي تشير إلى إمكانية إصابتك بضعف السمع، نوجزها لك ضمن اللائحة التالية:
1- صعوبة في متابعة أو فهم الحديث في الأماكن المزدحمة.
2- وجود طنين في الأذن، قد يبدأ بشكل مؤقت، ولكن إذا استمر الضرر فقد تصبح حالة دائمة. أحيانا ينتج الطنين عن التهاب الأذن الوسطى، لذا يفضل استشارة الطبيب.
3- الشعور بأن الناس يتمتمون ولا يتكلمون بشكل واضح. لمعلوماتك فإن الأذن تفقد القدرة على سماع الأصوات ذات الترددات العالية في بداية فقدان السمع الناتج عن التقدم في العمر والضجيج.
4- الحديث يصبح مفهوما بشكل أفضل عند النظر مباشرة في وجه الشخص المتحدث.
5- صعوبة فهم الحديث أثناء الاجتماعات العامة.
6- الطلب دوما من الناس تكرار ما يقولونه.
7- شكوى الآخرين من ارتفاع صوت التلفزيون في منزل المعني.
8- صعوبة سماع رنة الهاتف أو دقة الباب.
إذا عانيت أحد الأعراض سابقة الذكر أو شعرت بأن سمعك قد ضعف، يجدر بك الذهاب عند اختصاصي السمع لإجراء فحص السمع، بهدف التأكد فعليا من الوضع، وإيجاد العلاج المناسب.
احم سمعك
إليك أفضل الطرق لتفادي إصابة خلاياك السمعية بالأذى أو التلف:
- إياك والوقوف أمام مكبرات الصوت خلال الحفلات الموسيقية أو الغنائية.
- ضع سدادات خاصة بالأذن خلال وجودك في حفل موسيقي أو ناد ليلي.
- احم أذنيك بواسطة السدادات لدى قيامك بأعمال معينة تصدر ضجيجا قويا.
- عند سماع الموسيقى بواسطة السماعات حاول أن تضبط قوة الصوت بشكل يتيح لك سماع ما يجري من حولك.
- لا تنظف أذنيك بواسطة عيدان القطن الخاصة بالأذن أو أي شيء آخر، فهذه الخطوة يمكن أن تدفع الشمع إلى داخل القناة السمعية ما يسبب انسدادها.
- امنح أذنيك وقتا للتعافي من حدث ضاج جدا. مثلا، تحتاج أذناك إلى 16 ساعة من الراحة على الأقل، إذا تعرضت لأصوات بقوة 100 ديسيبيل لحوالي ساعتين.
السماعات
هناك تصاميم عدة لهذه الأجهزة المعروفة بسماعات الأذن تناسب كل الحالات والميزانيات، وقد صمم بعضها ليكون مخفى أكبر قدر ممكن بشكل لا يسبب أي إحراج لحاملها. في الإجمال، تحتوي هذه السماعات على ميكروفون داخلي يلتقط الأصوات ويعالجها ثم يبثها إلى داخل الأذن، إضافة إلى برامج مختلفة تتيح تعديل الأصوات أو إخفاء الأصوات البعيدة وتقوية الأصوات القريبة.
ثمة حالات معينة تستدعي الخضوع لإجراء أكثر تعقيدا وهو زراعة القوقعة الإلكترونية التي تتم عن طريق الجراحة، وهذا النوع من السماعات يكون مخفى كليا، لأنه يوضع في قناة الأذن الوسطى، إلا أنه إجراء مكلف جدا ويحتوي على مخاطر عدة.