وتتحدث عن فضل العرب في علوم الفلك،
وتستدل بقول البتاني (877-918م):
"إن الإنسان ليصل عن طريق علم النجوم إلى برهان وحدة الله ومعرفة عظمته الهائلة
وحكمته السامية وقوته الكبرى وكمال خلقه".
وفي عصر الخليفة الرشيد وضع العرب كل أسماء النجوم والكواكب لدى ترجمتهم
لأعمال كبار الفلكيين اليونانيين والبطالمة، وقد احتضن ابنه الخليفة المأمون موسى أحد كبار الفلكيين،
وعندما توفي أمر برعاية أولاده الثلاثة،
وأنشأ لأكبرهم محمد دارًا في أعلى ضاحية في بغداد لرصد النجوم، ولم يلبث محمد وأخواه أن قاموا بإجراء قياسات فلكية
فاقت ما قام به بطليموس وفلكيو القصر المروزي.
وفي مرصد سامراء رأى الطبيب "ابن ربان الطبري" آلة بناها الأخوان محمد وأحمد ابنا موسى،
تديرها قوة مائية، وتحمل صور النجوم،
وكلما غاب نجم في قبة السماء اختفت صورته في اللحظة نفسها في الآلة،
وإذا ظهر نجم في قبة السماء ظهرت صورته في الخط الأفقي من الآلة.
وقد ترجم "ثابت بن قرة" لبني موسى عددًا كبيرًا من الأعمال الفلكية والرياضية والطبية
لأبولوينوس وأرشميدس وإقليدس وغيرهم..
وتتحدث هونكة عن دور العرب في علوم الطيران،
ففي عام 880م بنى الطبيب عباس بن فرناس في إسبانيا
أول طائرة صنعها من النسيج والريش،
ثم صعد بها مرتفعا وترك نفسه للهواء يحمله فطار قليلا،
ووفق إلى بعض تجارب الانزلاق بها،
ثم وقع أرضا فتحطم وتحطم معه حلم الإنسانية القديم.
وتصف هونكة الرازي المتوفي في عام 925م
بأنه أحد أعظم أطباء الإنسانية إطلاقا،
وقد خلف 230 عملا ضخما وترجمات ومخطوطات صغيرة تبحث،
ليس في الطب فحسب،
بل أيضا في الفلسفة وعلوم الدين والفيزياء والرياضيات.