لا أعراض، ولا أجراس تدق، ولا مؤشرات تهتز.. إنه مرض ارتفاع ضغط الدم القاتل
الصامت نكتشفه بالصدفة ربما عند قياس ضغط الدم بعد حدوث أزمة قلبية، أو هبوط حاد
بوظائف الكلى.. لذا فإن أولى الخطوات لمواجهة هذا المرض الفتّاك هواكتشافه.. ثم
العلاج بالأساليب غير الدوائية.. ثم الدوائية إذا لزم الأمر.
ارتفاعضغط الدم
(Hypertension)
يحدث عندما تضيق أوعية الدم ذات الحجم الصغير فيالأطراف، مما يجعل الدم يضغط
على جدران الأوعية الدموية أكثر من السابق،ويحتم على القلب أن يعمل بصورة أشد
وأن يبذل جهدًا أكبر.
هناكرقمان لتحديد ضغط الدم: الرقم الانقباضي والرقم الانبساطي. ضغط الدمالمثالي
(120 على 80 مم زئبقي) الأول (120) الانقباضي والثاني (80)الانبساطي.
الضغط الانقباضي: (الأعلى) يعبر عن القوة التي يبذلها القلب؛ ليضخ الدم إلى الأطراف
عبر أوعية الدم.
الضغط الانبساطي (السفلي والأقل): يعبر عن ضغط الدم الذي ينتج بعد ارتخاء عضلة
القلب والذي يسمح بعودة الدم إلى القلب.
ومن المتفق عليه أن ضغط الدم المرتفع هو ما كان فوق 140 مم زئبقي للضغط
الانقباضي أو 90 مم زئبقي للضغط الانبساطي
ضغط الدم.. أنواعه وأسبابه
هناك نوعان لضغط الدم:
الأول: ارتفاع ضغط الدم الأولي:
ويصاببه 98% من مرضى ارتفاع ضغط الدم، ولا يوجد سبب محدد للإصابة به. غير
أنهيبدو أن العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًّا في استعداد فرد معين للإصابةإذا توافرت
عوامل أخرى مصاحبة كالسمنة وميل الشخص لتعاطي كمية زائدة منالملح أو مع وجود
ضغوط نفسية لديه.
وأهم النظريات حول أسبابه:
أسباب وراثية: حيث إن بعض الخبراء يقولون إن 30 إلى 60% من حالات ارتفاع
ضغط الدم الأولي المتسبب فيها عوامل وراثية
أسبابهرمونية: ترجع إلى اضطراب نظام هرمونات مثل (أنجيوتنسين - رينين -
الدوستيرون) Aldosteron) (Angiotensin – Renin –،
نتيجة لحدوث خلل فيالجين المنظم لضخ تلك الهرمونات المرتبطة ببعضها البعض. علمًا
بأن هذاالنظام من الهرمونات يسيطر على تحديد ضغط الدم عن طريق تضييق أو
توسيععروق الدم، أو بالموازنة بين كمية الماء والصوديوم في الجسم.
اضطراباتعصبية: لنظام الأعصاب السيمبثاوية
Sympathetic
الذي هو جزء من الأعصاباللاإرادية التي تنظم عمل الأعضاء الداخلية كالقلب والأمعاء
وعروق الدم...إلخ. مما يجعلها تميل إلى تحفيز الأعصاب المؤدية لعروق الدم، فتضيق
الشرايين ويرتفع ضغط الدم داخلها.
زيادةإدرار الأنسولين وعلاقته بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني: فارتفاعضغط
الدم من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا لدى مرضى السمنة.
أما الثاني: ارتفاع ضغط الدم الثانوي:
وهيالفئة التي تعاني من حالة ارتفاع ضغط الدم لسبب يمكن اكتشافه وربماإزالته، ومن
ثَم عودة ضغط الدم إلى الحالة الطبيعية. وهذه الفئة تُعَدّالفئة النادرة وتصل إلى 2% من
جميع حالات ارتفاع ضغط الدم.
وأسبابه:
أمراض الكلى:وهي أكثر الأسباب شيوعًا، حيث يضعف أداء الكلى في التخلص من
الأملاح،فتتجمع هذه المواد في الجسم مؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم، إلا أنه عند علاج
ضعف الكلى إما بإجراء الغسيل الكلوي أو ربما زراعة كلية يمكن للضغط أنيعود إلى
حالته الطبيعية.
زيادة إدرار بعض الهرمونات:والتي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، كزيادة إدرار الغدة
الدرقية الذي يصاحبهميل المصاب إلى تجنب الجو الدافئ، وزيادة العرق وارتفاع دقات
القلب،وعندما يتم علاج هذا المرض يعود ضغط الدم إلى حالته الطبيعية.
زيادة إدرار الغدة فوق الكلوية لمادة الكورتيزون: والذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم
كذلك، ويمكن علاج هذا المرض جراحيًّا، ومن ثَم يعود الضغط إلى الوضع الطبيعي.
الحمل: ففي بعض الأحيان يرتفع ضغط الدم أثناء الحمل وخاصة في الأشهر الأخيرة منه
إلا أنه يعود إلى الوضع الطبيعي بعد الولادة بقليل.
بعض الأدوية: تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مثل موانع الحمل التي قد ترفع الضغط لدى
عدد قليل من النساء.
قياس ضغط الدم دورياً يساعد على الاكتشاف المبكر لمرض ارتفاع ضغط الدم
نظرًالأن ارتفاع ضغط الدم مرض بلا أعراض فليس هناك طريقة لتشخيصه إلا بالقياس
والفحص الدوري لدى الطبيب. فقد يكتشف الشخص أنه مصاب بارتفاع ضغط الدم عند
حدوث أزمة قلبية، أو هبوط حاد بوظائف الكلى، أو عند قياس ضغط الدم الدوري.
وإذالوحظ وجود ارتفاع في ضغط الدم عند قياسه يفضل تكرار القياس بعدها مرتين أو
ثلاث مرات، للتأكد من التشخيص، خصوصًا أن زيادة الضغط قد تحدث بشكل عرضي
مؤقت لكثير من الأسباب، منها المجهود أو مع الانفعال، أو مع التدخين،وأيضًا أثناء
امتلاء المثانة، بل وعند رؤية الطبيب، وجهاز قياس ضغط الدم،قد يرتفع لدى البعض
المعدل الطبيعي لضغط الدم، رغم أنهم لا يعانون منالمرض.
لذلكيجب قياس ضغط الدم بعيدًا عن التوتر، ويجب أن يكون المريض جالسًا، أو
مسترخيًا قبل قياس ضغط الدم، ويفضل مطالبته بعدم التدخين قبل ساعة أوساعتين. فإذا
كان أحد الرقمين الانقباضي أو الانبساطي مرتفعًا، فذلك يكفيلتشخيص ارتفاع ضغط الدم
وتحديد مستوى هذا الارتفاع، ولا بد من الاهتمام فيكلتا حالتي ارتفاع الضغط
الانقباضي أو الانبساطي خاصة لكبار السن.
مع ملاحظة أن مستوى ضغط الدم لدى كل فرد يتذبذب بين قيمة وأخرى خلال اليوم
وليس بثابت عند قيمة معينة طوال اليوم.
فحوصات ما بعد التشخيص
هناكبعض الفحوصات من الضروري القيام بها، عند اكتشاف الإصابة بارتفاع الضغط،
وذلك لمعرفة الأضرار التي حدثت حتى الآن على بعض الأعضاء، وربما أمكنالتعرف
عبرها على سبب ارتفاع الضغط إن كان من النوع الثانوي، وإلا تقرر أنالسبب أولي،
وهذه الفحوصات هي:
1 - تحليل صورة كاملة للدم تحدد كمية كريات الدم الحمراء وصفائح الدم وكريات الدم
البيضاء.
2 - يقاس مستوى الكرياتينين وحامض اليوريا لمعرفة كفاءة عمل الكلى، إضافة إلى
مستويات الصوديوم والبوتاسيوم.
3 - يقاس مستوى السكر في الدم (صائمًا) لمعرفة وجود مرض السكري من عدمه.
4 - تقاس المواد الدهنية في الدم وكذلك مستويات (الكوليستيرول).
5 - يتم عمل تخطيط القلب كهربائيًّا
(ECG)
لمعرفة تأثير ارتفاع ضغط الدم على عضلة القلب بصورة تقريبية.
6- يفحص البول لمعرفة مدى وجود الزلال فيه، حيث يدل على تأثر الكلى، أو كون
الكلى هي السبب خاصة عند ظهور صفائح دم حمراء في البول، مما يشير إلى مرض
أولي بالكلى.
سبل العلاج
اتباعنظام غذائي مناسب، وخفض الوزن، وتخفيف ملح الطعام، واستخدام الزيوتالنباتية
في الطعام، وكذلك القيام بتمارين رياضية كالمشي -مثلاً- يجعلالأمل كبيرًا جدًّا في أن
يعيش مريض الضغط حياة عادية دون أية مشاكل أواختلاطات.
وقديتطلب الأمر تناول دواء أو أكثر مدى الحياة، وتوجد عدة أنواع من الأدوية
المستخدمة في علاج الضغط ذات المفعول الطويل، حيث تستخدم مرة واحدة أومرتين
كحد أقصى خلال اليوم، ويتم هذا بالطبع بمتابعة طبيب مختص.
إنالمرضى المصابين بضغط الدم المرتفع أكثر تعرضًا لبعض المضاعفات على أعضاء
الجسم المختلفة كالقلب والكلى والعينين. أما إذا عولج الضغط المرتفعمعالجة فعّالة،
وتمت السيطرة عليه بنجاح، فإن الصورة تصبح أكثر إشراقًاوأشد تفاؤلاً. فالمعالجة
الفعّالة لارتفاع ضغط الدم تمنع حدوث أي مضاعفاتأخرى.
[/size]