[center]
عندما شرعت أسطر هذا البحث سيطرت علي حالة من الارتباك والخوف والتردد ...
القلب تتسارع خفقاته وحشة ورهبة ... والعبرات تكاد تخنقني خوفا و وجلا ... والتردد ينتابني حياء ...
فلا إله إلا الله
والله أكبر وأعظم وأجلّ ... كيف بي وأنا سأصف حجم مخلوق لم يخلق مثله في الوجود ... مخلوق شرفه الخالق عن سائر مخلوقاته بوظيفة لم تتكرر في سائر العهود ... مخلوق ليس له نظير ولا شبيه بين الشهود ...
كيف بي وأنا سأقترب من الجبار جل علاه في سماه للحديث عن كرسيه الذي وسع السموات والأرض! ... مهمة كبيرة جليلة شريفة أتشرف بها ما حييت ...
والله أسأل أن يحرم وجه كاتبها وقارئها وناشرها النار .
حتى لا نتيه بين المسافات والأحجام لنتفق ( بيني وبينك ) على وحدة قياس منها المبتدأ وإليها المنتهى ... ولنفترض أن مساحة مسجدكم 2500م مربع بينما مساحة المسجد الجامع في حارتكم 10,000م مربع أي يكبره بثلاثة أضعاف بالمقابل مساحة مصلى العيد في مدينتكم 40,000م مربع أي يكبر المسجد الجامع بثلاثة أضعاف ولكن هذا الكبير سيصبح صغيرا عند مقارنته بمساحة المسجد النبوي 302,500 م مربع حيث يكبر المسجد النبوي مصلى العيد بثمانية أضعاف والمسجد النبوي يساوي 121 مسجدا كمسجدكم في الحي ! أرأيت عظمة مساحة وحجم المسجد النبوي ؟
ونبقى في سياق المقارنات ... فعلى اعتبار أن مساحة المدينة المنورة 500 كم مربع فإنها تكبر المسجد النبوي ب 1667 ضعفا ! والجزيرة العربية ( مساحتها 3,100,000 كم مربع ) أكبر من مساحة المدينة المنورة ب 6200 مرة ! وفوق كل كبير أكبر منه فمساحة قارة آسيا أكبر من مساحة الجزيرة العربية ب 14 مرة ! أما مساحة كوكب الأرض فأكبر من مساحة آسيا ب 11 مرة !
فيا صاحبي أخبرني أين موقع مساحة مسجدكم من مساحة كوكب الأرض ؟
إذ مساحة الأرض تكبر مساحة مسجدكم ب 204,028.800.000 مرة فسبحان الله والله أكبر لا شيء يذكر أمام كوكب الأرض! .. ولكن هل كوكب الأرض أكبر شيء في الوجود؟ بالتأكيد لا ... فالله تعالى خلق كوكب المشتري أكبر من الأرض ب 1300 مرة !!..
صورة بمقياس رسم حقيقي توضح حجم كوكب المشتري العملاق مع كوكب الأرض والذي يفوقها ب 1300 مرة
وكوكب المشتري العملاق يعتبر قزما أمام الشمس التي تكبر الأرض ب 1,300,000 مرة ...
بعبارة أخرى إذا تخيلت أن الشمس بحجم كرة السلة فإن الأرض ستكون بحجم رأس القلم فحسب !
{ أأنتم أشدّ خلقا أم السّماء بناها }
في منزلك قارن حجم الإضاءة والتكييف مع حجم غرفتك فستجد أنها لا تشكل 0.1% .. بينما نجد أن حجم الشمس والتي نستمد منها الإضاءة والحرارة أكبر من حجم كوكب الأرض بل والكواكب مجتمعة بآلاف المرات !!
فهل سألت نفسك يوما ما الحكمة في كل هذه العظمة ؟ ما الحكمة في حجمها ؟ وما الحكمة في قوة أتونها ونارها ؟ .. إن وجدت الإجابة فأخبرني
صورة مركبة بمقياس رسم حقيقي تجمع كوكب الأرض مع الشمس ويتضح لسان ناري يكاد ينفصل عن الشمس وحجمه من الكبر والعظمة ما هو كفيل أن يلف كل كواكب النظام الشمسي وليس الأرض فحسب! فأي هول هذا؟ وأي نار هذه؟ وأي مشهد تطيش له العقول
{ أولم يتفكّروا في أنفسهم ما خلق اللّه السّماوات والأرض وما بينهما إلّا بالحقّ وأجل مسمّى وإنّ كثيرا من النّاس بلقاء ربّهم لكافرون }
وتبقى الشمس العظيمة المهيبة نجما متواضعا عند مقارنتها بنجوم أخرى أودعها الخالق في سمائه وقال لنا
{ أفلم ينظروا إلى السّماء فوقهم كيف بنيناها وزيّنّاها وما لها من فروج }
فلما نظر الإنسان وجد أن نجم الشعرى اليمانية Sirius ألمع نجم في السماء ويكبر شمسنا بنحو 8 مرات
وصدق الخالق المالك المدبر