الكاتب خلف الحربي : " اقرؤوه قبل أن تحرقوه "
--------------------------------------------------------------------------------
هون الكاتب الصحفي خلف الحربي في صحيفة "عكاظ" من تأثير حرق نسخ من المصحف على يد القس الأمريكي المتطرف تيري جونز، ناصحاً إياه وأتباعه بقراءة القرآن، واكتشاف عظمته التي أثرت في حياة أكثر من مليار مسلم، حتى إنه على جونز أن يحرق هؤلاء للحد من التأثير العظيم للقرآن، ففي مقاله "اقرؤوه قبل أن تحرقوه!" يقول الحربي: "أكبر دليل على عظمة القرآن هو أن المسلمين مهما استبد بهم الغضب بسبب المشروع الآثم الذي ينوي أصحابه إحراق نسخ من المصحف الشريف، فإنهم لا يستطيعون حرق الكتاب المقدس للمسيحيين، والسبب بكل بساطة هو أن القرآن ينهاهم عن مثل هذا الفعل الشاذ! فمبادئ التسامح واحترام معتقدات الآخرين يزرعها القرآن في ضمائر المسلمين كي تكون جزءاً لا يتجزأ من إيمانهم" ويضيف الكاتب: "بغض النظر عن إيماننا كمسلمين بأن القرآن هو كلام الله عز وجل، فإن مبدأ التعامل مع أي كتاب كان باعتباره كتاباً شريراً يبدو أمراً موغلاً في السذاجة، فالأفكار تواجه بالأفكار لا الحرق والاستفزاز الرخيص، والقرآن منذ نزوله على المصطفى عليه الصلاة والسلام تحدى مناوئيه بأن يأتوا بكتاب مثله وأن يواجهوا الكلمة بالكلمة"، وللرد على هذه الدعوة المريضة، ينصح الكاتب مسلمي أمريكا بـ "توزيع 200 نسخة من الترجمة الإنجليزية للقرآن كي يقرأ المشاركون في هذا العمل العدواني الكتاب الذي ينوون حرقه.. من المهم أن تتاح لهؤلاء المتعصبين فرصة قراءة الكتاب الذي يناصبونه العداء دون أن يدركوا أنه كتاب يختلف عن كل الكتب التي قرؤوها في حياتهم". ويستدرك الكاتب: "أما محاولة الربط بين الأعمال الإرهابية التي قام بها بعض المسلمين ونصوص القرآن، فهي مجرد هروب مكشوف من حقيقة المشكلة التي كانت وستظل، مشكلة سياسية بحتة مهما حاولت أطراف الصراع منحها أبعاداً دينية، فلولا السياسات الأمريكية الظالمة التي أضرت بالكثير من الشعوب الإسلامية لما حدث الإرهاب، ولولا خطط جهاز المخابرات الأمريكية لما ظهر تنظيم القاعدة الإرهابي الذي نفذ اعتداءات 11 سبتمبر!"، وينهي الكاتب بقوله: "بالنسبة إلينا كمسلمين، فإننا نؤمن بأن القرآن ليس أوراقاً في المصحف الشريف بل هو معجزة إلهية لا يمكن أن تنال منها أفعال البشر، وهو محفوظ بأمر الله، لذلك فإن عملية حرق نسخ من المصحف مهما بدت بشعة ومقززة إلا أنها لن تغير في الأمر شيئاً، فالقرآن كتاب يؤثر بشكل مباشر على السلوك اليومي لأكثر من مليار شخص يعيشون على هذا الكوكب.. لذلك على القس الذي ينوي حرق نسخ من المصحف الشريف أن يسعى عوضاً عن ذلك لحرق أكثر من مليار إنسان يؤمنون بهذا الكتاب.. فقد تكون هذه هي الوسيلة الوحيدة للحد من تأثيره العظيم!".