فرانسيسكو فارايو، نجم الكرة الأرجنتيني الأسبق وآخر من بقي حياً ممن شاركوا بأول مونديال لكرة القدم في 1930؛ توفي الإثنين 30-8-2010 عن عمر يناهز 100 سنة، في مسقط رأسه بمدينة "لابلاتا" بالأرجنتين، بحسب ما ورد في وسائل الإعلام ببلاد التانغو.
ولم يرحل فرانسيسكو غير مأسوف عليه، بل محاطاً بأمجاد أرضية، فالحياة أعطته قرناً من الزمان عاشه وشاهد فيه كل مباريات بكأس العالم في كرة لقدم، مع أنه كان سيء الحظ في الأهم، فحين لعب في أول نهائي تاريخي بأول مونديال، شهد بنفسه الخسار الأليمة في تلك المباراة النهائية التي أقيمت ذلك العام في ملعب "سنتيناريو" بالعاصمة الأوروغوانية، مونتيفيديو.
في تلك المباراة كان "إل كانيونسيتو" أو "المدفع الصغير" كما يلقبه الأرجنتينيون، مهاجماً من جهة اليمين يعتمد عليه، إلا أنه لم يكن من نصيبه أي واحد من هدفين سجلهما المنتخب الأرجنتيني مقابل 4 أهداف للأوروغواي، أول حامل لأول كأس ببطولة العالم في كرة القدم.
وعن تلك المباراة النهائية قال فرانسيسكو خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها معه محطة تلفزيون أرجنتينية، حين أتم 100 عام من عمره في شباط (فبراير) الماضي: "كانت حدثاً مؤلماً، وكنت أصف شعوري بعد الهزيمة فيها بإنسان كان ينتظر ولادة ابنه الأول طوال تسعة أشهر بفارغ الصبر، وعندما خرج الجنين من الرحم ليبصر النور لم يعش سوى دقائق ومات.. لقد انتزعت الأوروغواي الهزيمة من الأرجنتين وتركت ذكرى في عيني لا أنساها".
وقال فرانسيكسو في تلك المقابلة إنه لم يكن عليه أن يلعب في ذلك المونديال "فقد كنت صغيراً ولم تكن لدي خبرة باللعب.. كانت أسوأ ذكريات حياتي وحاولت دائماً أن أنساها، لكني لم أستطع"، على حد تعبير الرجل الذي رثته الفيفا اليوم ببيان حزين، قالت فيه إن عالم الكرة "خسر وردة ظلت تفوح بأريجها طوال أكثر من 100 عام".
وعرف الأرجنتينيون فرانسيكسو كلاعب اشتهر بتسديدات يمينية قوية ومؤذية للخصم، وكان أصغر من شارك بأول نهائيات لكأس العالم في البطولة التي استضافتها الأوروغواي وهو في العشرين من عمره تماماً.
وكان فرانسيسكو بدأ حياته مع عالم كرة القدم مبتدئاً في 1928 بصفوف نادي "خيمناسيا لابلاتا"، ونجح بقيادة الفريق للفوز باللقب الوحيد في تاريخه في 1929 قبل أن ينتقل بعدها بعامين إلى "بوكا جونيورز"، وفيه نجح بتسجيل 194 هدفاً في 222 مباراة ليصبح واحداً من الهدافين التاريخيين للنادي.
ولو قرأت الكثير عن "المدفع" الذي توفي من العجز في احدى العيادات بمدينة "لابلاتا" البعيدة 50 كيلومتراً عن بونس آيرس، فلن تعثر بسهولة على معلومة مهمة عن حياته، وهي أنه من غير المعلوم إذا كان فرانسيسكو متزوجاً وترك أولاداً وأحفاداً أم لا، لذلك تخرج بانطباع يبدو لك معه أن اللاعب مات عازباً ولم يتزوج حتى اللحظة الأخيرة.