عسل العرب @@مديرة المنتدى@@
عدد المساهمات : 11618 تاريخ التسجيل : 11/12/2009 العمر : 33 الموقع : بغداد
| موضوع: استبداد الأنوثة .. ؟؟ الأحد أغسطس 22, 2010 10:29 am | |
| استبداد الانوثة.. ؟؟
يمتعني كل حوار وكل صدام فكري بين المؤنث والمذكر، لا بقيمة ما يسفر عنه الحوار والصدام، بل بوصفه تمرينا على التفكير، فائدته تتحقق بممارسته مثل رياضة الركض، حيث لا أهداف تسجل، ولا نتيجة تتحقق إلا متعة تقوية العضلات والحفاظ على شباب ورشاقة الجسد. وقد حققت يسرى مقدم هذه المتعة لقارئ كتابها 'الحريم اللغوي' كما ضمنت بقاء قضية التمييز السلبي ضد الانوثة مفتوحة وقابلة للحل، عندما تنضج الظروف المواتية ومنها أن تكف المرأة عن الشك في عظمة الأنوثة! بهذا الكتاب وبكتابها السابق 'مؤنث الرواية' تكون الكاتبة قد حجزت لنفسها مكاناً متميزاً في قيادة كتيبة الأمازونيات العربيات المتصديات لصلافة الذكورة، جنباً إلى جنب مع قائدات أخريات مثل فاطمة المرنيسي، ورجاء بن سلامة. لكنهن لم يحرزن النصر حتى الآن، لأن القارئ الذكر سعيد بحرب تجري على أرضه وبأدواته. لا أريد بهذه المقدمة أن أقلل من الجهد البحثي الكبير الذي بذلته الكاتبة، والتأمل النقدي المثير للأسئلة، حيث تتقصى تساند الفقه مع النحو من أجل تحقيق الاستتباع للمرأة، وتثبيت التذكير أصلاً، والتأنيث فرعاً في اللغة، مثلما آدم الأصل وحواء الفرع في بداية الخلق، من أجل تثبيت التراتب البطريركي ليمسك الرجل وحده بالعرش، ويستقر له الأمر والنهي في المجتمع. لكن العربية كانت قد استقرت قبل النحو وقبل الفقه بمئات السنين، وكلاهما (الفقه والنحو) لم يفعل سوى تقعيد الشواهد اللغوية باجتهادات يمكن أن تصح أو تخيب، ويمكن أن نجتهد بإثبات عكسها، لأننا نملك لغتنا كما كان القدماء يملكونها (في قول طه حسين) ويمكننا مثلاً أن نعتبر تاء التأنيث تاجاً لا قيداً. كما يمكن للمحاججة والمماحكة اللغوية أن تثبت أن الانوثة تقل عدواناً عن الذكورة. تذم يسرى مقدم الذكورة في ألفاظ: التسلط، الاختراق، بينما يمكننا أن نجد العنف نفسه في المؤنث اللفظي: الهيمنة، التعرية، الغطرسة، ولا ننسى 'الطاغية' اللقب الذي اختص به صدام حسين بين المستبدين العرب! يمكننا أيضاً أن نتأمل كيف أن شمس العرب عديمة الرحمة مؤنث، وكيف للقمر المذكر كل هذه النعومة والسحر. هذه الشواهد من اللغة تكاد تقوض التمييز اللغوي، بينما تستشهد الكاتبة بمرجعيتين، شيعية وسنية (الطابطبائي وقطب) للتشكيك في صحة ما ورد في الأخبار عن خلق حواء من ضلع آدم، لتنفي التبعية والاعوجاج. الأرجح أن 'خلق منها زوجها' بالتماثل وليس الاشتقاق. ونحن لم نر حواء تخرج من ضلع آدم، لكننا نرى كل يوم آدم يخرج من رحم حواء. وإن كان موسوماً بالصلافة والاستعلاء؛ فهذه غلطة الانوثة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] التي لم تهذب طفلها كما ينبغي، ولم تعرف كيف تهدهد خوف الرجل. ما نعيشه الآن، مجرد حقبة من التاريخ، سبقتها حضارات الأمومة التي لم نعرف عنها سوى بعض الرومانسيات. هل أحسنت المرأة إلى الرجل في حضارات الأم؟ هل أساءت وهو الآن ينتقم لتاريخ من التهميش والاستتباع؟ أسئلة ينبغي للبحث أن يتقدم للإجابة عليها، فربما اكتشفنا التماثل بين الذكر واليهودي الخائف، الذي يدمر الآخرين بحقد ثأره وعنف خوفه. الاختراق الذي يحلو للنساء التعريض به هو رعب الرجل، انه يخترق ليخفي خوفه ويستعيد ولادته مجدداً، ولو عرفت المرأة كيف تستخدم أدواتها وتحتضن رعبه لخلصته من استبداده، لكن الباحثات العربيات يشبهن الجيوش العربية التي تتسلح من أمريكا وتأمل في تحقيق النصر على إسرائيل! يسرى مقدم، في كتابها الممتع، تستخدم لغة ذكورية تستنفر القارئة والقارئ منذ البداية: 'من أين ينشأ هاجس الكتب، إن لم يكن من قلق ذاتي تتعدد مصادره، وتتنوع اتجاهاته، وتتباين مساراته، قلق مقيم وحكاك يزين للذات اللجوجة المرتابة، الإيغال في وعر الأسئلة الصعبة'. هكذا تستخدم من ترسانة الرجل الأسلوبية الإطناب الذي يتنافى ونعومة الأنوثة، كما تستخدم من اللفظ الحكاك والموغل والمرتاب، ولا رد عليها إلا منها هي شخصياً؛ إذ تقول في موضع آخر 'ليس للوعي وحده، حتى في شرطه المعرفي، وفي سياقه التاريخي الاجتماعي أن يزيل اللبس تماماً، ويكشف الحجب كلها، ويأتي بتغيير جذري مرة واحدة' وهي تعي مأزق الهيمنة الذكورية على لغة المرأة، ولا تختتم كتابها إلا بالتأكيد على أن غالبية روايات النساء تخل بشرط اللغة، بما هي هوية يفترض أن تنوب تعبيرياً عن هوية الذات المعبرة، وحيث ان أغلب ما راكمه المؤنث الروائي، يبقى سرديات تلهج بالصراخ والشكوى والتظلم. الملاحظة نفسها يمكن أن نلاحظها على بحوث النساء، التي تخلو من خفة السخرية أسلوباً ونعومة الوصف لفظاً، وديمقراطية التعدد رؤية ومنهجاً، بل تبادل الرجل جهامة بجهامة، وخشونة بخشونة، وتستبدل أحادية الأنثى بأحادية الذكر. هل فعلت يسرى هذا؟ أكاد أجيب بنعم، لا تقلل من جهدها الضخم في رصد مقولات النحاة العرب حولا الانوثة والذكورة في اللغة، ودفاعها المجيد عن الانوثة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المضيعة في اللغة، لكن اللغة ليست كل شيء، وهي ذاتها تقول 'ليس ثمة جدوى من أي فكر إنساني تنوب عنه اللغة' وهذا صحيح، لأن هناك ثقافات أخرى تتضمن لغاتها التمييز ذاته، لكنها اتجهت نحو المساواة الاجتماعية والسياسية، دون الالتفات إلى لغة تشكلت في أزمان قديمة. | |
|
مروج :::اجمل احساس:::
عدد المساهمات : 6168 تاريخ التسجيل : 13/12/2009 الموقع : http://ar.netlog.com/land_dreams9027
| موضوع: رد: استبداد الأنوثة .. ؟؟ الأحد أغسطس 22, 2010 1:29 pm | |
| | |
|
زعيم العرب **//** عضو ماسي **//**
عدد المساهمات : 3395 تاريخ التسجيل : 17/01/2010 العمر : 32 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: استبداد الأنوثة .. ؟؟ الأحد أغسطس 22, 2010 1:30 pm | |
| مشكوووووووره على موضوعك رائع جميل بارك الله فيكى احسنتى انتى رائعه يا عثل مواضيعك كلها مميزه دمتى بحب بود يا اختى
| |
|
سوري حر **//** عضو ماسي **//**
عدد المساهمات : 4717 تاريخ التسجيل : 27/12/2009 العمر : 53
| موضوع: رد: استبداد الأنوثة .. ؟؟ السبت أغسطس 28, 2010 2:55 am | |
| تسلم الاياااااااااااااااااااااااااااااااادي عسووووووووووووووووووووول وجزاك الله كل خير دمت بكل حب
| |
|