عسل العرب
بكل حب وشوق واحترام
نستقبلكم ونفرش طريقكم بالورد
ونعطر حبر الكلمات بالمسك والعنبر
وننتظر الابداع والتميز انقر هنا للتسجيل
عسل العرب
بكل حب وشوق واحترام
نستقبلكم ونفرش طريقكم بالورد
ونعطر حبر الكلمات بالمسك والعنبر
وننتظر الابداع والتميز انقر هنا للتسجيل
عسل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عسل العرب

منتــدى : ترفيهــي - ثقــافــي - اجتمــاعــي
 
الرئيسيةالاكثر مشاهدةأحدث الصورالتسجيلدخول
عسل العرب: زورانا الكرام...مرحبا بكم بين زهور الإبداع ورحيق الأخوة وشهد المحبة نورتو منتدانا

 

  **الثوب الأخير**

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
alomda
‗۩‗كبار الشخصيات°V-----I------P °‗۩‗
‗۩‗كبار الشخصيات°V-----I------P °‗۩‗
alomda


مصر
 **الثوب الأخير** I_icon_gender_male
عدد المساهمات : 7728
تاريخ التسجيل : 13/03/2010
العمر : 39
الموقع : فى قلوب احبابى

 **الثوب الأخير** Empty
مُساهمةموضوع: **الثوب الأخير**    **الثوب الأخير** Emptyالسبت أغسطس 21, 2010 5:00 am

لثوب الأخيــر ..
عندما يُـــروض الإنسان على ( نعم وحاضر ) يصبح لسانه مع مضي الوقت لا يقدر حتى على نطق كلمة ( لكن ) .. 

هكذا عاشت وهكذا تربت على يد والديها .. وهكذا سلكت نفس المنهج مع زوجها الكهل العجوز بعد ذلك ..

بيت الطين كان منزلها الجديد ، حيث لا شيء هناك إلا غرفة واحدة وعلى بعد بضعة أمتار المطبخ الصغير و بين هذه وذاك مساحة شاسعة من الرمال إلى نهاية باب المنزل ونصيبها من الكهل ليلة واحدة ، ورغيف خبز ... وأيام من الجفاء والإهمال تصل إلى أربعة أيام أو الأسبوع أحيانا كثيرة ...... .
ومجموعة أوامر ونواهي :ــــ 

لا تذهبي إلى بيت والدك في غيابي ... أو أحد الجارات ... لا تفتحي الباب لأحد .. لا .. لا .. لا .

ــــ حاضر ... أمرك .. كما تريد .

وعندما همّ بإغلاق الباب نظر إليها بازدراء :

ــــ إن ثوبك نتن للغاية ألا تملكين غيره .. ؟

وقبل أن تجيبه بالنفي كان يوصد باب السجن في وجهها 
وكثيراً ما حدثت نفسها وهي أمام المرآة :

ــــ ماذا ينقصني ؟ إنني بالتأكيد أصغر سناً من زوجته الأولى ، ترى أبسبب ثوبي البالي لا يطيق المكوث معي ويذهب مسرعاً إليها ؟
ألهذا السبب حرمني طفلاً يملأ علي أيام عزوفه عن البيت ؟ 

ولكن ماذا أفعل ... فهذا ما لدي ، ولا أملك ثوباً غيره 

. وهكذا بدأت تمر أيامها وشهورها كئيبة ... ثقيلة ، لا يحرك سكون قلبها إلا صوت بائع الملابس ، ففي كل يوم خميس ، وما إن تحين الساعة الحادية عشر ظهراً حتى تسمع صوته يصيح في الشوارع والحارات معلناً عن قدومه ، وما إن يقترب من منزلها حتى يبدأ قلبها يدق طبولاً ونواقيس ، واللحظة التي يضع فيها يده على باب المنزل قائلاً :ـ

ـــ ملابس .. أقمشة .. كل ما تريدون .. ملابس .. أقمشة .. .

حينها يكون دمها قد وصل درجة الغليان صاعداً إلى أعلى قمة رأسها ، يرافقه الحلم الجميل بالأطفال الذين سيملئون المنزل الكئيب بالصراخ ... أمي ... أمي ، وعندها لا تستطيع إلا أن تضع يديها على أذنيها محاولة تجاهل صوت الفطرة ، وتغمض عينيها بشدة حتى لا ترى الصبية يلعبون في رمال البيت ... هكذا حتى يختفي صوت البائع بين الشوارع والأزقة .

ــــ لماذا تزوجني ما دام يخاف من زوجته لهذا الحد ؟ ولماذا أدفع الثمن وأعيش بلا أطفال طوال حياتي ؟سؤال لطالما عجزت عن الإجابة عليه .

وفي إحدى المرات , وفي يوم خميس مشؤوم ، وبينما الدم لا يزال يغلي في عروقها الناضبة ، وقف البائع على الباب ليضرب على بابها مرتين ... !! بل وثلاث مرات .. !! على غير عادته ، لم تستطع أن تتحمل صوت أطفالها يستغيثونها للخروج إلى عالم الحقيقة فقد سئموا العيش في خيالها فما كان منها إلا أن غطت وجهها وركضت حتى تعثرت رجلها ، فوقعت على وجهها الذي لامس الرمال الملتهبة بحرارة الشمس ، ولكنها واصلت السير ... حتى وصلت إلى الباب وفتحته لتقول بصوت يرتجف :

ــــ توقف ... أرجوك توقف .

ــــ ماذا تريدين يا سيدتي ؟

ــــ أرني ما لديك .
ــــ لم يبقى سوى هذا ....... وناولها ثوب كان منزوياً في ركن عربته الخشبية المتهالكة التي يجرها طوال النهار وعندما همت بسؤاله عن الثمن تذكرت أنها لا تمتلك شيئاً ، فما كان منها إلا أن خلعت الخاتم الوحيد الذي تملكه ، وأعطته للبائع الذي وجد فيها مثالاً للزبونة الكريمة .

أغلقت باب منزلها ، احتضنت ثوبها الجديد .... لا لم تحتضن ثوباً بل طفلها المنتظر ، والقادم عما قريب .. هكذا همست لها الرائحة القادمة من بين ثنايا الثوب ، وبدأت ترى الحياة والمستقبل أمام عينيها ، وهي تلبس ثوبها الجديد بعد أن أسدلت شعرها على كتفيها ... فينبهر لجمالها ذلك العجوز ، وينقلب الحال ، فيغرقها بالهدايا ، ويمكث معها أيام وليالِ ، حيث يشاركها في سماع صراخ الأطفال الذين سيملئون المكان ... هذا يريد كوب ماء وتلك تريدها أن تسرح شعرها ،والأخرى جائعة والرابع يشكو من ابن الجيران الذي ضربه ، و...فجأة ..... سقط الثوب من يدها ، وطار عقلها ... ماذا فعلت ؟ و بماذا أجيبه عندما يسألني من أين لك هذا ؟ وماذا سيفعل بي لو علم بأنني فتحت الباب لأحد؟ وماذا لو التقى ذلك البائع بزوجي واخبره بأنني فتحت له الباب ؟ هنا .... نشفت عروقها , وتبخر حلمها من شدة الخوف ....

وحتى هذا اليوم لا تزال تلك المرأة المطيعة التي لم ولن تعارض أحد طوال حياتها ، هناك ... أمام الباب المهترئ بعد أن لعبت الشمس بوجهها ، ونحتت عليه ما تريد من آثار ، ممسكة بعصاها , ورجلاها المعوجتان تغوص في الرمال ... بثوبها القديم .. !! في انتظار البائع ، لتوصيه بكتم سرها بعد أن دفنت ثوبه في احد أركان المنزل وعلى عمق أمتار من الأرض ، ووأدت أطفالها معه ، نعم ذلك البائع الذي لا تعلم بأنه لقي حتفه في اليوم التالي من بيعه آخر ثوب عنده !!! 

.. النهايــــــة ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عسل العرب
@@مديرة المنتدى@@
@@مديرة المنتدى@@
عسل العرب


العراق
 **الثوب الأخير** I_icon_gender_female
عدد المساهمات : 11618
تاريخ التسجيل : 11/12/2009
العمر : 33
الموقع : بغداد

 **الثوب الأخير** Empty
مُساهمةموضوع: رد: **الثوب الأخير**    **الثوب الأخير** Emptyالسبت أغسطس 21, 2010 7:50 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://assl.ahlamontada.com
زعيم العرب
**//** عضو ماسي **//**
**//** عضو ماسي **//**
زعيم العرب


الأردن
 **الثوب الأخير** I_icon_gender_male
عدد المساهمات : 3395
تاريخ التسجيل : 17/01/2010
العمر : 32
الموقع : الاردن

 **الثوب الأخير** Empty
مُساهمةموضوع: رد: **الثوب الأخير**    **الثوب الأخير** Emptyالأحد أغسطس 22, 2010 6:09 am

مشكووووووووووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://karizmaa.tk/
 
**الثوب الأخير**
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ندائي الأخير في مَحطة الرحيل..
» كيف نحسب وقت الثلث الأخير من الليل ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عسل العرب :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» حتى لا يسقطَ منتداكم
 **الثوب الأخير** Emptyالأحد يوليو 11, 2021 10:39 am من طرف mazen

» البحث عن الروح
 **الثوب الأخير** Emptyالأربعاء يونيو 09, 2021 3:23 pm من طرف mazen

» البحث عن الروح
 **الثوب الأخير** Emptyالأربعاء يونيو 09, 2021 3:03 pm من طرف mazen

» عودة وبحث عن أحباء
 **الثوب الأخير** Emptyالأربعاء يونيو 09, 2021 12:32 pm من طرف mazen

» انثى الكبرياء
 **الثوب الأخير** Emptyالأحد يوليو 02, 2017 11:53 am من طرف عسل العرب

» صور نادرة لحيوانات "أعداء" أثناء غفوتها
 **الثوب الأخير** Emptyالثلاثاء أبريل 14, 2015 3:27 pm من طرف saly abdo

» هل كلمة أسف تمحي الجرح!
 **الثوب الأخير** Emptyالجمعة أبريل 10, 2015 6:28 am من طرف saly abdo

» حلم وكيديا
 **الثوب الأخير** Emptyالخميس أبريل 09, 2015 3:38 pm من طرف عسل العرب

» صفي الله ياعلم الرشاد
 **الثوب الأخير** Emptyالخميس أبريل 09, 2015 3:23 pm من طرف عسل العرب

» القصة التي ضحك منها سليمان عليه السلام عاما كاملا
 **الثوب الأخير** Emptyالخميس أبريل 09, 2015 3:13 pm من طرف عسل العرب