زعيم العرب **//** عضو ماسي **//**
عدد المساهمات : 3395 تاريخ التسجيل : 17/01/2010 العمر : 32 الموقع : الاردن
| موضوع: ...مفاهيم ....الفتن والاسلام الأربعاء يوليو 21, 2010 6:42 am | |
| قد يأتي لفظ الفتنة بمعني التضرع الي الله ـ تعالي ـ ألا يسلط أعداءنا علينا فيكون لهم النصر علينا, أو أن يجعلنا منحرفين عن الحق والصدق في أقوالنا وأفعالنا, فينصرف غيرنا عن ديننا لأنهم لا يرون فينا القدوة الحسنة, أو السلوك القويم. ومن الآيات القرآنية التي أشارت الي ذلك قوله ـ سبحانه وقال موسي يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين, فقالوا علي الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين, ونجنا برحمتك من القوم الكافرين( سورة يونس الآيات84 ـ86) أي: وقال موسي ـ عليه السلام ـ للمؤمنين الصادقين من قومه بعد أن رأي الظلم يقع عليهم من أعدائهم: قال لهم علي سبيل التثبيت لهم علي الايمان: يا قوم إن كنتم آمنتم بالله تعالي حق الايمان, وأسلمتم وجوهكم له حق الاسلام, فعليه وحده اعتمدوا, وبجانبه وحده تمسكوا, فإن من توكل علي الله واتجه إليه, كان الله معه بنصره وتأييده. ثم قص علينا القرآن أن هؤلاء المؤمنين الصادقين من قوم موسي ـ عليه السلام ـ قد ردوا عليه بما يدل علي صدقهم في إيمانهم فقال: فقالوا علي الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين. أي: فقالوا في ردهم علي نبيهم موسي ـ عليه السلام: نحن علي الله ـ تعالي ـ وحده توكلنا, وفوضنا أمورنا إليه, فنسألك يا ربنا ألا تجعلنا موضع هزيمة وضعف أمام القوم الظالمين, بأن تمكنهم منا, وعندئذ يعتقدون أنهم علي الحق, وأننا علي الباطل, لأننا لو كنا علي الحق في زعمهم لما تمكنوا منا, ولما انتصروا علينا, ثم أضافوا إلي هذا الدعاء دعاء آخر أكثر صراحة من سابقه في المباعدة بينهم وبين الظالمين, فقالوا: ونجنا برحمتك من القوم الكافرين أي نحن يا ربنا لا نلتمس منك ألا تجعلنا فتنة لهم فقط, بل نلتمس منك أيضا أن تنجينا من شرورهم ومن شرور القوم الكافرين, وأن تجعل كلمتنا هي العليا, وأن تجعل كلمتهم هي السفلي. قال الامام الشوكاني ـ رحمه الله: وفي هذا الدعاء الذي تضرعوا به إلي الله تعالي ـ دليل علي أنه كان لهم اهتمام بأمر الدين, فوق اهتمامهم بسلامة انفسهم. وشبيه بهذه الآيات قوله ـ سبحانه ـ ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا, واغفر لنا ربنا انك أنت العزيز الحكيم[ سورة الممتحنة: الآية5] وهذه الاية الكريمة قد جاءت بعد أن قص الله تعالي ـ قول سيدنا ابراهيم ـ عليه السلام ـ وقول المؤمنين الصادقين معه, للمشركين من قومهم: إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله, كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتي تؤمنوا بالله وحده.. ثم جاءت هذه الآية الكريمة لتقص علينا هذا الدعاء الذي توجه به المؤمنون الصادقون إلي خالقهم فقالوا: ربنا لاتجعلنا فتنة للذين كفروا.. ولفظ الفتنة هنا مصدر بمعني المفتون أي: جنة المعذب, مأخوذ من فتن فلان الفضة إذا أذابها. والمعني: ياربنا لاتجعلنا مفتونين معذبين لهؤلاء الكافرين, بأن تسلطهم علينا فيفتنونا بعذاب لانستطيع صده, ومنعه والتغلب عليه.. ويصح أن يكون المعني: ياربنا لاتجعلنا فتنة لأعدائنا وأعدائك الظالمين, بأن تعذبنا بأيديهم, فيظنوا بسبب ذلك أنهم علي الحق, وأننا علي الباطل, ويزعموا بأننا لو كنا علي الحق ما انتصروا علينا. ولبعض مشايخنا رأي آخر في فهم هذه الآية, وهو أن الفتنة هنا المراد بها: اضطراب حال المسلمين وفساده, وكونهم لايصلحون أن يكونوا قدوة لغيرهم في وجوه الخير.. فيكون المعني: ياربنا لاتجعل أقوالنا وأعمالنا سيئة, فيترتب علي ذلك أن ينفر المشركون من ديننا, بحجة أنه لو كان دينا سليما, لظهر أثر ذلك علي أتباعه, ولكانوا بعيدين عن كل تفرق وتباعد وتأخر.. والخلاصة أن لفظ الفتنة في هذه الآية, وفي قوله تعالي في الآيات السابقة من سورة يونس ربنا لاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين يحتمل معنيين وجيهين الأول: دعاء المؤمنين بألا يجعلهم موضع هزيمة أو ضعف أمام المشركين.. والثاني: أن يبعدهم عن كل قول سييء, وعن كل عمل قبيح, وعن كل فعل يتنافي مع مكارم الأخلاق, لأنهم لو كانوا متنابذين متباغضين متنازعين بعيدين عن الحق والعدل والتعاون علي البر والتقوي, لنفر منهم من ليس علي دين الإسلام, ولقالوا: لو كان دينهم دينا حقا لما كان حالهم بهذه الحال.. وقد يأتي لفظ الفتنة بمعني الشك والارتياب فيما جاء به النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ من عند ربه, بسبب فساد قلوبهم ونفاق نفوسهم, وجحودهم للحق, واعتناقهم للباطل, وإيثارهم الشرك علي إخلاص العبادة لله الواحد القهار. ومن الآيات التي أكدت هذه الحقيقة قوله سبحانه وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمني ألقي الشيطان في امنيته, فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل مايلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض, والقاسية قلوبهم, وإن الظالمين لفي شقاق بعيد, وليعلم الذين أوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به, فتخبت له قلوبهم, وإن الله لهاد الذين آمنوا الي صراط مستقيم( سورة الحج:52 ـ54) ولفظ تمني هنا فسره العلماء بتفسيرين: أولهما: أنه من التمني بمعني محبة الشيء وشدة الرغبة في الحصول عليه. والمقصود بإلقاء الشيطان في أمنيته محاولته صرف الناس عن دعوة الحق, عن طريق إلقاء الأباطيل في نفوسهم, ومحاولة تثبيتهم علي الباطل الذي انغمسوا فيه. والمعني: وما أرسلنا من قبلك ـ يامحمد ـ من رسول ولا نبي, إلا إذا تمني هداية قومه إلي الدين الحق, ألقي الشيطان الوساوس والشبهات في طريق أمنيته لكي لاتتحقق, بأن يوهم الشيطان الناس بأن هذا الرسول أو النبي ساحر أو مجنون.. قال تعالي وكذلك ما أتي الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون. أتواصوا به بل هم قوم طاغون. فتول عنهم فما أنت بملوم. وذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين( سورة الذاريات:52 ـ55) والآية الكريمة علي هذا التفسير واضحة المعني, ويؤيدها الواقع, لأن كل رسول أو نبي أرسله الله ـ تعالي ـ إلي الناس كان حريصا كل الحرص علي اخراج قومه من ظلمات الشرك إلي نور التوحيد, وكان يتمني ان يؤمنوا جميعا, إلا أن قوم كل رسول أو نبي منهم من آمن به, ومنهم من أعرض عنه بسبب وسوسة الشيطان ونزغاته.. أما التفسير الثاني للفظ تمني فهو بمعني قرأ وتلا علي الناس مايريد قراءته عليهم. والمقصود بما يلقيه الشيطان في قراءته وتلاوته, مايلقيه في تفسير هذه القراءة من شبهات وأكاذيب وأباطيل, ليصد الناس عن اتباع ما يقرؤه الرسول وما يتلوه.. وليس المقصود أنه يلقي في قراءته أو تلاوته ما ليس منها بالزيادة أو بالنقص, لأن ذلك محال بالنسبة لكتاب الله ـ تعالي ـ الذي تكفل بحفظه فقال: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون( سورة الحجر: الآية9) والمعني علي هذا الوجه: وما أرسلنا من قبلك ـ أيها الرسول الكريم ـ من رسول ولا نبي إلا إذا قرأ شيئا مما أوحيناه إليه, ألقي الشيطان في تفسير قراءته الشبه والأباطيل, ليمنع الناس من اتباع مايتلوه عليهم هذا الرسول أو النبي, وليصرفهم عن تصديقه والايمان به. قال الامام الألوسي ـ رحمه الله ـ عند تفسيره لهذه الآية: وهذا كقول المشركين عند سماع قراءة النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ لقوله تعالي: حرمت عليكم الميتة.... إن محمدا ـ صلي الله عليه وسلم ـ يحل ذبيحة نفسه ويحرم ماذبحه الله.... والآية الكريمة علي هذا التفسير الثاني للفظ تمني واضحة في معناها وأيضا ـ لأن معني الآية الكريمة: وما أرسلنا من قبلك ـ ياأيها الرسول الكريم من رسول ولا نبي إلا إذا قرأ ما أنزله الله تعالي عليه, ألقي الشيطان في تفسير قراءته الأباطيل والأكاذيب في عقول الضالين الجاهلين, فيجعلهم يؤولونها تأويلا سقيما, ويفهمونها فهما خاطئا. وقوله ـ عز وجل ـ فينسخ الله مايلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم: بيان لسنته ـ سبحانه ـ التي لا تتخلف في احقاق الحق, وفي إبطال الباطل. وقوله ـ تعالي ـ: فينسخ من النسخ بمعني الإزالة. يقال: نسخت الشمس الظل إذا أزالته. أي: فيزيل ـ سبحانه ـ بمقتضي قدرته وحكمته ما ألقاه الشيطان في القلوب التي شاء الله ـ تعالي ـ لها الايمان والثبات علي الحق, ثم يحكم ـ سبحانه ـ آياته بأن يجعلها متقنة لا تقبل الرد, ولاتحتمل الشك في كونها من عنده ـ تعالي ـ والله عليم بجميع شئون خلقه, حكيم, في كل أقواله وأفعاله وتصرفاته. ثم بين ـ سبحانه ـ بعد ذلك أن الحكمة في إلقاء الشيطان لشبهه وإضلاله هي الامتحان والابتلاء فقال: ليجعل مايلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم.... والمقصود بلفظه الفتنة هنا: الشك والارتياب, والكفر والفسوق والعصيان.. أي: فعل ما فعل ـ سبحانه ـ ليجعل مايلقيه الشيطان من تلك الشبه في القلوب فتنة واختبارا وامتحانا للذين في قلوبهم مرض. أي: شك وارتياب ـ وهم المنافقون, وللذين قست قلوبهم, وهم الكافرون المجاهرون بالجحود والعناد. ثم بين سبحانه ـ سوء عاقبة الفريقين فقال: وإن الظالمين وهم من في قلوبهم مرض, ومن قست قلوبهم لفي شقاق بعيد أي: لفي خلاف للحق شديد, بسبب نفاقهم وكفرهم. ثم بين ـ سبحانه ـ حكمة أخري لما فعله من إلقاء الشبه والوساوس في القلوب فقال: وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم... والضمير في أنه يعود إلي ما جاء به الرسل والأنبياء من عند ربهم. والمعني: وفعل ما فعل ـ سبحانه ـ أيضا ـ ليعلم العلماء من عباده, الذين حبب ـ سبحانه ـ إليهم والايمان, وزينه في قلوبهم, وكره اليهم الكفر والفسوق والعصيان.. ليعلم هؤلاء الراسخون في العلم أن ما جاء به الرسل والأنبياء هو الحق الثابت من ربك, فيزدادوا إيمانا به فتخبت له قلوبهم أي: فتخضع وتسكن وتطمئن إليه قلوبهم.. وان الله ـ تعالي ـ لهادي الذين آمنوا به, وصدقوا أنبياءه ورسله إلي صراط مستقيم يوصلهم إلي السعادة في الدنيا, والي الفوز برضا خالقهم ـ عز وجل ـ في الآخرة. وهذه سنته ـ سبحانه ـ التي لا تتخلف ولا تتبدل, وصدق الله إذ يقول: من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن, فلنحيينه حياة طيبة, ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون جزاكم الله خير الجزاء | |
|
ابو احمد **//نائب المدير**//**
عدد المساهمات : 6783 تاريخ التسجيل : 27/12/2009
| موضوع: رد: ...مفاهيم ....الفتن والاسلام الجمعة يوليو 23, 2010 8:12 am | |
| بااااااااااارك الله فيك زعيم
الفقير الى الله محمد
| |
|
زعيم العرب **//** عضو ماسي **//**
عدد المساهمات : 3395 تاريخ التسجيل : 17/01/2010 العمر : 32 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: ...مفاهيم ....الفتن والاسلام الجمعة يوليو 30, 2010 10:59 am | |
| يسلموووووووووووو عل ىردك جميل | |
|