الأمير النبيل احمد غبن بن طريف
هو احمد بن غبن بن فاعور بن طريف أشهر شيوخ قبيلة بني حميدة في منتصف القرن التاسع عشر من مواليد 1810 تقريبا الرجل الثاني في السلسلة الذهبية التي ثبتت اقدام بني حميده في شرق الأردن و لد في الربة و هو ابن الشيخ غبن بن طريف الذي كان قائدا لبني حميدة في كون الموجب ضد البلقا و العمرو حوالي 1812 و بذلك تمت السيطرة لبني حميدة على وادي الموجب و ذيبان وما حولها تربي احمد في كنف أعمامه حيث ان والده قتل في كون الموجب متاثرا بجرح من رمح و هذا ما أورده الرحالة الالماني يوفان لودفيغ بيركهارت الذي زار المنطقة 1812 و قال في كتابه الذي حمل عنوان رحلات في شرق الأردن و تحدث فيه عن قصته المشهورة مع بني حميدة حيث قال بيركهارت انه وصل مضارب القبيلة في شيحان في منطقة الكرك و عندما استقبله رجال القبيلة و قاموا بواجب ضيافته سأل عن الشيخ غبن بن طريف و قالوا له ان الشيخ غبن يجول في المنطقة مع بعض الفرسان و سيعود في الصباح و عندما هم بيركهارت بالمغادرة سأل عن الشيخ مرة اخرى و قالوا له ان الشيخ غبن توفي مساء أمس و انهم لم يخبروه حتى لا يزعجوا راحته ك ضيف .
يقول بيركهارت رحلت مستغرباً من كرم و اخلاق هذه القبيلة و معاملتها حيث انهم لم يذكروا أي شيء عن اصابة شيخهم و ربما كان بامكاننا تقديم المساعدة الطبية له الا أن بني حميده رفضوا اطلاعنا على خبر اصابة الشيخ حتى لا نفكر ل لحظة اننا اتينا في وقت غير مناسب .
في هذا البيت تربى احمد بن طريف و كعادة ابناء البادية تدرب منذ الصغر على الفروسية و القتال في كنف اعمامه و استلم قيادة القبيلة التي كانت قد وسعت نفوذها الى ذيبان ومأدبا .
ادار احمد بن طريف امور قبيلته في سياسة و حنكة كبيره على الرغم من صغر سنه في تلك الفترة ، وكان يحمل وعي و فكر قومي غريب في تلك الفترة القاتمة في التاريخ الغربي و قصتع مع الرحالة بالمر و دريل معروفة فمما قاله الشيخ احمد بن طريف زعيم قبيلة بني حميدة لكل من ترويت – دريك وبالمر حينقاما بزيارة مضاربه: "أنتما أيها الإفرنجيان، لو جئتما الى هنا قبل اثني عشر شهراًوعرضتما علي جنيهاً أو اثنين، لحصلتما على ما شئتما من الحجارة بما فيها حجر ذيبان؛أما الآن فقد جعلتمونا نعرف قيمة الحجارة المكتوبة، وبات العرب أخيراً مدركين أهميتها"
من رأى افعال الوالد لن يستغرب مما فعله الابن الشهيد منصور بن طريف الذي تشرب الوعي الفكر القومي و التحرر من القيد في فترة كان فيها الجهل طاغيا في تلك الفترة المظلمة من التاريخ .
و قفات في تاريخ الشيخ احمد
الشيخ احمد بن طريف (( المفرق )) قاد بني حميده في توسعة اراضيها حيث تمت في عهده السيطره على ذيبان ومادبا وكانت حدود بني حميده من الربه الى المريجمه .
و قال فيها الشاعر عبدالله الشواهين العمرو قصيدته المشهوره
طليت من راس المغيـر وونـي _ واشوف بالربـه بيـوت شـداح
ومن شوفتي شيحان واخلف ظني_ يا ديـرة عقـب المعـزه مبـاح
قولوا لابن هادي خلـه يصلنـي _ كليت من خـط القلـم بالطـلاح
تسعين صفرا للوغـى يفزعلـي_ و تسعين حمرا للطلب والرمـاح
خوات زنـده للحرايـب تسنـي _ زمل التخوت محـدره للمـراح ِ
اللي انحدر عمعان قوطر يغنـي _ واللي كت للغور شـرب القـراح
بنـي عطية خلـت اليـد عنـي _ لا يا ابو سالم يا عزيز المـلاح ِ
ابن طريف يطلب الحـق منـي_ حد المسن وكان يبغى الصـلاح
هنا يذكر الشاعر جلاء قبيلة العمرو عن مناطق واسعه من الكرك و اصبح الحد بينهم هو المسن . في جنوب غرب الكرك .
و قصة الشيخ احمد بن طريف مع الرحالة تريسترام ايضا معروفه
عندما قابل تريسترام احمد ابن طريف ، استغرب من هذا الرجل الذي يكاد يكون مفقوداً في هذا الزمان فهو عملة نادرة ، وبعد رحلة طويلة قال تريسترام هذه الكلمات واصفاً ابن طريف :
هذا الشيخ يكاد يكون مفقوداً في هذا الزمن ، فبالرغم من كون العربي في طبيعته جشع إلا أن هذا الشيخ يحمل بريقاً في عينيه يدل على النبل والرقي والشهامة العربية الأصيلة ، وهو عاشق لهذه الأرض محب لها وهو وريث هذه الحضارة الماثلة امام اعيننا ((حضارة مؤاب )) .
و قد اطلق عليه لقب الأمير النبيل نظرا لكرم اخلاقه و لبيان مدى سلطته في منطقة مؤاب فقد اورد الرحالة ان الوالي العثماني قد حمله عدة كتب شكر اثنين منها ل احمد بن طريف و سطام الفايز على وجه الخصوص و الباقي من باب المجامله لأي شخص تتم مقابلته في الطريق .
كتاب رحلات في شرق الأردن _ تريسترام _ ترجمة احمد العويدي _ص 82.
في حدود 1880 حدثت معركة مهمة بين قبيلة بني صخر من جهة و عشائر الكرك و بني عطيه من جهة اخرى و قد استعانت عشائر الكرك ب قبيلة بني حميده للمساهمة في كسر شوكة بني صخر و السيطرة على الطريق السلطاني الذي كان تحت سيطرة بني صخر و عقيدهم الفارس ذائع الصيت طراد الزبن .
عندما وقف الصفين للمعركة انسحب احمد بن طريف و بني حميده من المعركة وكانت هذه الخطوة رد لدين قديم ، و انتصرت بني صخر في المعركة .
الدين هو ان بني صخر لم تقابل التحالف مع العمرو و البلقا للقضاء على بني حميده في سنه 1812 و شارك السلايطه مع بني حميده في تلك المعركة التي انتهت ب انتصار بني حميده .
احمد بن طريف رمز من رموز الاردن سطر حياته من اجل خدمة قبيلته و افنى عمره و ماله من اجل الذكر الحسن و السمعة الطيبة .
ابن طريف اللـي لهـم صيـت شافـي __ وتاريخهـم يذكـر علـى كـلّ توضيـف
هذه هي العشائرية الاردنية النبيلة
السمعة الطيبة و الأخلاق و حسن العشرة
مهما حاول الحاقدون ان يطعنوا فيها
الاردنيين اول من وقف في وجه الظلم و اول من صرخ بوجه الاستعمار
و اول من استضاف و اغاث الملهوف
كنا على ما كان اجدادنا و سيكون عليه ابناءنا
عاشت الاردن
عاشت القبائل و العشائر الأردنية النبيلة