في تمام منتصف القرن العشرين، يقوم إيونيسكو (وآخرون منهم صاموئيل بيكيت، آداموف، أو أوديبرتي...). بتفجير بُنْياني في المسرح واللغة التقليديين، ويعيد طرحهما للبحث ـ أي طرح جميع الأفكار المريحة، والمألوفة، والصِيَغ المُقَوْلَبَة التافهة، والامتثالية(1) المخادعة للفكر. فيزعزع هذا النظام ويفسده... عام (1950)، مع "المغنية الصلعاء"، وعام
(1951)، مع "الدرس"، يبدأ نجاحاً أسطورياً.. ويُخْرج "ج.ل.باروت"، عام
(1960)، "وحيد القرن": فأيُّ دويٍّ عالمي! تفضح المسرحية هَوْل النازيَّة، لكنها تنادي، فيما وراء ذلك، بالطابع المقدَّس لحقوق "الإنسان" المُهَانَةَ، والمسحوقة بالأنظمة الشمولية في جميع الجوانب؛ إنها تعبِّر عن هلع الكاتب العنيف أمام جميع الهستيريات الجماعية.
مدينة غريبة تظهر فيها مجموعة من حيوانات "وحيد القرن"، وإذ يصبح الناس، بعضهم تلو البعض "وحيدي القرن"... يتغيَّرون جميعاً: يخضّر لون بشرتهم، ويقسو؛ وينبت لهم قرن؛ يَصْأَوْن بدلاً من أن ينطقوا، ويهاجمون بدلاً من أن يفكِّروا... يزور بطل المسرحية "بيرانجيه"، صديقه "جان"، الذي يُبدي أعراضاً خطيرة