أبحث عن الأيام التي مرت
حنين وشوق على الأرصفة ….والليل وحده يتعقبنا
معول في رأسك وخنجر مغروس في ظهرك ويد تمتد إلى جيبك
أشياء مريبة ….
سلك مجنون ……. وكل الأحبة تموت
عالم يدور وفصول تتغير
الآم وأحزان تلتحم تزرع الظلام وترهق القلب
خارطة عمياء في يدك ترشدك نحو المجهول
بيوت بائسه ووجوه شاردة
أكوام من القمامة ومجرى مياه متعفنه
وفي المجرى قطة ميته ….. وقطط أخرى تطوف
وكلب ناتئ الأظلاع يتشمم القمامة ….. وآخر يلعق عظمه
أنه المشهد اليومي فلا تنزعج ….. ياصديقي
أنها مأسة …..
مأسة ثلاثة ….. أنا …… وأنت …… والمدينة
تناقض غريب بيننا
أنا عشت أياماً غريبة في مدينتك
وأنت تنسج الخيال لتوحي بالسعادة ….. سعادة مصحوبة بألم لا يمكن تصوره
والمدينة تقراء كل مايدور في الرؤوس
وتقول ……
حاول أن تنسى الفاظك الريفية
غير ملابسك وقصة شعرك
وأن لزم الأمر غير خطواتك التي تمشيها
وتقول أيضاً …..
ماذا يهم لو لم ترى أشجار ؟
تخيل أنك تسمع حفيف أوراقها
ماذا يهم لو لم ترى أزهار ؟
تخيل أنك تشتم إريجها
ماذا يهم لو لم تستنشق نسمة عليلة ؟
حاول أن تحس بهبوبها نحوك
هكذا هي مدينتك ياصديقي تمحوك ببطء
وتذوب في وسط أزقتها حتى تتلاشى وتنتهي