عفوا يا قلبي إني أكرهك
فأنت سبب كل الاحزان والألام
أنت يا قلبي أخذتني _ بعدما كنتُ
أحيا في الدنيا ملكا_ لدار الأوهام
أخبرتُك يا قلبي عنه إبتعد فأستحلفتني
انك تشتاق للحبِ والغرام
لماذا ياقلبي أغرقتني ببحار السهر؟
لماذا جعلتني أبدأ الأحلام؟؟
كم قلتُ لك يا طفلي الصغير
عن الحب إبتعد وعن جراح الأيام
كم قلتُ لك لا تجذبني لبلاد العشق
فأرقتني والناسُ نيام
كم أكرهك أيها القلبُ الحزين
كم أكره خفقاتك في جوف الظلام
رأيتها فهرعتَ لي كالطفل الصغير
هذي هي , إذهب لها من غير كلام
فقلتُ لكَ يا قلبي لا تستلم
فقلتَ ما أحلي أمام عينيها الإستسلام
كم أكرهك ياقلبي دفعتني إليها
وكنتُ مُعلقا مابين الاقِدام والإحجام
ورميتني أيها البائس في هوة الحب مُرغما
وبنينا لها قصرا من هديل الحمام
ورسمنا لها حلما زرعناه في حقول
الورد ورويناهُ بالضحك والإبتسام
ومات الحلم سريعا وذبللت الورود
وإمتنعت عن كتابة الشعر الاقلام
ألان تبكي ضياعها؟؟ أخبرتُكَ أن
في طريق الحب أهوال’’ جسام
طريق ضياعٍ طويل به حدائق الاحزان
مثمرة’’ وثمارها جراحا وآلام
تركَتكَ يا قلبي وذهبتْ فجئتني باكيا
تشكو الفراق مُتمنيا منها السلام
تركَتكَ يا طفلي بين حنايا صدري
محطما تنعي ما كان يوما شوقا وهيام
أنت السبب فإحتمل الان واتركني
فما تفعله فيا يا صديقي حرام
أبكيت حولي طيورا كان الفرح
مسكنها والطمانينة والسلام
جزعت طيور الحب خائفة
ومات الحب في زمن الأقزام
من ذا الذي يصون وعده يا قلبي
وعهودي تحت سماء الجرح تنام
أين المواثيق التي يوما بالدم
قطعناها؟؟وأين احلامنا العِظام؟؟؟
أخبَرتكَ يا قلبي أنها خُلقتْ لك
وكان حديثها كلام’’ في كلام
الان تبكي؟؟ سُحقا لك يا قاتلي
يا من حول العذاب حوّام
إنزف , إنزف يا قلبي واحتضر
فانت لا تستحق في الحياة بعضُ عام
جثة’’ تحيا بلا نبضٍ أنا , أسيرُ
بلا روحٍ بين الناس والزحام
أمشي وصدري بات مُفرغا
فالقلب مات وعُلق عليه الرخام
أطلالُ نفسٍ أنا , جسدا يحمل
الهموم وعاجزة’’ عن حملهِ الأقدام
لا تبكي يا صغير واحتضر في بطء
فأنت من زرع في حدائقي خبائث الأحلام
عفوا يا قلبي _حتي بعد موتك_ إني
أكرهك وأُقرؤكَ في قبرك مني السلام