إلى جماهير المعلمين في عيد المعلم العربي
13/03/1988
القائد الخالد:
أيها الإخوة المعلمون .......
أحييكم أطيب تحية , وأهنئكم في عيدكم تهنئة قلبية , وأبثكم محبتي و تقديري.
لكم تهنئتي في عيد المعلم ولكم محبتي في كل حين, ولكم حب الشعب وكل فرد من كل أسرة في كل آن وزمان .
عيدكم عيد الوطن ,فأنتم أيها الأخوة المعلمون,أصحاب فضل سابغ عميم,شامل على أبناء الوطن كافة .ففي كل منزل وأسرة غرسة أو غرسات تعهد تموها بالرعاية ,وسقيتموها من ينبوع معرفتكم , فأنتم المربون و بناة الأجيال ,وأنتم دعامة كبرى من دعائم الثورة, ومكانتكم في المجتمع كانت دائماً وستبقى أبداً مقرونة ,بماأنتم جديرون به كل الجدارة من إجلال وتبجل.
من عصارة فكركم يتغذى الناشئة والشباب,ومن معين علمكم ينهلون ,وفي نفوسهم تغرسون حب الوطن, والقيم الوطنية والقومية ,ومكارم الأخلاق
المعلمون ينابيع عطاء , وكما الزارع يزرع, و الغارس يغرس, و كلاهما ينتظر الحصاد و جني الثمر فيفرح بما أنتج ,كذلك المعلم يعطي من جهده وفكره وينتظر النتيجة فيفرح بما أثمر جهده من تنمية للناشئة والشباب خلقياً وذهنياً وجسدياً ..إن للمعلم الأثر الحاسم في تكوين المواطن الصالح المنتج,المحب للعمل,المؤمن بالنظام سلوكاً و ممارسة, والحريص على استثمار الوقت بالمفيدالنافع لمجتمعه ووطنه
إن صورة المعلم التي ارتسمت في الأذهان هي صورة الإنسان القدوة,الإنسان الرائد, الإنسان المناضل ,فالمعلم في مدرسته والمعلمة في مدرستها, يمارس كلاهما النضال من خلال ما يغرس في نفوس التلاميذ و الطلبة من مؤهلات وصفات تجعل منهم جيلاً قادراً على حمل المسؤولية وقادراً على متابعة النضال الوطني بكل جوانبه
والمعلم بهذا المعنى صاحب رسالة ,ونحن نريد لمدارسنا أن تكون مراكز إشعاع يتلقى فيها أبناؤنا العلوم بأنواعها ويقبسون شعلة الروح الوطنية من معلميهم
أيها الإخوة المعلمون
تذكرون أني خاطبتكم في افتتاح مؤتمركم الثالث فقلت :أنتم لستم جميعاً حزبيين ,ولكن جميعكم بعثيون , وقلت أن مسؤوليتكم إزاء حزب البعث العربي الاشتراكي كبيرة لأنها مسؤولية إزاء الشعب, ومستقبل الوطن والأمة , و من كان منكم في الحزب ومن لم يكن ,عليكم جميعاً تقع مسؤولية بناء حزبكم و ترسيخ هذا البناء. فما دامت قناعتنا أكيدة بأن حزب البعث العربي الاشتراكي بما يدعو إليه يجسد تطلعات الأمة و أمانيها, فمن أولى من المعلم بالعمل من أجل توضيح و ترسيخ هذا الحزب فكراً وأداة, ومن أولى من المعلم بأن يشد الطلبة إلى حزبهم بتوضيح فكر الحزب و برامجه و مقرراته ومواقفه
و اليوم أضيف أن مسيرة قطرنا خلال خمس وعشرين سنة انقضت منذ انطلاقة ثورة الثامن من آذار بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ,كانت مسيرة حافلة بالأعمال الكبيرة المشرفة ,سواء في مضمار البناء أوفي مضمار العمل القومي
منذ قيام ثورة الثامن من آذار كانت الجهود دائبة لتحقيق أهداف الحزب, أهداف الأمة, في الوحدة و الحرية و الاشتراكية , وحيث لم نحقق الهدف كاملاً , لم تفتر عزيمتنا بل زادنا ذلك عزماً و إصراراً على مواصلة الكفاح لتحقيق هذه الأهداف
كفاحنا من أجل الوحدة العربية سيظل مستمراً إلى أن تتحقق الوحدة
و كفاحنا من أجل الحرية سيظل مستمراً حتى نحقق كامل الحرية للوطن والمواطن
وكفاحنا من أجل الاشتراكية قطع أشواطاً, وسيظل مستمراً إلى أن نحقق المجتمع العربي الاشتراكي الموحد , لأن الاشتراكية هي طريق العدل و الكفاية ,طريق القضاء على الاستغلال بكل مظاهره
و كفاحنا في سبيل هذه الأهداف ,الذي يقوده حزبنا دوركم فيه كبير ,ومن مقومات هذا الدور أن تعملوا على تعزيز بناء الحزب ,بما ترفدونه من عناصر نشطة خيرة مؤمنة بفكر الحزب و أهدافه
أيها الإخوة المعلمون
لغتنا العربية هي عنوان هويتنا , و هي الرابطة بين الناطقين بالضاد , وهي أهم صلات الماضي بالحاضر والمستقبل ,بها نعبر عن ذاتنا, وننشر في الوطن والعالم نتاج الفكر العربي, وننقل إلى أبناء الأمة العربية النتاج الفكري للشعوب الأخرى
لستم جميعاً مختصين بتدريس اللغة العربية مادة من مواد المنهاج الدراسي , ولكنكم جميعاً مسؤولون عن الحفاظ عليها و على قواعدها , فلا عجمة ولاركاكة, بل تركيب سليم وفصاحة, مما اشتهرت به أمة العرب
إن الحرص على سلامة اللغة يجب أن يبدأ من الصفوف الابتدائية ,و أن يزداد مع ارتفاع مستوى التعليم
أيها الإخوة المعلمون
انشروا الحب في مدارسنا و معاهدنا ينتشر في كل أنحاء الوطن
عززوا في مدارسنا و معاهدنا حب الوطن يتعزز في نفوس المواطنين جميعاً
اغرسوا في نفوس التلاميذ و الطلبة القيم الوطنية و القومية ,ورسخوا عبر التاريخ التي تعززهذه القيم ,وبذلك تسهمون في تهيئة الأجيال لمواصلة النضال الذي نخوضه في صراعنا مع الصهيونية و الإمبريالية ,و تسهمون أيضاً في تأكيد الإيمان بحتمية انتصارنا في هذا الصراع
ركزوا على قيمة الشهادة, وتمجيد الشهداء ,واستحضروا في شروحكم ما كان لهذه القيمة العليا من أثر حاسم في انتصارات العرب قديماً و حديثاً
و ما سيكون لها من تأثير عظيم في صراعنا الراهن ضد الغزاة الصهاينة و الذين يساندونهم
علموا أبناءنا أن مجد المواطن من مجد الوطن ,و أن الشهداء هم مشاعل النور على طريق النصر
بالشهادة تتحرر الأرض المحتلة ,و بالشهادة ينحسركل مدّ همجي كالذي نواجهه في هذه المرحلة , وبالشهادة تنتصر إرادة الحياة و تعيش الأجيال المقبلة حرة في وطن حر,و سعيدة في وطن تنتشر في أرجائه السعادة
بوركت جهودكم , وبورك جهادكم , ولتكن أعمالكم دائماً مباركة. والسلام عليكم ........
حافظ الأسد