مسلمٌ وبريطاني
سيف طالب مسلم ذهب إلى بريطانيا لأكمال دراسته في أعتى الجامعات هناك , كان يعيش حياة الغرب وفجورهم بعدما أنجرف مع تياراتهم وفِتنهم .. كثيرا ما يذهب إلى الملاهي والمراقص والبارات .. يشرب الخمر وأدمنه .. يعاشر الفتيات بكل جنسياتهم .. يتعاطى المخدرات بكافة أنواعها وحتى صلاته وصيامه نسيهم وأصبحوا ماضً تركه خلفه في بلاده .
ذات ليلً خرج من أحد الملاهي مع صديقه البريطاني وهم في ثمالتهم وحالة سكرهم وذهاب عقولهم , راح سيف ينصحه بالدخول في الأسلام .. يخبره عن نقاوته وروحانيته وحلاوته وعدله , كان رفيقه يحاول التهرب من الحديث وغلق الموضوع , ألا أن سيف ظل يلح عليه مرارا وتكرارا ويدعوه إلى أعتناق الأسلام .
كل ذلك الألحاح أغضب البريطاني , فقال له :
- تنصحني بدخول الأسلام أليس كذلك ؟
سيف :
- نعم .. نعم , لتنقذ نفسك من النار .
البريطاني :
- ولما أعتنق الأسلام ؟ لأمتنع عن الخمر وأنت تشربه ؟ أم لأترك الفتيات وأنت تعاشرهم ؟ أم لأبتعد عن المخدرات وأنت تتعاطاها ؟ أم لأصلي وأصوم وأنت لا تفعل ؟
ظل سيف يحك رأسه لا يعرف بما يجيبه , أكمل البريطاني يسأله :
- قل لي , ماذا أفعل أن كنت مسلمً ؟ ماذا أستفيد من ذلك ؟
راح سيف يفكر ويفكر .. تذكر شيئا يفعله المسلمون , تبسم له وقال :
- حسنا , أن دخلت في الأسلام ستُعطي كل أموالك للحاكم , ما رأيك بهذا ؟
أجابه متعجبا :
- اللعنة , ولما أفعل ذلك ؟
سيف :
- ليعطيها لعائلته والمقربين منه وأيضا يحفظها لك وقت الحاجة ؟
البريطاني :
- اللعنة , ولما أفعل ذلك ؟
سيف :
- هناك فوائد كثيرة , ولكن أهمها بأنه يستحقها أكثر منك !
وكأن البريطاني أعجب بذلك , راح ينظر يمينا ويسارا , وقال :
- ولكن كيف أعطيه الأموال .
تبسم سيف مرة أخرى وقال :
- لا تخف , هو يعرف كيف يفعل ذلك لديه عدة طرق , أما بغلاء الأسعار أو تسديد الفواتير والمخالفات والضرائب وغيرها أشياء كثيرة فلا تخف , هم كل سنة يعتمدون قوانين جديدة ليحفظون لك أموالك ويأخذونها منك بطريقة نزيهة وشريفة لن تشعر بها , فماذا قلت !
ظل البريطاني يفكر ويفكر في قمة ثمالته معجبا بما أخبره به رفيقه الثمل الآخر , قال له بعد برهة :
- حسنا .. حسنا , أنتظرني سأذهب إلى المنزل لأحضار أموالي وأرجع .
غادر البريطاني بعدها ..... وحتى كتابة هذه السطور لم يرجــع .