**الصدق طريقك للجنه **
الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ...
ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه
قال:
(عليكم بالصدق ..! فإن الصدق يهدي إلى البر، و إن البر يهدي إلى الجنة، و لا يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق
حتى يكتب عند الله صديقا.و إياكم و الكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، و إن الفجور يهدي إلى النار، و لا يزال
الرجل يكذب، و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)
أخرجه البخاري في كتاب الأدب.
فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم أن الصدق أصل يستلزم البر،
و أن الكذب يستلزم الفجور.
وقد قال تعالى:
{إن الأبرار لفي نعيم و إن الفجار لفي جحيم}
الآية 14 من سورة الإنفطار.
و لهذا..
كان بعض المشايخ إذا أمر بعض متبعيه بالتوبة و أحب أن لا ينفره ولا يشعب قلبه أمره بالصدق.
و لهذا كان يكثر في كلام مشايخ الدين و أئمة ذكر الصدق و الإخلاص حتى
يقولوا:
قل لمن لا يصدق لا يتبعني.
ويقولوا:
الصدق سيف الله في الأرض و ما وضع على شيء إلا قطعه.
والصدق و الإخلاص ..
هما في الحقيقة تحقيق الإيمان و الإسلام،
فإن المظهرين للإسلام ينقسمون إلى مؤمن و منافق،
و الفارق بين المؤمن و المنافق هو الصدق فإن أساس النفاق الذي يبنى عليه
هو الكذب، و لهذا إذا ذكر الله حقيقة الإيمان نعته بالصدق
كما في قوله تعالى:
{قالت الأعراب آمنا، قل: لم تؤمنوا، و لكن قولوا: أسلمنا}
إلى قوله تعالى:
{إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله و رسوله، ثم لم يرتابوا و جاهدوا
بأمواهم و أنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون}
الآيتان 14/15 من سورة الحجرات.
فأخبر..
أن الصادقين في دعوى الإيمان هم المؤمنون الذين لم يتعقب إيمانهم ريبة
و جاهدوا في سبيله بأموالهم و أنفسهم،
و ذلك أن هذا هو العهد المؤخوذ على الأولين و الآخرين.
و كذلك وصف الصادقين في دعوى البر الذي هو جماع الدين
في قوله تعالى:
{ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب و لكن البر
من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين}
إلى قوله تعالى:
{أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون}
الآية 5 من سورة البقرة.
و أما المنافقون فوصفهم سبحانه بالكذب في آيات متعددة
كقوله تعالى:
{في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا و لهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}
الآية 10 من سورة البقرة.
و قوله تعالى:
{إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله و الله يعلم إنك لرسوله
و الله يشهد إن المنافقين لكاذبون}
الآية 1 من سورة المنافقون.
والمنافق ..
ضد المؤمن الصادق، و هو الذي يكون كاذبا في خبره أو كاذبا في عمله كالمرائي في عمله.
قال الله تعالى:
{إن المنافقين يخادعون الله و هو خادعهم و إذا قاموا إلى الصلاة
قاموا كسالى يراؤون الناس}
الآية 142 من سورة النساء