السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لكم على هذا الموقع الجميل ولن أطيل عليكم وسأدخل بالموضوع مباشرة.
أنا أعاني من مشكلتين:
الأولى أتتني منذ (7) سنوات، وإلى الآن ملازمة لي، وهي أنني فجأة ومنذ حوالي (7) سنين أحسست بشعور غريب، وهو أنني بين الحلم والواقع، أحس أني منفصل بشعور وكأنني لست في الدنيا، إنما كأني أعيش في الحلم، فهذا الشعور -شعور الحلم- هو الشعور الذي أعيشه، وللأسف إلى الآن هي إلى الآن ملازمة لي كما ذكرت، وذهبت لطبيب نفسي، وقال لي إنها ستلازمك مدى الحياة، وليس لها علاج!
أريد منكم أن تفيدوني أكثر عن ما هو اسم المر ض؟ وهل فعلا ليس له علاج؟
وما هي أعراض المرض الأخرى؟
المشكلة الثانية: من حوالي (3) سنين أشعر باكتئاب خفيف، حوالي باليوم (4) ساعات، ومن ثم بسرعة وفجأة يتعدل مزاجي لفرح شديد ثم فجأة يصير اكتئابا وهكذا يتقلب!
ذهبت إلى طبيب نفسي، وقال عندك اضطراب وجداني، وأعطاني علاج (رازبيردول)، لكن للأسف كان علاجا غير موفق؛ حيث أصبحت أعاني من المشاكل الكثير، فقطعت الدواء مباشرة، وذهبت لطبيب آخر وأعطاني علاج (تريجيترول) عيار (200) في اليوم.
للأسف بعد (4) أيام من أخذ العلاج أتاني اكتئاب شديد جدا، جعلني أبكي طوال الأيام، وكنت ربما أنتحر! وقطعت العلاج، وفجأة ذهب عني الاكتئاب بعدما استمر معي أسبوع، وبعد زواله أتتني حالة غريبة، وهي أنني لم أستطع النوم إطلاقا.
ضللت (3) أيام لم أنم أبدا، ولا ثانية، ذهبنا لطبيب نفسي آخر ( د. طارق الحبيب)، فكتب لي علاج Seroquel
200 قبل النوم و 100 عند الظهر
وكان علاجا ناجحا جدا، فنمت مباشرة وذهبت تماما عني أعراض الاكتائب تماما، وأحس بارتياح جدا، وصار لي (9) أشهر آخذ هذا العلاج، ولا أستطيع النوم إلا عليه.
هل سأستمر عليه مدى عمري؟ أي هل سأضل لا أنام إلا عليه؟
أفيدوني بهذه الحالة، بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن وصف الحالة التي تحس فيها أنك بين الحلم والواقع، هذه تسمى بـ(اضطراب الأنية) أو الشعور بالتغرب عن الذات، وهو نوع من القلق النفسي البسيط.
هذه الحالة قد تكون مصحوبة بأعراض قلقية أخرى مثل الشعور بالتوتر الداخلي، وعدم الارتياح، وربما سرعة الانفعال في بعض الأحيان.
أنا بالطبع لا أتفق مع الأخ الذي ذكر لك أنها سوف تظل معك مدى الحياة، وليس لها علاج، هذه من الحالات البسيطة، ومن أفضل سبل علاجها هي أن تتجاهلها تمامًا، وأن تمارس تمارين الاسترخاء، وأن تمارس الرياضة، والدواء الذي أعطاه لك الدكتور طارق الحبيب، وهو سوركويل لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية البسيط، سوف يفيدك كثيرًا في هذه الحالة القلقية أيضًا، فأنت لست في حاجة لأي أدوية أخرى.
بالنسبة لاستمرارك في السوركويل وإلى أي مدى أنت في حاجة إليه؟
الدراسات كلها تُشير إلى أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يتطلب علاجًا من سنتين إلى ثلاث، وبعد ذلك يمكن التوقف عن العلاج، ويظل الإنسان في فترة مراقبة، وستون بالمائة من الناس لا تعاودهم هذه الحالة، لكن في بعض الحالات قد تعاودهم الحالة، وإذا عاودتهم الحالة فهنا يجب أن يتناول الدواء ويستمر عليه لمدة خمس سنوات أخرى.
إذن ليس هنالك ما يمكن أن نسميه علاجا مدى الحياة، فأرجو أن تطمئن تمامًا أيها الفاضل الكريم، وأقول لك إن الجرعة التي تتناولها من السوركويل هي جرعة صغيرة نسبيًا، حيث إن هذا الدواء يمكن تناوله حتى جرعة ستمائة مليجرام أو سبعمائة مليجرام في اليوم، مائتي مليجرام تعتبر جرعة جيدة ومناسبة جدًّا لحالتك، وإن شاء الله تعالى تعيش حياة طبيعية.
أرجو أن تركز على دراستك، وأن تستفيد من وقتك بصورة صحيحة، وأن تمارس الرياضة، هذا كله نوع من التأهيل النفسي المهم الذي يزيل -إن شاء الله- عنك كل هذه الأعراض التي تعاني منها.
أعتقد أن ما ذكرناه لك من معلومات مفيدًا -إن شاء الله تعالى- ولا أعتقد أنه توجد أي تفاصيل أخرى يمكن أن نذكرها، فقط أذكر لك أن السوركويل دواء سليم جدًّا، وتجربتك مع الأدوية السابقة كانت سلبية، لأنك لم تصبر على هذه الأدوية، والتجراتول أيضًا من الأدوية الجيدة والفاعلة، لكن نستطيع أن نقول إن الناس تتفاعل مع الأدوية بصورة مختلفة، ولذا يمكن أن يكون هذا هو السبب الذي جعلك لا تتحمل هذه الأدوية.
الحمد لله في نهاية الأمر السوركويل وافقك تمامًا، وكما ذكرت لك هو علاج جيد وفاعل جدًّا، وأرجو أن تستمر على الدواء لمدة سنتين إلى ثلاث حسب الدراسات الموثقة والتي تشير إلى ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.