حوار السفير الاسرائيلى بسويسرا مع افلين كوبلر

إسرائيل تخشى عواقب ديمقراطية الثورات العربية
حوار موقع swissinfo مع السفير الإسرائيلي بسويسرا ولتر هافنر
أجرى الحوار: إيفيلين كوبلر، وترجمه عن الألمانية: دالي بيشتل
مترجم للألوكة من اللغة الإنجليزية
نقله للعربية: مصطفى مهدي

أَجْرى "إيفيلين كوبلر" الصحفي بموقع "swissinfo" السويسري حوارًا مع "ولتر هافنر" السفير الإسرائيلي لدَى سويسرا، على هامش المؤتمر الإقليمي للسُّفراء السويسريِّين، الذي عُقد بتونس؛ حيث أكَّد في حواره أنَّ عملية الديمقراطيَّة التي تكتسح العالَم العربي قد تشكِّل خطرًا على الأمن الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنَّ الاتفاقية التي استهدفتْ توحيدَ الفصائل الفلسطينيَّة الرئيسة تطوُّر إيجابي.

swissinfo: ما التأثيرُ الذي أحدثتْه اتفاقية المصالحة الموقَّعة بيْن فتح وحماس على المفاوضات الفلسطينيَّة الإسرائيليَّة؟
والتر هافنر: أولاً يجب على المرء أن يلحظَ أنه لم تقعْ محادثات سلام خلالَ العامين الماضيين، ومن وجهة نظر سويسريَّة فإنَّ الفلسطينيِّين يقينًا يسعون بشدَّة إلى تشكيل حكومة وحدة، وإذا وُجدت دولة فلسطينيَّة في بعض المراحل، فيجب أن تُقاد مِن قِبل حكومة موحَّدة تمثِّل كلَّ الفلسطينيِّين.

يجب على المرء الآن الانتظار ليرَى إذا ما استمرَّتْ عملية المصالَحة الفلسطينيَّة الداخليَّة، وما النتائج التي مِن الممكن أن تنتج عنها؛ فالمصالحة الفلسطينيَّة في المقام الأول ستؤدِّي لتعقيد الموقِف بالنسبة لإسرائيل.

swissinfo: لَمْ تتفاوضْ إسرائيل بعدُ مع حماس.
والتر هافنر: تُؤمن إسرائيل بأنَّه من غير المقبول أنْ تتفاوض مع فصيل فلسطيني يشكِّك في حقِّ إسرائيل في الوجود؛ لأنَّه شرطٌ إسرائيليٌّ مقدمٌ أن تُقبل كدولة قبل الدخول في محادثات، فحماس يجب عليها قَبولُ حقِّ الوجود هذا؛ لتصبح شريكًا مفاوضًا لإسرائيل، فإسرائيل قد أوضحتْ في كثيرٍ من المناسبات أنها لن تتفاوضَ مع مجموعة تطلق الصواريخ على أراضيها.

swissinfo: لقدْ كانت سويسرا واحدةً من الدول القليلة التي تحادثتْ مع حماس.
والتر هافنر: نحن واحدة مِن ثلاث دول فعَلَتْ هذا علنًا، وليس سرًّا أنَّ دولاً أخرى قامتْ بهذا أيضًا بلا إعلان للأمْر.

إنَّ موقفنا هو أنَّه يجب على المرء التحدُّث لكل الأطراف في نِزاع، إذا ما كان ذلك النِّزاع قابلاً للحل.

swissinfo: ببناء المستوطنات في الأراضي المحتلَّة خلقتْ إسرائيلُ حالة مِن الأوضاع التي لا يمكن بسهولة تقبلها.
والتر هافنر: إنَّ إسرائيل تدرك أنَّ بناء المستوطنات مخالِف للقانون الدولي، فالمستوطنات المنتشِرة بالضفَّة الغربية يجب إزالتُها في حالة أن توصل لاتفاقية سلام، فمشكلة المستوطنات الكبيرة على حدودِ إسرائيل تحتاج بصورة محتملة أن تُحلَّ مِن خلال تبادُل الأراضي.

swissinfo: ماذا سيَعني انهيار الحكومة السوريَّة بالنسبة لإسرائيل؟
والتر هافنر: هذا سيكون له الأثرُ الكبير على إسرائيل، فسوريا تُعتبر أحد مَن يُطلق عليهم الأعداء القدماء، فبشار الأسد عدوٌّ إلا أنَّه يضمن الاستقرار، فإذا ما انهار النظام السوري فهذا سيَعني إضعاف محور سوريا - حزب الله في لبنان - إلاَّ أنَّه وفي الوقت نفسه هناك شكٌّ لدَى إسرائيل في التعرُّض لعواقب خطيرة، فمنذ 1973 لا تزال الحدودُ بين إسرائيل وسوريا هادئة، فإذا ما حدثت فوضى في سوريا فالوضعُ بالنسبة لإسرائيل قد يُصبح خطيرًا، ولا يمكن التنبؤ به.

swissinfo: طبقًا للمنطق، فإسرائيل ليس لديها رغبةٌ في رؤية حكومة ديمقراطيَّة في سوريا؟
والتر هافنر: أعتقد أنَّه على المدَى الطويل لدَى إسرائيل قطعًا رغبةٌ في جارٍ ديمقراطي، إلا أنَّ إسرائيل تعلَّمتْ خلال الستين عامًا الماضية أنها يجب عليها أن تفكِّر في المدى القصير؛ ماذا سيأتي به الغد؟ وعلى المدى القصير فإنَّ ثورة في سوريا قد تَعني عدم استقرار لإسرائيل.

swissinfo: هل الشيء نفسه ينطبق على جارتِها مصر؟
والتر هافنر: نعم، والأردن أيضًا، فطبقًا لاقتراع عُقِد عقب سقوط مبارك، فإنَّ الغالبية مِن الشعب قالتْ: إنَّها ستلغي اتفاقية السلام مع إسرائيل، فاقتراح لديه هذا التأثير قد يكسب الغالبية في التصويت الديمقراطي، وهذا قد يكون نكسةً كبرى لإسرائيل، وفي هذا الإطار فإنَّ العمليَّة الديمقراطيَّة في مصر تشكِّل أخطارًا محقَّقة ومجازفات، فاتِّفاقيات السلام مع مصر والأردن حققتَا الاستقرار بالجنوب والشَّرْق، وفتحتِ الأبواب بالعالَم العربي أمامَ الدولة اليهوديَّة.

swissinfo: إنَّ هاتين فقط هما اتفاقيتَا السلام اللتان وقعتهما إسرائيلُ، فهل ستُلغيان؟
والتر هافنر: ليس لهذا علاقةٌ بالموضوع في هذه اللحظة، حتى وإن أُلغيتَا فالحرب لن تتبعَ ذلك مباشرة، ولكن إسرائيل قد تجد نفسها تواجه جبهةً عربيةً موحَّدة لأوَّل مرَّة منذُ ثلاثين عامًا.

swissinfo: إنَّك سفير دولة تُرحِّب وتدعم عملية التحوُّل للديمقراطية بالعالَم العربي، فهل يضعك هذا الموقفُ السويسري في موقف صعْب عند التعامُل مع الحكومة الإسرائيليَّة؟
والتر هافنر: إسرائيل تَفْهم الموقف السويسري، وترحِّب الآن وعلى المدَى الطويل بتحوُّل العالَم العربي إلى الديمقراطيَّة، إلا أنَّ الأحداث قد تؤدِّي إلى عدم الاستقرار، وتُشكِّك في تحقيق أمن إسرائيل بصورة مباشِرة أو غير مباشرة، وبالنسبة لإسرائيل فإنَّ أمْنَها دائمًا في المقدِّمة.