السجون في سوريا: تاريخ أسود ما زال يخطه النظام السوري بيديه الآثمتين:
(من سجن تدمر إلى سجن صيدنايا إلى سجني حمص وحلب المركزيين)
يوم السبت في 21/7/2012م شهد سجن حمص المركزي حركة عصيان ضد حراس السجن ترافقت مع انشقاق عدد من عناصر الحرس، وتمكن السجناء من السيطرة على بناء من اثنين تابعين للسجن معروف بالمبنى القديم سيطرة كاملة. وذكر أنه ترافق مع الانشقاق إطلاق نار بين الحراس الموالين والمنشقين. وعلى الفور قامت قوات المخابرات الجوية التابعة للنظام بتطويق السجن، وحصل تبادل إطلاق نار تسبب بمقتل أربعة أشخاص.
والجدير بالذكر أن سجن حمص المركزي يضم حوالى خمسة آلاف سجين (الكثير منهم سياسيون إسلاميون ومن معتقلي الثورة) يعيشون في ظروف مأساوية؛ إذ وصل عدد السجناء في الزنزانة الواحدة أحياناً إلى ستين. وقد كانت خلفية هذه الأحداث مشابهة تماماً لخلفية أحداث سجن صيدنايا، تلك الأحداث التي كان لها الأثر الكبير في انطلاق الثورة ضد النظام؛ فقد منعت إدارة السجن السجناء من صلاة التراويح بالإضافة إلى سوء لا يُطاق في نوعية الطعام وإساءة المعاملة وأمور أخرى. وفي اليوم الثالث امتد العصيان ليشمل المبنى القديم والمبنى الجديد، إلا أن قوات الأمن والمخابرات الجوية مدعومة بمدرعات الجيش المحاصرة للسجن من الخارج من كل الجهات قامت بقطع الطعام والشراب وحتى المياه عن السجن، ثم بإطلاق القنابل الغازية والرصاص الحي عشوائياً باتجاه السجناء ما أدى إلى سقوط 3 جرحى على الأقل و6 حالات اختناق. وهناك تخوفات حقيقية من اقتحام السجن في أية لحظة وبالتالي حصول مجزرة مروِّعة فتاريخ النظام السوري حافل بمجازر السجون والسجناء.
ويوم الثلاثاء في 24/7/2012م تواترت الأنباء عن عصيان آخر في سجن حلب المركزي حيث هرب السجانون وعناصر الأمن من السجن وتركوه للسجناء؛ ما جعل الطيران يقوم بقصف محيط السجن بالصواريخ لمنع فرار أو تقديم أية مساعدة لهم. ثم قامت قوات الأمن بمحاصرته وهددت باقتحام دموي له وابتدرت نازليه بالهجوم الهمجي نفسه الذي قامت به في سجن حمص ما أدى إلى وفاة 15 سجيناً اختناقاً وجرح أكثر من 40 جريحاً حسبما ذكرته وسائل الإعلام، وما زالت الأوضاع هناك تتفاقم.
يا أهلنا في كل سوريا، أيها الثائرون في وجه الطاغوت:
يثبت لكم هذا النظام في كل سلوك يقوم به أنه عدو قاهر لكم على كل صعيد، فأنتم تعلمون أن قصة السجون في سوريا مأساوية جداً مارس فيها النظام السوري المجرم ولا يزال أبشع أنواع التعذيب والنكاية في الدين وقهر الرجال وإذلال الكرامات والسجن لفترات طويلة قابلة للتمديد لنشطاء سياسيين فكريين، وذلك طوال فترة حكم آل الأسد... وأنتم تعلمون أن هذا النظام المجرم كان يقوم بذلك متستراً بقانون الطوارئ الذي جعل من باطله حقاً ومن ظلمه عدلاً؛ فاتَّـهم أشرف الناس والخلَّص من المسلمين بتهديد أمن الدولة وتوهين إرادة الشعب والتعامل مع (إسرائيل) وإضعاف الوحدة إلى ما هنالك من الاتهامات الجوفاء التي كان يقوم على إصدارها قضاة هالكون... وأنتم تعلمون أن السجون في سوريا، كما في سجون سائر حكام المسلمين، تقوم على منطق مقلوب؛ إذ إن قسماً كبيراً من نزلائها هم من السياسيين والمثقفين والأطباء والمهندسين والمعلمين والمحامين وعلماء الدين، بينما سجَّانوها هم من رجال المخابرات السافلين القذرين، ومن المضحك المبكي في ذلك أن (بشار) أصدر خلال الثورة عفواً عاماً عن المجرمين وأصحاب السوابق ليلتحقوا في صفوف شبيحته الذين يقتلون الناس ويسجنونهم في حين أبقى الإسلاميين بحجة أنهم إرهابيون بحسب المنطق الأمريكي... وأنتم تعلمون أن أمريكا نفسها كانت تستعين بخبرة المحققين الأمنيين السوريين في التعذيب ضد الإسلاميين المتهمين عندها بالإرهاب... بيد أن لله في خلقه شؤوناً وسنته ماضية قاهرة وكيده عجيب؛ إذ جعل من هذه السجون مصنع الرجال ومنبت الأبطال، وهي خرَّجت الآن ثواراً يدكُّـون عرش بشار الخاوي.
اللهم أرح المسلمين من هذا النظام الذي ليس فيه إلا الشر، وأقم دولة الخلافة الراشدة التي لا يظلم فيها أحد، والتي حكمها حق وعدل، وسجنها زاجر وجابر أي كفَّارة وطهرة لصاحبه عند الله يوم القيامة.
فأبشروا يا أهل الشام بقرب نهاية الطاغية بشار، اللهم فاجعلها نهاية تشفي بها صدورنا، اللهم واجعل العاقبة للمؤمنين المتقين الذين يعملون لإعادة سلطان الإسلام لأرض الشام وقلع الكفر وأهله منها إلى غير رجعة. قال تعالى: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (4-5 الروم).