- جوهرة فلسطين كتب:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهلاء راح اختار أحلى وأرق وأطيب عضو
عضو خجول وطيوب وحبوب وأخلاقه عاليه جدا
الي هو أغلى أخ عندي الي هووووووووووووو
(علي محمود)
يله يعلوش بدنا اتودينا على احلى رحله
اولا فى بداية الامر انا احب الكل يعذرنى لان الرحلة مش بتكون مريحة لانها صعبة جدا بس بالاخير الى بيرجع من الرحلة بيكون انسان نظيف تمام كما ولدتة امة
الرحلة الى ................................................................................................................................................................................................................................
مكة المكرمة 1-تعريف:
المدينة المقدسة ، بيت الله العتيق ، وقبلة المسلمين ، ومهبط الوحي الامين ، أحب بقاع الارض الى الله ، مهوى افئدة المسلمين ، ومولد خاتم النبيين ( ص ) .
2 ـ الموقع:
تقع جنوب الحجاز على بعد 460 كم جنوب المدينة المنورة و73 كم شرق جدة و98 كم غرب الطائف . وترتفع المدينة نحو 360 م عن مستوى سطح البحر على دائرة عرض 21 درجة و25 دقيقة شمالاً وخط طول 39 درجة و49 دقيقة شرقاً . ويحدها من الشمال المدينة المنورة ومن الشرق نجد ومن الغرب جدة ومن الجنوب عسير اليمن.
3 ـ التأسيس:
ان ابراهيم الخليل ( ع ) هو اول من بنى مكة ووضع حدود الحرم الشريف بدلالة جبرائيل ( ع ) بعد ان قدم اليها مع ابنه اسماعيل وامه ، وذلك سنة 1892 ق. م ، وجددت بعد ابراهيم ( ع ) من قبل اسماعيل ( ع ) ثم عدنان بن ادد ، ومن بعده قصي بن كلاب ، ثم قريش ، فالنبي محمد ( ص). وكان البيت الذي يحجه الناس في الاساس قبل الطوفان مبنياً من الطين حتى بوأ الله مكانه لابراهيم ( ع ) ، لما اراد عمارتها ، وكانت المدينة ممراً للقوافل وسوقاً للتجارة ، سميت مكة لانها تمك الفاجر عنها وتخرجه منها ، وسميت بكة ( لأنها تبك اعناق الجبابرة وتكسرها ) أو هي بمعنى الازدحام ، ومن اسمائها الاخرى ام القرى ( اصل القرى ومرجعها ) ، وأم رحم ( يتراحم الناس بها ) ، وكوثى ( اسم بقعة بها ) ، والناسّة وقيل الباسّة ( تبس من أَلحَدَ فيها وتهلكه ) ، البيت العتيق ، البلد الامين ، معاد ، الحاطمة.... الخ.
4 ـ التوسعة والاعمار:ـ
عمرت مكة في عهد اسماعيل ( ع ) حتى كان لها نظام حكم وسلطة وادارة واسعة. ـ كان عمران مكة القديم محصوراً بين الاخشبين ـ جبل ابي قبيس المشرف على الصفا ـ وبين الجبل الاحمر والاعرف الذي يشرف على جبل قعيقعان.ـ اول من بنى بيتاً بمكة هو سعيد بن عمر السهمي.
ـ سنة 8 هـ ( عام الفتح ) امر النبي ( ص ) الاسود بن خلف وتميم بن اسد العزي ان يجددوا اعلام ( حدود ) الحرم المكي.
ـ اول من بوب في مكة هو حاطب بن ابي ملبغة اذ كان اهلها يتركون مداخل بيوتهم مشرعة بلا ابواب امام العرصات والساحات التي ينزل فيها الحجاج.
ـ زادت اهمية مكة واتساعها مع كثرة الوافدين اليها من الحجاج فكثرت اسواقها بعد ان كان سوق عكاظ اهم اسواقها ، وتجاوز حدود التجارة ليصبح منتدى الشعر والادب والخطب ثم بعد ذلك افتتح سوق المجاز وبعده سوق مجّنة.
5 ـ المعالم:
تقع مكة في وادي مائل تحيط به التلال القاحلة الجرداء والصخور والجبال المتشابكة والاودية الجرانيتية ، وكانت تتألف من عدة احياء صغيرة وازقة ضيقة واصبحت اليوم حاضرة عمرانية كبيرة ، وتحيط بها عدة جبال يصل عددها الى 45 جبلاً ما بين صغير وكبير لتكون مانعاً حصيناً ، وفيها العديد من الثنايا والشرفات يصل عددها 16 ثنية ، يكوِّن الحرم المكي مساحة قدرها 550300م2 من ضمن مساحة المدينة ، وتبلغ دائرة الحرم 127 كم تقترب حدوده من الكعبة المشرفة في بعض المناطق وتبتعد في اخرى ، وابعد الحدود منطقة الاعشاش ( التي تسمى الحديبية ) أو شميسي فان الحد يبعد فيها 2 كم عن الكعبة وتبلغ الاعلام ( الحدود ) المحيطة بالحرم 9340 علماً كلها تهدمت ولم يبق منها سوى احد عشر علماً.
الحرم المكي وحدوده:
يبلغ نصف قطر دائرة الحرم المكي 87552 كم من كل جهة من جهات مكة ومركز هذه الدائرة الكعبة المشرفة وحدود هذا الحرم هي: شمالاً من جهة المدينة المنورة / المكان المسمى بالتنعيم او مسجد العمرة ، والمسافة بينه وبين المسجد الحرام تقدر بنحو 7 كم. غرباً من جهة جدة / عند المكان المسمى العلمين او الحديبية ، والمسافة بينه وبين المسجد الحرام تقدر بـ 18كم. شرقاً من جهة نجد / عند المكان المسمى بالجعرانة ، والمسافة بينه وبين المسجد الحرام 14.5 كم تقريباً.جنوباً من جهة عرفة / عند نمرة ، والمسافة بينه وبين المسجد الحرام تقدر بنحو 20 كم.
الجبال الرئيسية المحيطة بمكة: في الشمال جبل " قضا " وفي الغرب جبل لآلي وجيفان ، والقنا وفي وسط الوادي ترتفع الارض ، ومرتفعات الوسط هي جبل جياد وجبل ابي قبيس المطل على الحرم وكان عليه مسجد بلال ، ويقابل جبل ابي قبيس جبل هندي.
محلاتها السكنية:
المعابدة ، الشامية ، الشبيكة ، اجياد ، القرارة ، القشاشية ، المسفلة ، جرول ، حارة الباب ، السليمانية ، شعب عامر ، شعب علي ، النقا. تقسيماتها الادارية اليوم هي : البيبان ، الخَريق ، العزيزية ، المنصور ، شرائع المجاهدين ، الجَموم ، العوالي ، الليث ، بحرة.
مساجدها
:1 ـ المسجد الحرام :
ويشتمل على:
أ ـ الكعبة المعظمه : وأهم معالمها المقدسة هي: الحجر الاسود ـ الركن اليماني ـ الركنان الشامي والعراقي ـ باب الكعبة ـ المستجار ـ الملتزم ـ الشاذروان.
ب ـ حجر اسماعيل.
الحجر... أو كما يسمى عادة بحِجر إسماعيل «بكسر الحاء» مكان ليس بغريب على المسلمين من مختلف المذاهب والطوائف ممن زاروا بيت الله الحرام وطافوا حول الكعبة المشرفة بقلوب خاشعة، وفي كثير من الأحيان يقف بعضهم بجوار الحِجر أو داخله رافعين أيديهم تضرعا للخالق أو
يؤدون صلاة غير فريضة لله تعالى، دون أن يعرف أكثرهم أنهم يقفون على ما يذكر في كتب التاريخ بأنه قبر إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر وبناته العذارى وما يزيد عن السبعين نبيا.
وكما يقول مؤلف كتاب «صور من تراث مكة المكرمة في القرن 14هـ» عبد الله محمد أبكر عن الحِجر أنه «يشاع دفن هاجر وابنها إسماعيل وخمسة وسبعين نبيا، وهذا ما تتداوله كتب التاريخ وبعض العلماء أمثال ابن إسحاق وابن هشام وابن جرير الطبري وابن كثير حول مكة وبيت الله، إلا أن ذلك غير مثبت بشكل دقيق».
وعن تحديد مكان حجر إسماعيل من الكعبة يقول أبكر «يقع بين الركن الشامي والركن العراقي، ويقال عنهما الركنان الشاميان للكعبة، وهو نصف دائرة من جدار قصير بينه وبين الركنين ممر يوصل إلى حجر إسماعيل« وكما أشار أبكر أن الحِجر يعد جزءا من أرض الكعبة لما روي عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت «كنتُ أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه، فأخذ رسول الله بيدي فأدخلني الحِجر، وقال لي: صلي ها هنا إن أردت دخول البيت، فإنما هو قطعة منه». وما روته عائشة يصدق على فعل الرسول عليه السلام أثناء طوافه بالبيت العتيق، إذ كان يطوف حول البيت من وراء جدار الحجر وليس من داخله، وهكذا يطوف الناس حوله، وكأن حجر إسماعيل جزء لا يتجزأ من الكعبة، أما من يطوف بالبيت دون المرور بذلك؛ فإن طوافه لا يصح كما ذهب إلى ذلك علماء الدين.
وتعود قصة الحِجر إلى ما قبل 4000 سنة حينما أخذ إبراهيم عليه السلام زوجه هاجر وابنها الرضيع إسماعيل الذي رزق به وهو في 86 من عمره، لواد مقفر موحش ليتركهما في رحمة الله إلى ما شاء، وكان لطف الله حينما أخذت هاجر في المشي بقدمين متعبتين وبجسد مجهد جائع، وبأنفاس تتقطع مع هرولتها بحثا عن قافلة تعبر بهما أو ماء.وبحسب ما جاء في كتاب «قصص الأنبياء» لابن كثير ينبع الماء بين قدمي الصغير لتركض هاجر وتغرف بيديها من بين الرمل وتروي ظمأها وصغيرها، ويرزقهم الله من خيره إذ أوت الطير حيث الماء، ومن ذلك استدلت قافلة عبرت أسفل مكة من قبيلة جرهم المكان، فآووا إليه يستأذنونها النزول عندها، فوافقت بشرط أن لا شأن لهم بالماء، ووافقوا، وسكنوا بمكة، وطابت الحياة لها ولابنها وسطهم، فشبّ بينهم، وتعلم اللغة العربية منهم، وكان أول من ينطقها بشكل بيّن.وإسماعيل كان أول من استأنس الخيل وركبها فكان فارسا، وخلال عشرين سنة من عمره رعته فيها عين والدته هاجر، ليشاء الله بعدها أن تطوى صفحات حياة الأم الكريمة الصابرة على بعد زوجها، فماتت، وحينها قام إسماعيل بدفنها في مكان قريب من الكعبة قبل بنائها، وهو ما يسمى الآن بالحِجر بحسب ما ذكر في كتاب «التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم للمؤرخ محمد طاهر كردي «أن أمه هاجر توفيت قبل بناء الكعبة فدفنت عند محلها».
وقد أشار الكردي إلى أن مكة حينها كانت ديارا مقفرة وقليلة السكن والناس، ولم يكن بها مقبرة معلومة لأهلها كما هو حالها الآن، فتخير إسماعيل مكانا قريبا منه يدفن أمه الغالية عليه به، وكان هذا المكان بقرب قواعد البيت الذي وضعته الملائكة بأمر الله تعالى قبل بنائه دون علم منه بذلك، وإن كان إلهاما من الله له.
وذهب المطوف أحمد شيخ جمل الليل رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج دول جنوب آسيا سابقا إلى ما ذكره الكردي وقال «مكة كانت حينها ديارا مقفرة وقليلة السكن والناس، ولم يكن بها مقبرة معلومة لأهلها كما هو حالها الآن، وكان الناس يقبرون بجوار منازلهم وبعضهم في بيوتهم وقد دفن الرسول عليه السلام في حجرة السيدة عائشة أيضا وهذا ما يجعل هذه الرواية قد تكون قريبة من الصواب» ولهذا تخير إسماعيل مكانا قريبا منه يدفن أمه الغالية عليه به، وكان هذا المكان بقرب قواعد البيت الذي وضعته الملائكة بأمر الله تعالى قبل بنائه دون علم منه بذلك، وإن كان إلهاما من الله له.
ثم جاء أمر الله لإبراهيم في بناء البيت العتيق، ولم يعرف حينها الخليل أين مكانه حتى أرسل له الله ملكا يشير له بمكانه، وأحضر له بقواعده من الجنة، وبدأ الأب وابنه يساعده في البناء، وفيما ذكره ابن كثير أن ذا القرنين الذي كان حينها ملك الأرض، مرّ بهما وهما يعملان في البناء، فسألهما: من أمركما بهذا؟ فأجابه إبراهيم: الله أمرنا به، فقال وما يدريني بما تقول؟! فشهدت خمسة أكبش أنه أمره بذلك، فأمن وصدق، وطاف مع الخليل بالبيت. وكان البيت قريبا من قبر هاجر، وبعد بنائه تخير إبراهيم لابنه مكانا قريبا من الكعبة خاصة وقد عهد إليه بخدمة البيت ورعاية شؤونه وهذا المكان هو ما سماه بـ «حِجر إسماعيل» بناه له أبوه من شجر الأراك، وكما ذكر الكردي في كتابه «جعل إبراهيم الحجر إلى جنب البيت عريشا من أراك تقتحمه العنز، فكان زربا لغنم إسماعيل».
والزرب كما قُصد به هي الحظيرة الخاصة بالغنم، وأشار الكردي أن اختيار أبيه لهذا المكان ليس بأمر من نفسه، إنما هو أمر إلهي، كرم الله به إسماعيل خاصة أنهما أول من جاءوا هذا الوادي، وكان ماء زمزم معجزة تفجرت من بين قدميه، فلماذا لا يسكن غنمه بقرب الكعبة إذن؟!، وكما جاء عن الكردي «أن الكعبة كانت مبنية بالرضم على أكمة صغيرة حولها الحصباء والمدر، فسكنى إسماعيل ومكان عبادته وموضع غنمه عند الكعبة المشرفة أمر طبيعي».
وبعد وفاة أمه وقبل بناء الكعبة كان قد تزوج بابنة من أهل جرهم لم تلد له اسمها زعلة، وكانت قد أساءت ضيافة أبيه في غيابه دون أن تدري، فأوصاها والده بأن تخبر زوجها «بتغيير عتبة بيته» وهو ما نقلته لزوجها إسماعيل حيث أدرك رغبة أبيه، فأخبرها بأنه أبوه وقد أوصاه بمفارقتها، فطلقها.
وتزوج بامرأة أخرى من جرهم وقد ولدت له 12 ولدا هم: فائت، وقيدار، إربل، وميم، ومسمع، ودوما، ودام، وميشا، وحداد، وحيم، وقطورا، وماش، كما ولدت له عددا من البنات، وكان أيضا قد زاره والده إبراهيم ليطمئن عليه، وهو غائب عن بيته، فالتقى بزوجته هذه التي ضيفته وأحسنت له، فأوصاها بإخبار زوجها «أن يثبت عتبة بيته» فأخبرت زوجها بذلك، وعرفها إسماعيل أنه أبوه يوصيه بأن يبقي عليها.
وقد عاش إسماعيل 137 سنة، خلالها بعث إلى اليمن والعماليق، وكان والده قد مات ودفن بالشام، وحينما مات إسماعيل دفنه أولاده في الحِجر بجوار الكعبة، وبجوار أمه هاجر التي دفنت قبله في ذات المكان، وليس ذلك فحسب، بل ذكر الكردي أن بنات إسماعيل العذارى ممن لم يتزوجن قد دفنوا أيضا في الحجر بجوار والدهم، كونهن مقيمات معه، أما المتزوجات من بناته فكنّ يلحقن بأزواجهن، ويقمن معهم فلم يدفن مع والدهم، وكما ذكر «جاء في تاريخ الزهري أنه سمع ابن الزبير على المنبر يقول: إن هذا المحدودب قبور عذارى بنات إسماعيل عليه السلام، يعني مما يلي الركن الشامي من المسجد الحرام». وكما يقول جمل الليل «أن الكثير من روايات العلماء أكدت أن إسماعيل دفن في الحجر كما ذكرت روايات أن ما يقارب 300 نبي دفنوا بجوار الكعبة» أما قياس الحجر في زمنهم هو نصف قياس الحجر في زمننا هذا، أي أنه النصف الأخير المقابل للجدار الدائري وفيه دفن إسماعيل، أما النصف الأول المقابل لجدار الكعبة فهو منها بدون شك، لأن بناءها كان ينتهي في عهد إبراهيم إليه، وفي عهد ابن الزبير، وفي هذا الموضع لم يدفن فيه أحد لأنه كان من الكعبة.
ومما ذكره أكثر العلماء أن إسماعيل وغيره قد دفنوا في الحجر بجوار الكعبة، وقد كان قياس الحجر في زمنهم هو نصف قياس الحجر في زمننا هذا، أي أنه النصف الأخير المقابل للجدار الدائري وفيه دفن إسماعيل، أما النصف الأول المقابل لجدار الكعبة فهو منها بدون شك، لأن بناءها كان ينتهي في عهد إبراهيم إليه، وفي عهد ابن الزبير، وفي هذا الموضع لم يدفن فيه أحد لأنه كان من الكعبة.
وما يؤكد ذلك ما ذكره الكردي «أن ابن الزبير حفر الحِجر فوجد فيه سفطا من حجارة خضر، فسأل قريش عنه، فلم يجد عند أحد منهم فيه علما فأرسل إلى عبد الله بن صفوان، فسأله، فقال: هذا قبر إسماعيل عليه السلام، فلا تحركه، فتركه ابن الزبير» وعلى هذا فإن موضع القبر والسفط في النصف الأخير من الحجر المقابل للجدار الدائري من شمال الكعبة.
وكما ذكر أنه لا مقبرة معلومة في ذلك الزمن القديم في مكة، وأن الأنبياء كانوا يزورون مكة، بعد بناء إبراهيم للبيت وقبله، فإذا هلكت أمة نبي من الأنبياء كان يلحق نبيها بمكة، يتعبد بها حتى يموت، ويدفن فيها حيث قبض، كحال الأنبياء، وكحال الرسول عليه السلام عندما قبض في حجرة عائشة فدفن بها، وممن دفن بمكة كما أخبر الكردي كان منهم نوح وهود وصالح وشعيب وقبورهم تقع بين زمزم وحجر إسماعيل ويذكر «أن ما بين الركن إلى المقام إلى زمزم قبر تسعة وتسعين نبيا جاؤوا حجاجا فقبروا هنالك».
والحِجر الذي يحيط بالجانب الشمالي بالكعبة المعظمة من جانب الميزاب والذي سمته قريش بالحطيم، وصف مقاساته إبراهيم رفعت باشا في كتابه مرآة الحرمين، فهو بناء مستدير على شكل نصف دائرة وارتفاعه من الداخل 123سم، وعرض جداره من الأعلى 152سم، ومن الأسفل 144سم، وهو بناء مغلف بالرخام، وأحد طرفيه محاذ للركن الشامي، والآخر محاذ للركن الغربي من الكعبة، وله من الجهتين فتحتان، سعة الفتحة من طرفها الشرقي وآخر الشذروان 2.30 م، وسعة الفتحة الأخرى التي بين طرفه الغربي ونهاية الشذروان 2.23م، والمسافة بين الطرفين 8م، أما مسافة الأرض بين جدار الكعبة الشمالي وبين الحجر 12م.
وبحسب ما ذكره الكردي في كتابه فإن الفتحتين الخاصة بالحجر ليستا حديثتين، وإنما هي منذ عهد إبراهيم عليه السلام، إذ جعلهما لأجل دخول وخروج غنم إسماعيل من الحجر وإليه، وخلال عهده الطويل وتكرار بنائه عدة مرات حافظوا على بقائهما كما هي، أما بناء الحجر الأول فكان على يد إبراهيم من شجر الأراك، ثم بني بالحجارة، وبعدها بالطين، ثم بني بالرخام، وكان أول من أمر بوضع الرخام له أبو جعفر المنصور العباسي عام 140 هـ، ومن بعده أصبح دائما البناء بالرخام.ومكان الحِجر خلال عهده الطويل منذ بناء الكعبة كما هو على حاله لم يتغير، حتى جددت قريش بناء الكعبة في الجاهلية، بحسب ما أشار أبكر لذلك ويقول «كانت قريش في الجاهلية حريصة على أن يكون بناؤهم للكعبة من مال حلال طيب لتعظيمهم الشديد لها، فقل هذا المال لديهم، فاستقصروا منها» الأمر الذي أدى إلى أن يكون من الجهة الشمالية للكعبة جزء منها داخلا في الحجر. وهذا الأمر أكدته أم المؤمنين عائشة في روايتها عن الرسول حينما أخبرها بأن قريش بنوا الكعبة واقتصروا عن قواعد إبراهيم، وحينها سألته لماذا لا يرده إليها، فأعاد السبب إلى أن قريش لا تزال حديثة عهد بالجاهلية ولولا ذلك لقام برد القواعد إلى الكعبة، وأدخل الحجر إليها.
وكما ذكر ابن كثير أنه قد بقي الحِجر بعد أن استقصرت قريش من قواعد إبراهيم كما هو دون أن يردها الرسول إلى الكعبة، إلى أن قام عبد الله بن الزبير في أيامه بهدم الحائط الشمالي للكعبة، وأدخل ما تبقى من قواعد إبراهيم في الحجر إليها، إلا أنه عندما قتله الحجاج سنة 73 هـ، كتب إلى الخليفة عبد الملك بن مروان ما فعله بالكعبة، واعتقدوا أنه صنع ذلك من نفسه، فأمر الخليفة بردها.
وحينها قام الحجاج بذلك، فنقضوا الحائط الشمالي للكعبة وأخرجوا منها الحجر الذي أدخله ابن الزبير، وردت قواعد الكعبة إلى عهدها في صنيع قريش، فلما عرفوا أن ابن الزبير إنما قام بذلك لما أخبرته به خالته عائشة أم المؤمنين عن رغبة الرسول، ندموا وتأسفوا كثيرا على فعلهم، وتركوه على حاله كما هو مشاهد في يومنا هذا.
قال الله تعالى(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ \مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)
أصل المقام من الجنة لما رواه الترمذي وأحمد والحاكم وابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب)
ومع عظيم احترام العرب في الجاهلية للحجر الأسود والمقام إلا أن الله حماهما من عبادتهما فلم يتحولا إلى أصنام وكذا الكعبة لأن الله ببالغ علمه الواسع أراد أن تكون هذه المقدسات لأمة محمد صلى الله عليه وسلم صافية نقية من شائبة الشرك في تاريخ وجودها.
لقد تغير أثر القدمين عن هيئتهما الأصلية وذلك لأن المقام كان مكشوفا , ومن كثرة مس الأيدي له ذهبت معالم تفصيل الأصابع.
قال الله تعالى(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ \مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)
أصل المقام من الجنة لما رواه الترمذي وأحمد والحاكم وابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب)
ومع عظيم احترام العرب في الجاهلية للحجر الأسود والمقام إلا أن الله حماهما من عبادتهما فلم يتحولا إلى أصنام وكذا الكعبة لأن الله ببالغ علمه الواسع أراد أن تكون هذه المقدسات لأمة محمد صلى الله عليه وسلم صافية نقية من شائبة الشرك في تاريخ وجودها.
لقد تغير أثر القدمين عن هيئتهما الأصلية وذلك لأن المقام كان مكشوفا , ومن كثرة مس الأيدي له ذهبت معالم تفصيل الأصابع.
قال الله تعالى(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ \مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)
أصل المقام من الجنة لما رواه الترمذي وأحمد والحاكم وابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب)
ومع عظيم احترام العرب في الجاهلية للحجر الأسود والمقام إلا أن الله حماهما من عبادتهما فلم يتحولا إلى أصنام وكذا الكعبة لأن الله ببالغ علمه الواسع أراد أن تكون هذه المقدسات لأمة محمد صلى الله عليه وسلم صافية نقية من شائبة الشرك في تاريخ وجودها.
لقد تغير أثر القدمين عن هيئتهما الأصلية وذلك لأن المقام كان مكشوفا , ومن كثرة مس الأيدي له ذهبت معالم تفصيل الأصابع.
الحلية الفضية المحيط بحجر مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام من الأعلى
ويظهر في الصورة بداية آية الكرسي.
الحزام النحاسي المطلي بالذهب و المثبت لقاعدة القبة الكرستالية
القاعدة النحاسية للقبة الكرستالية المغطية للمقام
مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام القديم مع القاعدة الجرانتية القديمة
صور للحرم المكي
" وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِـيمَ وَإِسْمَـاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ "
" وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ "
" إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ
من المعروف ان مكه المكرمه كانت عامره بالمجسمات الجماليه التي زينت ميادينها
وأضافت عليها الرونق والجمال ..
* * * * * * * * * *
و هذه المعالم التي كانت موجوده آنذاك ..
أول صورة فوتوغرافيه للحرم المكي الشريف 1297 هجرية
مدخل بئر زمزم داخل الحرم المكي الشريف
منظر جمالي كان يتصدر أحد الطرق المؤديه الى الحرم
أسماء الله الحسنى كانت تتصدر أحد ميادين العاصمه المقدسه
والان ياخوانى نستعرض الرحلة من الالف الى الياء
هل تقصد من رحلتك إلى مكة المكرمة وجه الله تعالى؟
وهل تقصد إسقاط الفريضة عن نفسك إن كان هذا أول حج لك؟
هل تبت إلى الله تبارك وتعالى من ذنوبك؟ -وكلنا خطاؤون- وهل رددت حقوق الناس عليك، وأعطيت كل ذي حق حقه؟
هل كتبت ما عليك من ديون، وما لك من ديون على الآخرين، وأطلعت عليها أهلك وخواصك؟
هل كتبت وصيتك قبل السفر؟ لن تخسر شيئا إن فعلت.
هل نفقاتك في الحج من مال حلال؟ وهل تركت لأهلك ما يكفيهم في غيابك؟
هل تعلمت قبل سفرك كيفية العمرة، والحج وما يصح أن تفعله، وما لا يجوز لك أن تفعله؟
هل وصيت أحبتك وإخوانك وأبنائك بتقوى الله؟ وهل ودعتهم؟
هل قصصت أظفارك؟ وأزلت شعر الإبط والعانة؟ وأحفيت شاربك -إن كان متهدلاً على شفتيك- عملاً بالسنة المشرفة؟
إن كنت فعلت فاحمد ربك الكريم… وإلا فبادر بتصحيح حالك، حتى تذهب إلى الحج على وجه يحبه الله تعالى، ويوافق سنة حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم .
هل تقبل وصايا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
حُسن الخلق يجعلك من أحبة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن أقرب الناس مجلساً منه يوم القيامة، فحسّن أخلاقك، ووسّع صدرك، واحتمل إساءات الآخرين كما يحتملون إساءاتك.
ربك سبحانه يحب الرجل السمح، سهل الأخلاق في المعاملة فلا تحرم نفسك من هذه الفضيلة، فالمؤمن هين، لين، رحيم.
إذا كنت في حاجة إخوانك كان الله في حاجتك، فساعد غيرك قدر استطاعتك بجهدك ووقتك ومالك.. وكل ذلك مدخر لك عند علام الغيوب.
الثواب في الحرم يضاعُف في قول كثير من العلماء -خصوصاً الصلاة- فاحرص على الاستكثار من الطاعة، وفعل الخير،وقراءة القرآن، وذكر الرحمن، ودع عنك التأفف،وطول النوم، وراحة البدن.
الحج رحلة انكسار، وتواضع لله تعالى، وترك للمظاهر والترف، فدع عنك مظاهر الاستعلاء، ولا تؤذ المسلمين، أو تدفعهم، أو تسابقهم.. وسر بسير الضعفاء.
الله تعالى يحب الملحين في ا لدعاء.. فأكثر دعاءك لله تعالى بنفس كسيرة، وقلب صادق، فعسى أن يعيدك نقياً من الذنوب.. ولا تملأ الصفحة البيضاء، بعد عودتك سالماً إن شاء الله إلا بطاعة وخير وبر، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
فـي الميقـات:
الميقات: هو المكان الذي ستنوي منه العمرة أو الحج إن شاء الله.
إن دخلت المدينة أولاً فسيكون ميقاتك من ذي الحليفة (آبار علي) وإن دخلت من جهة مكة فسيكون ميقاتك السيل الكبير (قرن المنازل).
ما يُفعل في الميقات :
هناك مغاسل (حمامات) في آبار علي، وفي السيل الكبير..فادخل واغتسل وغيّر ثبابك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم تجرد لإهلاله واغتسل ، فإن صعُب عليك بسبب البرد، أو غير ذلك فلا مشكلة..ويكفيك الوضوء.
البس ملابس الإحرام، وتنبه إلى أن المرأة تلبس ما شاءت من الملابس، ما دامت بالمواصفات الشرعية (طويلة-ساترة-فضفاضة)، ولا يشترط في ثياب النساء أن تكون خضراء، أو بيضاء، أو غير ذلك، فإن أي لون يصلح ما دام مشروعاً.
إن كنت في صلاة فصلّ مع الجماعة، أو صلّ ركعتين سنة الوضوء، أو تحية المسجد.
إن كنت تحج حجّ إفراد فقل: لبيك اللهم حجاً.
وإن كنت تحج حج قِران فقل: لبيك اللهم عمرة وحجاً.
وإن كنت تحج حج تمتُّع فقل: لبيك اللهم عمرة متمتعاً إلى الحج.
فإذا تحركت بك السيارة فابدأ التلبية.
لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك..لا شريك لك.
وإذا كنت تحج بالطائرة، فلتغتسل في بيتك، ثم البس ملابس الإحرام عند الإعلان عن قرب الميقات، ولا يلزم أن تكون متوضئاً عند الإحرام - وإن كان ذلك أفضل - ثم تلبي بالتلبية السابقة.
إليك با أختي الحاجة:
ليس لك ثباب معينة للإحرام..فكل الملابس وكل الألوان صالح لك، ما دامت ثيابك غير شفافة، ولا ضيقة ولا قصيرة، ولا كاشفة لشيء من البدن.
لا تضعي على وجهك شيئاً من الأصباغ والزينة، فإن كان التبرج خارج البيت حراماً في الأيام العادية، فهو الآن أشد حرمة.
لا تزاحمي الرجال، ووكِّلي عنك في الأشياء التي تجوز فيها الإنابة واستفيدي من الرخص الشرعية تخلصاً من الزحام، ومن جهل بعض الناس بالأحكام.
إذا أصابك دم حيض أو نفاس فلا تنزعجي - حتى لو كان ذلك من بداية الإحرام - وافعلي كل ما يعمله الحجاج من مناسك، إلا أن تدخلي الحرم طائفة بالكعبة.. ولكن عليك أن تطوفي بعد أن تتطهري.. وحجك مقبول إن شاء الله.
إذا كنت منتقبة فلا تغطي وجهك في الحج، إلا إذا كنت وسط الرجال من غير المحارم فاسدلي الغطاء على وجهك.
انتبهي لاستعمال الكريمات، والزيوت، والمواد التي تمنع وصول الماء للبشرة، فلا بد أن تضمني أن وضوءك صحيح لتكون صلاتك صحيحة.
بعد الإحرام من الميقات لا تمكني زوجك منك، ولو بالمقدمات فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.
في العمرة أو الحج ليس عليك رمل ولا هرولة..فلا تمشي بسرعة، ولا تجري أثناء الطواف -كما يفعل الرجال- بل امشي وعليك السكينة والوقار، سواء حول الكعبة، أو أثناء السعي بين الصفا والمروة.
قبل مغادرتك مكة طوفي طواف الوداع، إلا إذا كنت حائضاً أو نفساء، فإن طواف الوداع يسقط عنك، وحجك كامل إن شاء الله تعالى.
بعد الإحرام
هناك قائمة ممنوعات فقد تكلفك جهداً ومالاً إن فعلت شيئاً فيها بعد الإحرام.
ممنوع: أن تلبس شيئاً مخيطاً على قدر عضو من البدن، كقميص أو سروال أو ثوب.
ممنوع: أن تحلق، أو تقصر، أو تنتف شيئاً من شعر بدنك ورأسك عمداً.
ممنوع: أن تستعمل الكولونيا، أو العطر، أو الصابون المعطر، أو المناديل المعطرة ونحو ذلك.
ممنوع: أن تضع على رأسك مباشرة غطاء كالطاقية، أو القبعة، أو الغترة أو الكاب، أما ما لا يلمس الرأس مباشرة كالشمسية، أو الجريدة فهو جائز.
ممنوع: قص الأظافر إلا إذا كان لضرورة طبية.
ممنوع: أن تقترب من امرأتك ولو بما دون الجماع من المقدمات.
ممنوع: أن تعقد النكاح لنفسك، أو لغيرك.
ممنوع: أن تقطع، أو تكسر، أو تحرق شيئاً من شجر الحرم إلا اليابس.
ممنوع: أن ترفع شيئاً (لُقطة) في الحرم، إلا لحمايته من الدوس والكسر، وسلّمه للشرطة لتخرج من العهدة الشرعية.
لو فعلت شيئاً مما سبق… ناسياً أو جاهلاً. فلا شيء عليك.
العمرة سهلة جداً
إذا وصلت إلى الحرم الشريف، ودخلت من أي باب فحدد موقع الحجر الأسود من الكعبة، وتوجه نحوه، واجعله عن يسارك، وابدأ الطواف سبعة أشواط.. كلها تبدأ من الحجر الأسود وتنتهي إليه…
ومن علاماته الخط الأسود بالأرض،والإضاءة الخضراء على الجدران. لا تزاحم الناس، ولا تحرص على تقبيل الحجر ما دام هناك زحام، وحسبك الإشارة إليه باليد اليمنى، قائلاً: بسم الله، والله أكبر.
في الأشواط الثلاثة الأولى أسرع المشي بخطى قصيرة -إن استطعت، فهذا من السنة، ويسمى: الرمل -وارحم المسلمين من الدفع، ولا تغضب إذا دفعك أحدٌ.
اكشف كتفك الأيمن، وغَطِّ كتفك الأيسر في أشواط الطواف كلها.. وهذا يسمى الاضطباع ، و لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم إلا في طواف القدوم.
صلّ ركعتي الطواف، جاعلاً مقام إبراهيم بينك وبين الكعبة، وإلا ففي أي مكان إذا كان الزحام شديداً، واقرأ في الركعة الأولى: قل يا أيها الكافرون. وفي الثانية: قل هو الله أحد.
اشرب كثيراً كثيراً من ماء زمزم من عند البئر، أو من أي مكان من المسجد، وادعُ بما شئت من خير الدنيا والآخرة. فماء زمزم لما شرب له. وليست هناك صلاة لذلك… ولا أدعية مخصوصة.
اذهب إلى الصفا.. على يمينك إذا كان ظهرك للكعبة وبئر زمزم مردداً قوله تعالى: إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطَّوَّف بهما، ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم. ثم قف على الصفا مستقبلاً الكعبة، واحمد لله وكبر ثلاث مرات، رافعاً يديك. وادع بما شئت، ثم ابدأ السعي سبع مرات.. من الصفا إلى المروة تحسب مرة، ومن المروة إلى الصفا مرة، فأنت تبدأ من عند الصفا، وتنتهي عند المروة، وأكثر من الذكر والدعاء وقراءة القرآن.
لاحظ أن هناك عمودين ملونين بلون أخضر، قريباً من الصفا، فإذا كنت بينهما فأسرع ولا تَجْرِ وامشِ مشيك العادي قبلهما… أما المرأة فتمشي مشيها العادي في الأحوال كلها.
إذا انتهيت من السعي احلق رأسك، أو قصّر شعرك (بحيث يعم التقصير الرأس كله) يمكنك أن تخرج من المسجد قبل الحلق، وتذهب إلى مسكنك لتحلق هناك.. وبذلك تتم عمرتك.. إذا كنت تحج حج تمتـع فقط.
وأما إذا كنت قارناً أو مفرداً فيلزمك البقاء على إحرامك حتى الانتهاء من أعمال الحج يوم النحر.
إذا كنت تحج حج قران، أو حج تمتع، فإنه يلزمك أن تذبح يوم 10 من ذي الحجة أو بعده شاة أو سُبع بقرة أو سُبع جمل، فإن كنت لا تملك مالاً، فعليك صيام ثلاثة أيام في الحج (يمكن ذلك أيام 11،12،13 من ذي الحجة) وعليك أيضاً صيام سبعة أيام إذا رجعت بسلامة الله إلى أهلك.
والحج أيضاً … سهل جداً
الحج شعيرة سهلة يسيرة في زماننا، إذا كنت تعرف ما تفعل، وسنكون معك يوماً بيوم:
اليوم الأول: يوم التروية.. يوم 8 من ذي الحجة.
من السنة أيها الحاج أن تذهب إلى منى في هذا اليوم، وتبيت بها ليلة التاسع، ويستحب لك أن تُكثر من الدعاء والتلبية وأنت متوجه إليها.
وطبعاً إذا كنت حججت مفرداً، أو قارناً فإنك لا تزال بثياب الإحرام.. أما إن كنت متمتعاً فعليك أن تحرم بالحج وتلبس ملابس الإحرام.
المبيت في منى سنة باتفاق العلماء.. وفعلها أتباع النبي صلى الله عليه وسلم .. لكن لو لم تفعل فلا شيء عليك.
وتصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً من غير جمع.
اليوم الثاني: يوم وقفة عرفة… يوم 9 من ذي الحجة
اليوم تتوجه إلى عرفات، وهناك تصلي الظهر ركعتين، ثم تصلي العصر ركعتين بعدها مباشرة (قصراً وجمع تقديم)، وعرفة كلها مكان للوقوف، لكن الأفضل أن يكون وقوفك عند الصخرات أو قريباً منها.
اغتنم فرصة وجودك في عرفات، وأكثر من التذلل لربك الكبير المتعالي، ومن الذكر والاستغفار، وأظهر الخشوع والخضوع، وأعن غيرك على العبادة.. وأَرِ الله تعالى من نفسك خيراً، فهذا من أيام الرحمة.
بعد غروب الشمس توجه إلى المزدلفة وستصل غالباً بعد العشاء، فصل المغرب ثلاث ركعات ثم صلِّ العشاء ركعتين.. جمع تأخير.
ويجب أن تبقى في مزدلفة ، في أي مكان منها، في النصف الثاني من الليل -ولو قدراً يسيراً- والسنة المبيت فيها.
ويجوز لك أن تأخذ الحصى من مزدلفة، أو من أي مكان آخر، ويكون الحصى صغيراً في حجم حبة الفول (مثلاً).
من السنة أن تنام في مزدلفة لتريح بدنك، وأن تبقى بها حتى تصلي الفجر، وحتى يسفر الصبح.
لاحظ : كبار السن، والحوامل، والمرضى، يمكن أن يخرجوا من مزدلفة بعد منتصف الليل، اجتناباً للزحام .
اليوم الثالث: يوم النحر، يوم 10 ذي الحجة.
توجه من مزدلفة إلى منى لرمي جمرة العقبة بسبع حصيات، واذبح هديك -إن كنت متمتعاً أو قارناً- واحلق شعرك، فإذا فعلت أي فعلين من ذلك. مثلاً الرمي والذبح، أو الذبح والحلق، أو الحلق والرمي تكون قد تحللت من إحرامك التحلل الأصغر، وعندئذ تلبس ثيابك العادية، ويباح لك كل شيء كان محرماً عليك إلا زوجتك.
توجه إلى مكة المكرمة، وطف طواف الإفاضة.
بعد طواف الإفاضة اِسعَ بين الصفا والمروة إن لم تكن قد سعيت بعد طواف القدوم، وبذلك تتحلل التحلل الثاني، وتباح لك زوجتك.
أي عمل عملته من الحلق، والرمي، والذبح، والطواف..قبل غيره، فلا حرج، فالترتيب هنا سنة.
احرص أثناء رمي الجمرات أن ترمي في الحوض، حتى لو لم تصب العمود المرتفع، ولا تَرْم بدل الحصى خشباً، ولا حجارة، ولا أحذية، فهذا مخالف.
يوم 11 من ذي الحجة: أول أيام التشريق
عليك -أخي الحاج، أختي الحاجة - أن تبيت معظم الليل بمنى كما سبق، وفي هذا اليوم ترمي الجمرات الثلاث، كل واحدة منها بسبع حصيات.. تبدأ رمي الجمرات الثلاث، كل من الجمرة الصغرى (البعيدة من مكة) ثم التي تليها، ثم التي تليها.. وفي الأمر سعة: ارم بعد العصر، أو بعد المغرب، بل حتى بعد منتصف الليل كما قال بعض العلماء، وإياك أن تؤذي نفسك، أو تؤذي المسلمين، ويستحب التكبير مع كل حصاة، والدعاء بعد الجمرة الأولى والثانية.
يوم 12 من ذي الحجة.. ثاني أيام التشريق.
ويوم 13 من ذي الحجة.. ثالث أيام التشريق.
بعد أن تبيت بمنى ليلة الثاني عشر ترمي الجمرات -بالطريقة السابقة- ثم إن أردت التعجل، والاكتفاء بذلك، والانصراف إلى محل إقامتك…فعليك أن تترك منى قبل غروب الشمس، فإن لم تتركها قبل الغروب لزمك أن تبيت لترمي في يوم 13 من ذي الحجة (ثالث أيام التشريق) أما إن تأخرت بسبب زحام أو نحوه فلا حرج إن شاء الله.
بذلك يكون حجك قد اكتمل.. تقبل الله منا ومنك.
فاسأل الله أن يثبت قلبك على الطاعة، وأن يرزقك العمل المتقبل وحسن الخاتمة.
هـل تعلــم؟
أن الحج ركن من أركان الإسلام، فُرض عليك مرة واحدة في العمر.
أن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
وأنه لا يجب إلا على المستطيع: مالياً، وبدنياً، وعند توفر وسيلة النقل الآمن.
وأنه على ثلاثة أنواع:
الإفراد: بأن تنوي الحج وحده.. فتقول: لبيك اللهم حجاً.
والقران: بأن تجمع بين الحج والعمرة في وقت واحد، فتقول: لبيك عمرة وحجاً.. وعليك مقابل الجمع بين الحج والعمرة أن تذبح شاة لفقراء الحرم.
والتمتع: بأن تجمع بينهما.. على أن تتحلل من ثيابك بعد العمرة، وحتى بدء شعائر الحج يوم 8 من ذي الحجة، وعليك مقابل هذا التمتع أن تذبح شاة لفقراء المسلمين.
تقبل الله منا ومنكم، وختم أعمالنا وأعمالكم بالصالحات،،،
كيف تجعل حجك مبروراً؟
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).متفق عليه
أخـي الحـاج: وفقك الله إلى كل خير.
هل تريد أن يكون حجك مبروراً؟
إذن ضع نصب عينيك هذين السؤالين عازماً على أن يكون الجواب منك جواباً عملياً.
أولاً: كيف يكون حجك موافقاً لهدي النبي صلى الله عليه و سلم ؟
ثانياً: كيف تحافظ عليه حتى يُقبل منك ولا يحبط؟
ربما تعجبت من هذه المقدمة!
أقـول: لأننا رأينا كثيراً من الحجاج لا يستشعرون أنهم تلبسوا بعبادة تفرض عليهم اجتناب ما حرّم الله، والحرص على معرفة هدي نبينا محمد صلى الله عليه و سلم في الحج بالأدلة الصحيحة الثابتة، فتجد أن أكثرهم لم يتغير من سلوكهم المنحرف قبل الحج شيء، وذلك دليل عملي منهم على أن حجهم ليس كاملاً، إن لم يكن غير مقبول. والعياذ بالله.
لذا فإن هناك أموراً لا بد لك من معرفتها والعمل بها وهي كما يلي:
***التوحيد أولاً
جئت أخي الحاج ملبياً بالتوحيد.
لذا فاعلم وفقك الله أنه لا بد من تحقيق معنى هذه التلبية في أقوالك وأعمالك، قلبية كانت أو بدنية، حيث إنه يستلزم عليك تعظيم الخالق بجميع ما يليق به وتَعَلُّق القلب به، وصرف جميع أنواع العبادات إليه سواء كانت:
قلبية: كالمحبة، والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابة ونحوها.
أو قولية: كالذكر والدعاء والاستعانة والاستغاثة.
أو بدنية: كالركوع والسجود والطواف ونحوه.
أو مالية: كالذبح والنذر والصدقة.. وغير ذلك.
لقوله تعالى: [ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا أول المسلمين] سورة الأنعام (الآيتان 162،163).
فمن أراد الله به خيراً فتح له باب الذل والانكسار والافتقار إليه.
قال ابن القيم رحمه الله: ((وأقرب باب يدخل منه العبد على الله تعالى هو الإفلاس، فلا يرى لنفسه حالاً، ولا مقاماً، ولا سبباً يتعلق به، ولا وسيلة منه يمنُّ بها، بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصرف والإفلاس المحض، دخول من كسر الفقرُ والمسكنةُ قلبه)).
واعلم أن من تعظيم الله تعالى وإجلاله تعظيمَ أمره ونهيه، والله تعالى يقول في سياق آيات الحج: [ الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ] البقرة:197.
فالله عز وجل قد نهاك عن أشياء ثلاثة: الرفث، والفسوق والجدال، ثم أمرك بالتقوى، فاحرص على اجتناب ما نُهيت عنه، وفعل ما أُمرت به فإن فعلت فأنت الموفق.
واعلم -وفقك الله لطاعته- أنه ينبغي عليك أن تقوم بأداء شعائر الحج على سبيل التعظيم والإجلال والمحبة والافتقار والخضوع لله رب العالمين.
***ثانياً: إقامة الصلاة
قال الله تعالى: [ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مُخلصين له الدين حُنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ] سورة البينة.
وقال الله تعالى: [قُل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ] سورة إبراهيم:31.
فالصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين.
وهي أشهر معالم التوحيد، كما أنها فرقان بين الإسلام والكفر وهي عمود الدين وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة، فلا يقبل من العبد زكاة ولا صوم ولا حج ولا برّ ولا صدقة حتى يحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مستوفياً لشروطها وأركانها وواجباتها.
قال الله تعالى: ( وما منعهم أن تُقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كُسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون) سورة التوبة
وقال النبي صلى الله عليه و سلم : (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة).رواه مسلم .
فالواجب على كل مُسلم ومُسلمة المحافظة على الصلوات الخمس وتعلم كيفية صلاة النبي صلى الله عليه و سلم لأمره بذلك في قوله: (صلوا كما رأيتموني أُصلي)رواه البخاري
ويجتهد على نفسه فيها بتحقيق الخشوع وحضور القلب لقول الله تعالى:
[قد أفلح المؤمنون، الذين هُم في صلاتهم خاشعون ] سورة المؤمنون.
وتأمل قول الرسول صلى الله عليه و سلم : (يا بلال أرحنا بالصلاة).رواه أبو داود و أحمد .
وقوله صلى الله عليه و سلم : (وجُعلت قرّة عيني في الصلاة).رواه النسائي وأحمد .
وقول النبي صلى الله عليه و سلم : (إن العبد ليصلى الصلاة ما يُكتب له منها إلا عُشرها، تُسعها، ثُمنها، سُبعها، سُدسها، خُمسها، رُبعها، ثُلثها، نصفها).رواه أبو داود والنسائي.
وكان العلماء السابقون من السلف الصالح يجعلون معيار من يؤخذ عنه العلم تمسكه بالسنة وخاصة في صلاته.
قال إبراهيم النخعي رحمه الله : (وكانوا إذا أتوا الرجل يأخذون عنه العلم: نظروا إلى صلاته، وإلى سنته، وإلى هيئته ثم يأخذون عنه).
وقال أبو العالية: كنا نأتي الرجل لنأخذ عنه فننظر إذا صلى: فإن أحسنها جلسنا إليه وقلنا: هو لغيرها أحسن، وإن أساءها قمنا عنه، وقلنا: هو لغيرها أسوأ.رواه الدارمي .
***ثالثاً: الطيبات من الرزق
فأفضل ما أنفقت فيه الأموال، إنفاقها في الوصول إلى المحبوب، وإلى ما يحبه المحبوب، كيف وهو سبحانه الغني الحميد قد وعدنا بإخلاف النفقة والبركة في الرزق.
قال الله تعالى: [ وما أنفقتم من شيء فهو يُخلفه وهو خير الرازقين ] سبأ:39.
وإنفاقها في زيارة المسجد الحرام الذي هو أول بيت وضع للناس والصلاة فيه التي تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد والتشرف بالطواف فيه امتثالاً لقوله تعالى: [ ولْيطّوّفوا بالبيت العتيق ] (سورة الحج). وهو خير ما أنفقت فيه الأموال وفرغت من أجله الأوقات، ولكن لتعلم أن ذلك مشروط بالنفقة والكسب الحلال لقول النبي صلى الله عليه و سلم : (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً ، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال الله تعالى: [ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وأعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم ] سورة المؤمنون ، وقال تعالى: [ يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما زرقناكم واشكروا لله إن كُنتم إياه تعبدون ] سورة البقرة ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر،يمد يديه إلى السماء يارب، يارب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له) رواه مسلم.
ومعنى الحديث أن الله تعالى مقدس منزه عن النقائص والعيوب فهو لا يقبل إلا الطيب من الأعمال وهو ما كان خالياً من المفسدات كالرياء، والسمعة والعجب، وسائر أنواع الشرك.
ولا يقبل من الصدقات إلا ما كان من مال طيب حلال، ولا يقبل من الأقوال إلا ما كان طيباً.
وجاء في حديث التشهد: (التحيات لله، والصلوات والطيبات) ومعنى (الطيبات) أن الله طيب في ذاته وصفاته وأفعاله وأقواله. وأنه لا يليق به إلا الطيب من الأقوال والأفعال الصادرة من الخلق.
***رابعاً: حُسن الخلق
أخي المسلم: اعلم أن لك في حُسن الأخلاق، والإحسان إلى الحجاج، وسقايتهم وعدم مضايقتهم والتواضع لهم الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى.
حيث قال جل جلاله: [ واخفض جناحك للمؤمنين ] سورة الحجر.
وفي الحديث المتفق عليه: (إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً).
وفي الحديث الآخر (أحبُ الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سُرور تُدخله على مسلم، أو تكشف عنه كُربة أو تقضي عند ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد مسجد المدينة شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه لأمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، ثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل). رواه الطبراني
***خامساً: الصبر والاحتساب
أخي الحاج الكريم: تذكر قول النبي صلى الله عليه و سلم عن الحج والعمرة بأنهما: (جهاد لا قتال فيه) رواه أحمد . وأن الحج مدرسة للأخلاق، وتهذيب للنفوس، وسمو بها إلى أعلى المقامات، وهو اختبار عملي للصبر والأخلاق، فَلَرُبما مرضت أو تعبت أثناء تنقلك من المشاعر، أو ربما فقدت شيئاً عزيزاً عليك، أو سمعت خبراً مزعجاً، أو ربما أحسنت فأسيء إليك، أو أصابك الهم والحزن، أو ربما ضاع مالك أو سُرق -بإهمال منك أو من غير إهمال-، لذا عليك أن تعلم بأن هذا كله ابتلاء من الله تعالى ليمتحن صبرك وثباتك وصدقك أو لحكمة أخرى أرادها الله سبحانه
لذا أوصيك هنا بوصايا:
أولاً: الصبر! الصبر! الصبر! وأكثر من قول: (قدر الله وما شاء فعل) واحذر من أن تقول: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن أكثر من الاسترجاع وتذكر قول الله عز وجل: [ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ] سورة البقرة.
ثانياً: اعلم: (إن لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه).رواه أحمد
ثالثاً: أحسن الظن بالله عز وجل، وأنه سيعوضك خيراً كثيراً، فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي أنه تعالى قال: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء…) .رواه البخاري ومسلم . ويقول الرسول صلى الله عليه و سلم : (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس ذلك إلا للمؤمن).رواه مسلم .
زيارة مسجد الرسو