تأمل في شخصين : الأول : يسعى ليكون الأفضل ( كما قال إبليس " أنا خيرٌ منه " أي من آدم عليه السلام ). خلال سعيه ليكون الأفضل يتعرض : للحقد والحسد إذا أصبح غيره الأفضل أو الأشهر أو الأعلم - الأنانية والتمركز حول نفسه فقط - العُجْبُ ورؤية النفس - الحرص على مكانته
ومـنـصـبـه لـيكـون الأفـضـل وقـد رأيـنـا النتيجة : إنسان مكروه وسط الناس ، فهل هذا هو الأفضل ؟! بل هذا هو الفشل بعينه ، وقد قيل : نصف ذكاء مع الـتـواضع أنفع وأحب إلى الـنـاس مـن ذكاء كامـل مـع الـغـرور .
الثاني : يسعى لتقديم الأفضل ( كما قال شعيب عليه السلام لقومه " إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت " ). خلال سعيه لتقديم الأفضل : يجتهد لتقديم أفضل ما تعلّم لنفع الناس - شفقة ومراعاة ظروف الناس خصوصاً الأطباء مع المرضى - يحصل على حسنات كالجبال - الناس يتكلمون عنه فيما بينهم فيكون محبوباً وسط الناس
النتيجة : أصبح الأفضل - لأن الله أحب عمله فجعله الأفضل وكذلك الناس أحبوه فجعلوه الأفضل
سؤال : كـل إنـسان يحب أن يكـون الأفـضل فكـيـف تـقـول لي لا تسعى إلى الأفـضل ؟
الجواب : أنا أريدك الأفضل لكن من خلال سعيك لتقديم الأفضل لغيرك ، وبالمثال يتضح المقال :
يا طالب الطب أو الصيدلة مثلاً وكذا باقي الطلبة في باقي المجالات وغير الطلبة كل إنسان في مجاله - : عندما يكون المرضى هُم اهتمامك الأول - وليس جمع المال - وتسعى لتقديم الأفضل لهم ــ من خلال تثقفيهم ورحمتهم وتخفيف النفقة للفقير منهم - تنال رضى ربك ثم حب الناس الذي يجعلك الأفضل بين الأطباء في مجال عملك وعندها المال الذي لم تجعله همك الأول سيأتيك بصورة عجيبة واسأل مُجرّب ، ولذلك حتى في عبادتك لربك رجاء تحفظ هذه الجملة وعش بها عمرك وهى : لا تـعـبـد ربك لـيـُعـطي ولكن اعـبـُده لـيـرضى فـإنه إذا رضي أدهـشـك بـعـطـائـه !! نواياك من الآن هي : - تسعى لتكون الأفضل بتقديم الأفضل وليس بالرغبة فقط أن تكون الأفضل فتصيبك أمراض قلبية ، تنوي في عملك رضى الله من خلال مساعدة الناس وتخفيف الألم عنهم بالبسمة والكلمة الطيبة ومراعاة الفقير منهم لعل دعوة منه تجعلك الأفضل في الدنيا والآخرة .
- هدفك هو العطاء للناس وليس ما يعطيه لك الناس وبذلك تكسب حب الناس فتكون الأفضل - المال رزق والرزق مقسوم ومحسوم فاشغل نفسك بتقديم الأفضل يأتيك يجري خلفك والأيام بيننا .