السلام عليكم
كن نفسك..
كن نفسك في كلّ حالاتك، ولا تكن غيرك..
اترك مشاعرك تحرّكك، ولا تدع مشاعر غيرك تقود خطاك. وانسج عواطفك أشرعةً تبحر بك في الآفاق البعيدة، ولا تتكلّف عواطف غيرك على أمل أن تبني بها مركباً يعبر بك والغمار.
كن أنت في كلّ مواقفك؛ إن رأيت شمساً تشعّ في رباك فافرد مرايا ذاتك لتعكس على الدروب الضياء..
وإن وجدت ليلاً يلفّك، فاحمل سراجك عالياً، ولا تنتظر سراج غيرك لتلعن الظلام أو لتحمل شموعك أو سراجك لتبدّد فلوله..
وإن نعب غرابٌ في حماك فسارع لإنكار صوته، وطرده من قرب أسوارك قبل أن يدفعك أحد لذلك..
وإن ازدهى الربيع من حولك فاعزف له ألحان فرحك وأنغام أنسك، ولا تتأخّر بانتظار قيثارة أيّ من الناس..
وإن سمعت شيئاً من أنينٍ أو بكاء فأعرْهُ سمعك وأنصت إليه، وأعلن أحاسيسك ولا تقف حائراً لتدفعك أحاسيس أحد..
وإن صادفتك دموع أو آلام، فبادر بالنجدة والمدد من تلقاء نفسك، لا دفعاً من غيرك أو تجاوباً لرغبة أحد.
وإن وقفت على شاطئ بحر، فأعلن ـ ولو بينك وبين نفسك ـ عن غضبك إذا ما رأيت أمواجه عاتية متدافعة، أو عن أنسك وراحتك إذا ما رأيت أمواجه هادئة رائقة، ولا تكن في كلّ ذلك صدىً لإنسان، أو رجعاً لآخر.
وإن وصلت إلى ضفاف نهرٍ، فعبر عن بهجتك ورضاك إذا ما راقك صفاؤه أو طاب لك جماله، ولا تكن في ذلك لساناً لأحد أو بوقاً لآخر.
إن أكثر الناس حيرةً من لا يجد نفسه في المواقف، ولا يرى ذاته في المواقع، ولا يحسن أن يعبّر عن أعماقه في دروب الحياة، ولا يعكس خواطره على مرايا الواقع.
فكن في كلّ موقفٍ لساناً لمشاعرك، وناطقاً عن عواطفك، ومعبّراً عن أحاسيسك؛ لا يستحلّك أحد، ولا يتقمّصك أحد؛ لتكون صدىً لذاتك دائماً، وصوتاً لنفسك أبداً..
مما أعجبني.