قالت العصا:ما الذي ترجوه من الصديق؟...و ما الذي ينبغي له ان يفعل حتى يكون جديرا أن يوصف بالوفى...ايحسن بان يقف الى جانبك في وقت الشدة ,و أن يختفي عنك وقت الفرح...أم يخلق به أن يقبل عليك وقت الفرج,و يختفي عنك وقت الشدة؟..
قال توفيق الحكيم:
هناك فرق بين ما نتعلمه في الكتب و ما نتعلمه في الحياة...
أما الكتب فهي تقول لنا....ان الصديق الحق هو الذي يلازمنا في الشدة و يؤازرنا في الضيق ....فادا جاء الفرج ابتعد عنا حياء و خشية من ان يثقل علينا او يوحي الينا بانه ينتظر على وفائه ثمنا...أما الحياة فهي تقول العكس,و ترينا الصديق المرموق أنه ذلك الذي يختفي عنك و أنت في شدتك ...أو يشغل عنك باكتساب المغانم في صحبة غيرك ...حتى اذا ما ابتسمت لك الدنيا و انقشع غيمك ,ظهر يجري نحوك مهللا مكبرا,و مكث بجوارك الليل و النهار ملازما مؤازرا....
قالت العصا:
و من الذي له الغلبة؟
العجيب ان الغلبة لذلك الذي يعرفنا و يلازمنا وقت الرخاء...
و لعل هدا هو الطبيعي الذي لا عجب فيه....فالغلبة دائما للجرئ حتى
و ان كانت الجرأة على معنى الصداقة ....
قالت العصا:
و هل يستطيع الانسان ان يحترم صديقا من هذا الطراز,أو يعتمد عليه؟....و لكن من يدري؟...لعل الانسان يحب الصداقة التي تسره أكثر من الصداقة التي يحترمها...