من طبائع الناس التي تنم على ما ركب فيهم من خسة ,ذلك الاحتقار ,الذي ينظرون به الى الكلب ,و هو لهم الصديق الامين المحب....
قال توفيق الحكيم:
حقا ان الكلب للانسان اكتر من صدييق .....و اين هو الصديق الذي يخدمك طول العمر,دون كلل او ملل ....يرعى غنمك,و يحرس دارك , و يتبعك في الرخاء
و الشقاء..و يقودك في ضلام الليل...و يجلس عند قدميك يؤتس وحشتك و وحدتك ...و يدافع عنك اذا مسك سوء او هددك خطر..فاذا اشرت اليه بالابتعاد ضيقا
به..او للخلو بنفسك و صحبك ..ابتعد صاغرا بادب و مودة .. و وقف منتظرا على مرمى بصرك او صيحتك ...فايدا بدرت منه هفوة و رايت تاديبه ...فافرطت
و قسوت.و انهلت عليه ضربا بالعصا او ركلا بالقدم.فانه يقعد على ذنبه او يطأطئ برأسه ,و يتلقى تاديبك بصبر جميل و هو القادر احيانا على ان ينقض عليك
احيانا بمخلبه و نابه و يفتك بك في طرفة عين...و لكنها الصداقة و المودة و الحب العميق ...فهمها هذا المخلوق العجيب على أكرم و جوهـــها ... و هو مع
ذلك ليس بالنذل ولا بالجبان ...فكلنا يعرف مواقفه التي تنطق بالشجاعة و الوفاء و الاقدام...فكم من مرة هجم ذئب او وحش على انسان او غنم انسان ,فانبرى
كلبه للمهاجم فغلبه او طرده , او مات في الجهاد ...و كم سمعنا عن قصة ذلك الرجل الذي نهض في الصباح فوجد كلبه صريعا تحت فراش طفله,و بين مخالب
الكلب ثعبان ضخم مقطع اربا.....فادرك ما وقع في الليل ....و ما دفعه الكلب من ثمن لينقد الطفل....و لكن العجب هو ان الناس بعد كل ذلك يحتقرون الكلب...
~~~~
يحتتقر الناس الكلب على وفائه و امانته,لانه لا يفرسهم.....