يحكى أنه في قديم الزمان كان الحب يتربع على عرش المشاعر وأسمى الأحاسيس ...
في يوم من الأيام جاءه صوت يقول :
تنحى جابنا أيها الحب قد جاء من هو أسمى منك !!
يآل الدهشة !!
قال الحب من هنالك !! من أنت !!
أجابه الصوت أنت لست بأسمى المشاعر ولا بأرق العواطف !!
فكم أبكيت من عين وكم جرحت من قلب ..
أجاب الحب بغضب : أنا السعادة الحقيقية والعيش الأبدي !!!
أجابه الصوت :
أنت الهيام والشوق في عالم الأوهام ...
أنت أعمى عن الحق عن الحقيقة عن الواقع ...
أنت لا تدرك الحق من الكذب والصدق من الخداع !!
رد الحب بجنون :
من أنت ! !! من أنت !!!
قال أنا الوفاء ...
أنا أنبل الوجود وأشرف المشاعر واصدق الأحاسيس ...
أنا الوفاء الذي لطالما أثلجت قلبا جرحته الحياة ...
أنا الوفاء الذي لطالما مسحت دمعه الحزين ...
أنا الوفاء الذي لطالما رسمت الأبتسامة من جديد ...
أنا الوفاء الذي يعرف للأمانة حق وللصدق قول ...
قال الحب :
هل علمت حب رسول الله للسيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ...
أجاب الوفاء :
وهل كان كان شيئا أمام وفائه للسيدة خديجة أم المؤمنين ..
فرسول الله أهل للوفاء ..
عندما قالت السيدة عائشة غيرة في نفسها من ذكر رسول الله المتواصل للسيدة خديجة :
هل كانت إلا عجوزاً قد أبدلك الله خيراً منها :
فرد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
والله ما أبدلني الله خيراً منها
قد آمنت بي إذ كفر بي الناس
وصدَّقتني إذ كذبني الناس
وواستني بمالها إذ حرمني الناس
ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد دون غيرها من النساء.
طأطأ الحب رأسه آسفا وقال :
صدقت أيها الوفاء ... أنت أنبل مشاعر الوجود وأرق عواطف الحياة !!!
تعال وتربع على عرش المشاعر وتاج الأحاسيس !!
أجاب الوفاء قائلا :
أيها الحب يا أخي وياصديقي ابقى حيثما أنت فأنا وفيّ لصداقتنا ولست أنا بمن يخذل صديقه من أجل عروش المشاعر وتيجان الأحاسيس