تمنيت بحق أن أكتب شيئا لك يا تونس الليلة،،فقد اجتاحني ضوء عينيك المبتسمتين للمستقبل فجأة،دائما تنجزين خضرتك بصمت،،دائما تفاجئينني بقفزاتك الجبارة ،،القفزات التي لم يكن ينتظرها سوى أبناؤك الطيبون أكثر من اللازم،،،الذين يكدون بصبر و عيونهم دائما في المستقبل،،،
تحية لك يا تونس في عيدك الذي يوشك أن يهل،،،
في فرحتك التي توشك أن تضيء ليل الشعوب،،،
تحية لعشقك الأبدي للحرية،،،قلتها للفاتحين الأمويين،،،للحجاج بن الثقفي،،،قلتها لفرنسا،،و لورثة فرنسا،،
قلت دائما أنك طيبة و تصدقين النيات بسرعة،،،لكنك قلت أيضا أنك لا تحتملين الظلم و تعشقين الحرية،،،
قالها شاعرك الشاب أبدا :إذا الشعب يوما أراد الحياة،،،،
تعرفين يا تونس البقية،،،تحفظينها عن ظهر قلب،،،بل مارستها بأبهى صورة،،،
علميني ياتونس درسا من دروس الشعوب،،،
علميني يا تونس حراثة الأمل من جديد،،،
علميني كيف يكون الحلم دائما ممكنا،،
علميني سيرة الفقراء إذ يبنون قلعة من قلاع الأمل،،،
علميني كيف أنهض فقد طال سقوطي،،،
أعيدي لي قناعتي بما اقتنعت به من زمان،،،
(صحيح ان الشعوب لئيمة ،،لكن ممكن تزيح العروش في ثوان،،،)
سيري يا تونس في طريقك،نحن معك،،لكن احذري
مازال الدكتاتور يتجول في الشوارع برموز عديدة ،
تندس فيك وتنتظر الفرصة لتجني غلة الشعب
احذري يا تونس من البداية
و البداية سؤال بسيط للغاية
لمن الثروة؟؟
و كل جواب لا يذهب في اتجاه امتلاك كل الشعب لكل الثروة من أجل أن ينعم كل الشعب بنفس المستوى الانساني للحياة
ليتفرغ كله للبناء و المساهمة في تطوير الحياة لصالحه كله و لصالح كل البشر،،،،
كل جواب يبتعد عن هذا المنحى فهو مخاتل و ينتظر الفرصة للسرقة،،،
فاحذري يا تونس لصوص التاريخ،،،
إنهم يلبسون كل الألبسة:
الديمقراطية،،الاسلام،،،الجهاد،،،الاشتراكية الديمقراطية،،الليبرالية،،،الحرية،،،القومية،،،و حتى الشيوعية،،،
يتحدثون كثيرا عن الحريات العامة و الديمقراطية و الدستور و الثقافة و الاعلام والأخلاق و محاربة الفساد و تداول السلطة و حقوق المرأة و حقوق المثليين و غيرها من التعابير الموجهة للاستهلاك الاعلامي،،،بينما لا يطرحون سؤال الثروة،،،
من لا يطرح سؤال الثروة كسؤال جوهري و حاسم فهو غير صادق،،،و إن حسنت نيته اليوم فغدا يصير لصا أو سمسار،،،
فاحذري يا تونس لصوص و مهربي الثورة و الثروة،،،،