معنى قوله عليه الصلاة و السلام "ليس منا"
قال الترمذي: قال بعض أهل العلم معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم "ليس منا" يقول، ليس من سنتنا، ليس من أدبنا.
و قال علي بن المديني قال يحي بن سعيد كان سفيان الثوري ينكر هذا التفسير ليس منا يقول: ليس من ملتنا.
قال أبو عبيدة القاسم بن سلام في كتاب الإيمان: فهذه الآثار كلها و ما كان مضاهيا لها فهو عندي على ما فسرته لك ، و كذلك الأحاديث التي فيها البراءة فهي مثل قوله من فعل كذا و كذا فليس منا، لا نرى شيئا منها يكون معناه التبرؤ من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا من ملته، إنما مذهبه عندنا أنه ليس من المطيعين لنا، و لا من المقتدين بنا، و لا من المحافظين على شرائعنا، و هذه النعوت و ما أشبهها و قد كان سفيان بن عيينة يتأول قوله:"ليس منا" ليس مثلنا، و كان يرويه عن غيره أيضا، و هذا التأويل و إن كان الذي قاله إمام من أئمة العلم فإني لا أراه، من أجل أنه إذا جعل من فعل ذلك ليس مثل النبي صلى الله عليه و سلم ، لزمه أن يصير من يفعله مثل النبي صلى الله عليه و سلم، و إلى فلا فرق بين الفاعل و التارك، و ليس للنبي صلى الله عليه و سلم عديل و لا مثل من فاعل ذلك و لا تاركه.
قال البغوي في شرح السنة (8/167) لم يرد به نفيه عن دين الإسلام إنما أراد إنه ترك إتباعي، إذ ليس هذا من أخلاقنا و أفعالنا، أو ليس هو على سنتي و طريقتي في مناصحة الإخوان، هذا كما يقول الرجل أنا منك، يريد به الموافقة و المتابعة قال الله سبحانه و تعالى إخبارا عن إبراهيم عليه السلام "فمن تبعني فإنه مني" إبراهيم (36).
قال السندي "ليس منا" أي ليس من أهل سنتنا و طريقتنا و قيل هي للتغليظ
قال المباركفوري قوله "ليس منا" أي ليس من العاملين بسنتنا...