محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون بالاقتداء بسنته وليست بالاحتفالات

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإستفادة من دروس الهجرة
ان ساعة توديعنا لعامنا الماضي لهي ساعة مثيرة للاشجان والاحزان وهي جديرة بان نقف عندها وقفات مهمة وطويلة نراجع فيها حياتنا فلقد مر هذا العام سريعا وطوى معه احداثا جساما ومواقف كثيرة من احزان وافراح وآلام وامال.
ضم الثرى بين جنباته احبابا وأصحابا واقارب وخلانا وغيرهم كثير (كل من عليها فان) كما استقبلت شمس عامنا الماضي صرخات مواليد امامهم طريق طويل لمن كتب الله له البقاء (لكل اجل كتاب).
تلكم هي الحياة الدنيا تجمع وتفرق تقرب وتبعد, كم اذاقت بؤسا وجرعت غصصا وكم احزنت من فرح واحزنت من مرح وكدر من صفو.
ان هذه الحياة الدنيا لا راحة فيها ولا اطمئنان ولا ثبات فيها ولا استقرار.
وصدق الله اذ يقول (اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور).

بداية أليمة
لقد كان قدرنا مع بداية عامنا هذا ان تستقبل امتنا الاسلامية عامها الجديد بجراح اليمة على ارض فلسطين وتحديدا في غزة التي يعاني اهلها الويلات والدمار والقتل نسأل الله ان يفرج عنهم وان يرحم موتاهم ويشفي مرضاهم ويرحمهم برحمته والجراحات في جسد الامة الاسلامية جراحات كثيرة.
ولكن مع هذه الجراحات فالامل بالله كبير (والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون) والله جل وعلا يقول (ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون).
فامة الخير الشاهدة على الناس ستبقى باذن الله عز وجل نابضة بالحياة والقوة حى وان احاطت بها المحن والخطوب حول توديع عامنا الماضي واستقبال عام اخر التقينا بصاحب الفضيلة ابراهيم الرشيد «قاضي استئناف بديوان المظالم بالرياض».

محاسبة شديدة
شيخنا ودعنا عاما مضى من عمرنا مر سريعا كغيره من الاعوام الماضية ما تعليق فضيلتكم على ذلك؟
- الامر كما ذكرت فلقد مر عامنا الماضي سريعا مرت ايامه ولياليه كلمح البصر.
فحرى بكل مسلم وهو يودع عامه الماضي ويستقبل عامه الجديد ان يقف مع نفسه وقفة محاسبة شديدة ويسألها في الدنيا قبل ان يسأل في يوم لا ينفع فيه (مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم) فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه».
ويقول جل وعلا (وقفوهم انهم مسئولون) وورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال «حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا».
فمحاسبه العبد نفسه امر لازم لاسيما وهو يستقبل عامه الجديد وينظر ماذا قدم لنفسه.
كيف هي علاقته بخالقه وكيف هي محافظته على الصلاة واداء الواجبات؟
كيف هي صلته بوالديه واقاربه؟
هل واسى حزينا ومسح دمع يتيم وتصدق بصدقة ولو بقليل؟

وقفة وداعية وهجرة الى الله
شيخنا العام الهجري يذكرنا بمناسبة عظيمة تتمثل في الهجرة النبوية ما تعليقكم على هذه المناسبة؟
- تعتبر الهجرة النبوية نقطة تحول كبير في تاريخ الامة وفيها من العبر والعظات الشيء الكثير والمؤمن يستعذب الوقوف عند هذه المناسبة العظيمة ليستفيد منها ومن مواقفها ومن ذلك:
التضحية والفداء فلقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بلده التي ولد فيها وعاش على ثراها لكنه خرج مهاجرا الى الله ووقف بالحزوره وهو يلتفت الى مكة ويقول: والله يا مكة انك احب بلاد الله الى الله ولولا ان اهلك اخرجوني منك ما خرجت».
وكذلك الصحابة خرجوا وتركوا ديارهم واهليهم رجاء ما عند الله والدار الاخرة. ومن الدروس المستفادة من الهجرة الايثار كما هو الحال عند الانصار الذين استقبلوا المهاجرين واثروهم على انفسهم قال تعالى (والذين تبوؤوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون).

حقيقة المحبة
يحتفل بعض الناس بهذه المناسبة وهذه ذكرى الهجرة النبوية وذكرى الاسراء والمعراج وغيرهما ما تعليقكم على ذلك؟
- كما ذكرت لك ان هذه المناسبات عظيمة ولها دلالاتها بالاحتفال ولا غيره وانما تكون بالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم يقول سبحانه وتعالى (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم).

يوم عاشوراء
شيخنا يأتي يوم عاشوراء في بداية عامنا الهجري الجديد وتحديدا في العاشر من شهر الله الحرام فهل تحدثونا عن هذا اليوم؟
- يوم عاشوراء يوم نجى الله فيه موسى ومن آمن معه من فرعون وملئه وحين قدم النبي صلى الله عليه وسلم رأى اليهود يصومون هذا اليوم فسأل عنه فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى من فرعون فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحن احق بموسى منكم فصامه عليه الصلاة والسلام وقال لئن بقيت الى قابل لا صومن التاسع والعاشر غير ان الميتة لم تمهله عليه الصلاة والسلام فمات قبل ان يصوم التاسع والعاشر من العام المقبل. وعن فضل صوم يوم عاشوراء فقد سئل عليه الصلاة والسلام فقال ففي صحيح مسلم ان رجلا سـأل رسول الله عن صيام عاشوراء فقال «احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله».وروى ابن عباس «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم يوم فضله على غيره الا هذا اليوم يوم عاشوراء» رواه البخاري.

الشكر لك على تواجدك

لروعة مرورك عبق رائع
شكر على تواجدك عــــــــــــــ سولا