بسم الله الرحمن الحيم
انا شاركت بمسابقة بمدينة ميلانو با ايطاليا عن اللحداث اللي صارت ب الاجولان وكتبت اللي الله قدرني علي وحابب بس انو تقرو وتعطوني رئيكم واللي بيقدر يساعدني بشي انا بكون منونو وهاي هي بعنوان @@@الرحيل@@@
قطعة من الجنة رسمت على الارض ربوعها خضراء جبالها شامخة تصارع الف مارد وماءها انقى من العسل هي امي واختي والحبيبة انفاسها عبق زهر رياحها موسيقا تراقص موج البحر الاصفر في كل صيف اما في الشتاء قلبها دافئ يغمرني بحنان وصفاء تلك هي معشوقتي تلك هي اغلى واجمل الذكريات هي كل ما املك من ذكريات فلسطين حبيبتي فلسطين بلدتي وامي فلسطين اعجز المخطوطات بلدتي التي سلبوها مني بكل المؤامرات بكل الوسائل الحقيرات
سلبوني كل شيء حتى رغيف خبزي وحضن امي وحتى اصغر أصغر الاشياء في أواخر ليلة صماء بدأت احداث نهاية تدفق الدم في شراييني في أواخر ليلة صماء جاءت جحافلهم بكل وسائل الحرب والقتل والتدمير لتقاتل ضد من ضد ام تحضن طفلها ضد طفل ينام بين يدي الله لتقتل كل شيخ في جامع كل شخص في شرايينه دماء كل شخص قال انا فلسطيني في تلك الليلة الصماء سمعت صوتهم صوت آلاتهم صوت جنودهم وهم يصرخون يتهامسون وكل اصواتهم كعواء الذئاب سمعتهم يقتربون ويطلقون الرصاص في كل الارجاء على كل شيء يتحرك ويمزقون اي شيء يواجههم الى اشلاء يقاتلون بأشرس الاسلحة ضد عزل نيام ضد اشخاص خرجوا يطلبون ارضاء الرحمن ضد الطير ضد السماء ضدي انا الطفلة الغراء ضد دميتي السمراء يقتلون ويقتلون حتى تغطت الارض بكل مكان بالدماء اما انا ما زلت في فرشتي احضن وسادتي ودميتي وامض اجفاني وقلبي يكاد يخرج من صدري من شدة صوت العواء من صوت الرصاص من صوت القلوب العمياء مرقت دقائق وكأنها سنين دهور عرجاء وانا احبس نفسي صرخ في وجهي ابي استيقظي افيقي وصرخ بأمي احملي الصغير فيجب علينا الرحيل لإنقاذ الصغار وامي تركض في ارجاء البيت وكأنها تجهل هي فين وباي بيت تركض مرة الى الشمال ومرة الي اليمين ومرة تندب ومرة تبكي ومرة تشتكي لرب يجير افاقها ابي بصفعة ارجعتها الى واقع الصميم حملت شقيقي وأمسكتني بيدها ولعبتي السمراء بيدي الاخرى وسار ابي الى الباب بكل هدوء بخطوات متباطئة بساقين ترتجفان وهو يهمس لله يا ربي اجر الصغيران يا ربي احمهما فهما طفلان اودعتها لك يا واهب الخلق واقترب ابي من الباب وسمع صوت صراخ الجار وهم يجروه الى خارج البيت والجار يصرخ هذي ارضي هذا بيتي وهم يضربوه ويشتموه بكل الكلمات الدنيئة وكان الصهاينة ملتهون بجارنا وبكل البيوت التي قبلنا فهمس ابي لأمي اسرعي للخروج واقتربنا من الباب الذي كان مفتوح بشكل لا يذكر وخرجنا وكأننا لصوص نتسلل من بيتنا وفي هذه اللحظة رأيت جارنا ابو محمود وهو يصرح اخرجوا من ارضنا ولكن لا يتلقى الا الكمات والركلات وهو ممد على الارض ويخرج منه صوت مبحوح يقول يا لله وما هي الا لحظة حتى رأيت البندقية قريبة من راس ابو محمود وسمعته يقول اشده الا الله الا الله وصوت رصاصة تستقر في رأس جارنا وتمدد ابو محمد دون اي حراك دون اي صوت وبركة من دمه تتدفق حوله كاد الرعب يقتلني سارعت خطواتي خلف امي وكاد قلبي من شدة الخوف اي يسبقني انغمرت الدموع وكأنها سحابة تغطي عيوني يا لله ما الذي يحدث ماذا حدث أليست هذه ارضنا اليس هذا بيتنا حقولنا سماءنا أسئلة كثيرة ترددت في ذهني حتى تلاشت كل الاحساسات وانا اسرع خلف امي وندور خلف البيوت مرة نختبئ خلف حائط ومرة نركض وكأننا مرتكبي الاخطاء وفي كل لحظة اسمع والدي يناجي يستجير بالله يا رب السماء وامي رغم كل ضعفها لا تنطق باي كلمة ولا تقول اي شيء حتى انفاسها وكأنها قطعت وقد بداء صوت الرصاص يخفت فتسألت في نفسي هل قتلوا كل اهل القرية ام صرنا بعيدين عن القرية وكانت الشمس قد بدأت بالضهور تشق السماء وكأنها ترشدنا لطريق العبور وسرنا نحو الحدود وابي ما زال مستمر بالدعاء وما هي الا لحظة حتى بدأ اخي بالصراخ وكانه كان ينتهز لحظة البعد عن الاعداء ليفرخ الخوف بالصراخ كيف لا يبكي ولا ابكي ونحن ما زلنا اطفال وانا غارقة في افكاري وسماء بلادي سمعت صوت ابي يخرج من صدره وكانه مذبوح قال هناك جنب الشجرة سوف نستريح وتوجه الى امي وقال انتبهي للأطفال سأبحث عن شربة ماء وعن شيء للرضيع فأجابت امي بالإيماء دون النطق باي حرف وجلسنا وما هي الا لحظة وبدأت الناس تتوافد وتتكاثر يحملون الاطفال والعجر والنساء اكثر القادمين وجاء ابي وقف صامت من شدة المأساة واقترب منا وحضن امي واخي وانا وكانه وكان الدموع تترقق فيه عينيه وكانه هزم وحان موعد الممات كنا كثر ممن استطاعوا النجاة ولكن لم اسمع صوت احدهم سوى صراخ الاطفال انين الجرحى لم اسمع احد يتكلم وكأنهم فقدوا النطق وما هي الا ساعة حتى قرروا الاستمرار بالتحرك للهروب من الطوفان وهم حتى لا يملكون كسرة خبز للصغار قطرة ماء للرضع الذي حكم عليهم بالبلوغ وهم لا يزالوا يحتضنون الاثداء واصلنا الطريق الى اين لا نعلم ولكن واصلنا بدون اي وجهة وكل ما سرنا اكثر ازادت اعدادنا اكثر وكل قرية وصلتها الاخبار بدأت بالتجهيز للمسير بدأوا يجهزون للرحيل النساء والاطفال والعجز اما الشباب والرجال بقوا يحملون العصي والحجارة للدفاع عن الارض يرفضون الاستسلام وهم يعرفون انهم امام الموت المنتظر وقفوا ليقاتلوا لآجل ارضهم للدفاع عن كل شيء وفي اخر لحظاتهم يعرفون انهم سوف يروا الارض بدمائهم يعرفون كم هو عدد اعدائهم اسلحتهم جحافلهم لكن الاصرار يملأ عزيمتهم الغضب يسقي قلبهم وها هي ساعات الظهيرة تدق السماء والوجوه مكفهرة صفراء على غير عادتها تنتظر اخبار الرجال وهل ردوا الاعداء ينتظرون وينتظرون وهم يعرفون حجم الخسارة ويعرفون حجم الجبروت ويعرفون انه لا يمكن مجابهة الدبابة بعصا ولكن ينتظرون وينتظرون وما هي الا ساعة ووصلت الاخبار شهادة الابطال جرائم الاعداء قتلوا واحرقوا كل شيء وكللت جبين الابطال بكل فخر بالشهادة فرح الصهاينة امتلئ قلبهم بالنصر وهم يجهلون باننا موجودون باننا نخلق كل يوم وكل عزم وتصميم يجهلون باننا اقتلعنا قلوبنا من مكانها وغرس مكانها فلسطين وهي باتت تروي كل الشرايين وبدائنا بالنزوح من بلدنا والحزم يملئ قلبنا وبدأت اعدادنا تزيد وتزيد وبتنا على مشارف الحدود وكان رجالنا بكل خطوة يرفضون الرحيل يرفضون الخروج من ارض فلسطين وهم يهمون بالرحيل قرروا المقاومة قرروا ان المعركة مستمرة حتى اخر شبل من فلسطين حتى اخر زهرة حتى اخر نفس قرروا المقاومة نعم وبدأوا يتدربون على حمل السلاح واعلنوا المقاومة وبدأوا بالحاق الهزائم باليهود العاتين المعتدين وبكل غارة كانوا يكشفوا حقيقتهم حقيقة الجندي الاسرائيلي بانه لا شيء وانه جبان بكل معاني الجبن ولك للأسف لم تكفي البندقية امام العدو وكل الدعم الذي حصل عليه من كل جنب فباتوا يهاجون ابطالنا بالمدفعية والدبابات حتى باتت تلك الليلة مضاءة وكأنها ظهيرة حارقة وجبرنا على الاستمرار بالرحيل وسمينا عندها بالنازحين غادنا الى البلاد العربية المجاورة وسمينا بلاجئين سمينا بالنازحين وباتت فلسطين تنبض بالقلوب تروي الشرايين ولكن مأساتنا لم تنتهي كيف تنتهي وفلسطين بالصدور تعيش كيف تنتهي وكل اطفال العالم يعيشون في وطنهم اما نحن فوطننا في الصميم
ولكن في لحظة عجز الخيال عن التخيل وتردد الفكر في التفكر والعقل يأس من النسيان والقلب توقف عن النبضان لحظة نازعا فيها القلب وارتعش العقل وماتت النفس وتوقف الخيال ونادى الفكر وصرخت العيون فيصرخ القلب ويتألم نادى الدمع وتكسر قتلت النفس وهجرت
تركت الروح وماتت رجف العقل وترنح ذهبت الاصوات وغابت لنرى انفسنا خارج بلادنا في بلاد لا نعلم عنها شيئا لنعيش في البؤس والالم ولنكتب الحزن في حياتنا لندون الشقاء في زماننا لنرسم النسيان في بقائنا لنعيش ايام في الذل والمقيت لنعيش اياما لا نجد فيها الطعام لأطفالنا ولا لكبارنا لنقيم في خيمة كاد البردان يمرضها والمطر ان يوقعها والريح ان تحملها والصيف انا يحرقها في الشتاء تبتل كل يوم ونجففها كل يوم تقع في الطين وتتلوث ولكن لماذا ننظفها ؟
لا اعلم فنحن نجلس فيها وكلنا وسخ اشد من وسخها فالعار يحيط بنا والبؤس ينور خيمتنا والطعام خضار لا اكثر في النهار اطفالنا يلعبون كل يوم يرسمون بالطين وجوها لا نعلم عنها شيئا يرسمون خريطة كدنا ان ننساها يرسمونا خطط لا نعلم ما هي وفي ايامنا هذه لا يحدث سوى البؤس والشقاء وهكذا تمر السنين لتمر سنة يجب ان تؤرخ تمسح السواد وتشق النهار تبعد الغيوم لتصنع الشمس انها السنة الاولى التي نفرح بها توضع الضحكة في شفاهنا وبسمة في عيوننا ونور في دموعنا لأرى المنظر لم ارى مثله لأرى (اطفالا وشباب نساء وشيوخ مقعدين ومسنين ) يركضون ويسرعون شباب اختارت الهروب من صدور امهاتهم ومن واقهم المر الذي كان يعيشونه بعيدين عن ارضهم وعن قضيتهم والرجال مصممين على الرحيل أمهاتهم ذهبن ليحفرن الشهادة على اعناق اولادهم انه الرحيل الحقيقي شبان امسكت بالحجارة واصبح السلاح والدبابة ليقذف به على العدو ولكن تظهر الوجه نفسها والخطط والطين تظهر هناك لأرى الجميع يدخل يدخلون الى هناك يريدون العودة يصرخون باسمك يصيحون بصوتك يجاهدون من اجلك شباب وضعت العلم فوق بناء واخر فوق سيارة واخر على السياج المتكئ حفر الحياة على ترابك لتصرخ الشمس من بعيد ولتصيح الارض باسمه ولتقبل السماء جبينهم ولينادي الجبل صدورهم وليقبل الزهر شفاههم لقد رسموا فخر تاريخ نسي واهمل ولأرى بعد حين زهرات تنزف على الارض وربيع يرتفع الى السماء لتستقبل السماء زوارها لنراها تشع بالنور بنورهم هم لأرى الكلمات تردد والهتافات تلقى لنقول انا هذا جريه وذاك شهيد لأرى قسمات ترفع الى السماء وكلمات توجه الى العدو بالعودة لا محالة ليغلق ذلك اليوم ابوابه . استمرت من كل مكان يتواجد به فلسطيني فمن كل مكان هب منه نسيم يحمل بين طياته نفس فلسطيني ومن لحظات هذه المقاومة .
فهؤلاء الشهداء هم الشمعة التي تنير دربنا ليكون بسمتنا واملنا ليكون حاضرنا وماضينا ليعلمون كيف ترسم الحروف وكيف تقرأ النهاية وتكتب الخاتمة ويصور الفهرس كيف نسمعهم نغمات نهايتنا انا نصنع ما عجز التاريخ عن صنعه ما عجز العقل عن الاتيان بمثله ان نبهر ذاك العالم تلك الامم ذاك القمر تلك النجوم ذاك السواد العاتم ان نختمها بطريقتنا بعيد عن القرارات وغيرها كيف نحرر الدنيا من قيود الاحتلال ان نغير قوانينها اليائسة ان نرسم قوانيننا الخاصة فاعلم يا زمن اننا قادمون فلتستعد يا عدو لأي هجوم فليتنبأ السحرة بقدومنا ومهما وقفت امامنا حواجز فنحنو قادمون فلتكتبي يا حروف ولترسمي يا الوان ولتصوري يا سطور اننا قادمون لنكتب على جذع الزمان لنرسم على لوحت القدر لنخط على قلب الدنيا ان الحياة سوف نعيشها فإننا لم نخلق لنموت او نعيش بالذل لتعلم الامم والبلدان كيف يعيش الانسان كيف يرسم بسمة فوق شفتيه حتى لوكان ثمنها الصراع فهؤلاء الشهداء فانوس النور طوال الحياة ليكون الشهيد البندقية والنار ونحن اليوم ننتظر يوماً ترفع فيه السياج لندخل ونقاتل ونستعيد ارضنا