عندما نتوه فى دروب الحياة ، و لا نجد من يقودنا إلى الطريق الصحيح ...
و نقف حيارى مذهولين ...
متسائلين : ماذا حلّ بنا ؟؟ و ماذا سيحل بنا؟؟!!
أين نحن ؟؟ و من نحن ؟؟!!!
نتلفت حولنا ، فلا نجد سوى صحرا قاحلة ،و شمس آفلة ...
و ظلام يتقدم نحوك فى سكون قاتل ...
تشخص ببصرك إلى أعلى ، فتجد الغيوم قد حجبتك عن باب السماء ...
تشعر بضباب كثيف يكتنفك ..
تصرخ ، تضرب بذراعيك فى اللاشئ ...
تحاول أن تتشبث بأى شئ ...
لا شئ سوى الضباب و الظلمة ...
تشعر بأنك تسقط ...
تتهاوى إلى قاع سحيق ...
الضغط حولك سيفجر رأسك ، دموعك تنهمر فى غير تحكم ...
تضرب بكلتا يديك ، بكلتا قدميك ...
ترتطم ... ليتضعضع جسدك ...
تعتقد أنك قد انتقلت إلى العالم الآخر ...
تفتح عيناك بروية متوجسا ، ماذا عساى سأرى فى هذا العالم المهيب !!...
تصطدم عيناك حال تفتحها بذاك الضباب الكثيف ، الذى ما يلبث أن يخفت تدريجيا ،
لتتضح معالم المكان أمام ناظريك ...
تنهض لتتفحص ما حولك ...
هنا .. تجد بعضا من بقايا طفولتك ، ضحكتك البريئة فى تلك الصورة أثارت شيئا بداخلك ...
طيش الشباب و سكرته ارتسم بكل ملامحه فى تلك اللوحة المعروضة أمامك ...
أما ما تقف أمامه الآن ، فمازال خافت الألوان ، لم تتضح ملامحه بعد ..
لتكتشف ، و ياللقدر .. أنك هبطت إلى قرارة نفسك ...
فرصة من فرص الحياة كفلتها لك لتكتشف حقيقة أمرك ...
و لتعلم أن بيدك أن ترسم ملامح كل لحظة تمر بها ، و لكنك غافل ساه ٍ عنها
تترك ما حولك ليرسمها لك كما يحلو له ...
ثم تجلس أنت لتبكى على ملامحها ، و تندب من فعل بك هذا ،
و لا تدرى أنك من فعلت هذا بنفسك !!!