رسالة إلى أعظم أسطوره في الكون الداهيه جوزيه مورينهو ..
... لا تحتاج يا مورينيو بالطبع، الى تحيّة مني في مطلع الرسالة. فأنت اكتسبت كل تحية إكبار واحترام بفضل إنجازات سطّرتها على «العشب الأخضر» منذ سنوات، أينما حللت وارتحلت.
ما لي أراك حزيناً؟ لقد شاهدتك مساء «الأربعاء الباطل» مذهولاً في مقعدك بعيداً عن دكة الاحتياط إثر طردك خلال «المباراة - المهزلة» بين فريقك ريال مدريد وبرشلونة.
لمَ الذهول يا مورينيو ألم تعتد على مواقف مماثلة يجري فيها ذبح بريء أمام مطرقة عدالة فاسدة حيناً ومتهوّرة حيناً آخر؟
لمَ هذا الوجوم في وجهك المشرق؟ لم تلك الابتسامة المستهزئة؟ هل تستحق بطاقة حمراء غبية من حكم «ضعيف» لأحد لاعبيك، البرتغالي بيبي بالتحديد، كل هذا الحزن والأسى والأسف؟
الحق، كل الحق معك لأنك كنت تعي تماماً بأن برشلونة سيكتفي بالتمرير بلا طائل ولا فائدة طالما أن المواجهة عادلة، ولأنك كنت تعرف ايضاً بأن طرد بيبي الذي «قتل» ذاك الأرجنتيني المحظوظ ليونيل ميسي في مناسبتين سابقتين، سيكون السبيل الوحيد، لا بل اليتيم، لهز «الملكي» في عرينه.
نعم، رأيتهم مثلك يحتفلون بالهدف، بالهدفين. نعم يا «مو»، شاهدت مدربهم «المحظوظ» يبتسم للهدف، لا بل للهدفين المسروقين في غفلة من نقص عددي لم تكن تستحقه.
مورينيو ارفع رأسك. فأنت من فضح برشلونة. أنت من حطّم الأسطورة. أنت وحدك من أثبت بأن الاستحواذ على الكرة بنسبة قد تتجاوز 70 في المئة ما هو إلا مضيعة للوقت واسترسال في وصف جميلة محدودة الجمال!
أنسيت؟ هل تحتاج الى أن أذكّرك؟ طبعاً لم تنسَ. لا يمكن لأحد أن يقهرك إلا بأساليب ملتوية، بعيدة كل البعد عن «نظافة الكف».
أنت تؤمن بالدفاع، تعتمد «الجُبنَ الدفاعي»، وهذا حقك، رغم أنف من تجرأ على انتقادك، طالما أنك وأسلوبك... تحت القانون.
في جولة الذهاب من الدوري الاسباني، طعنوك في الظهر «خمس مرات»، والتفّوا حول «وليمة نهايتك» رغم أنك ضيف جديد على اسبانيا.
لم يمنحوك الفرصة لتستقر في مدريد، بل أنهم باغتوك بـ«خماسية» واعتبروك الخصم الأزلي الأبدي. صوّروك «العدو المطلوبة رأسه بأي ثمن»، وغاب عنهم أنك جئت للتو، وأنك تواجه فريقاً كاتالونياً جاهزاً منذ سنوات، مستقراً منذ أعوام.
رسموا «خطة تصفيتك» في جولة الإياب من «لا ليغا»، فرفضت وانتزعت تعادلاً من رحم الصعاب.
ارفع رأسك، فأنت من حرم برشلونة من الثلاثية من خلال إسقاطك إياه في نهائي كأس الملك... يا ملك.
أنت من أعاد ريال مدريد الى الألقاب، أنت من قهر برشلونة.
لا تكترث بتصريح تشافي هرنانديز، ذاك المتعالي، عندما صرح بأن مسابقة الكأس ليست مهمة. لو أنها كذلك، لمَ خاض غمارها؟ لمَ وافق من البداية على إقحام نفسه في خط الصراع عليها؟ لمَ احتفل قبل سنتين بتلك «السداسية» ولم يقل «خماسية»؟
أرادوك ميتاً في «مهدك الاسباني» مذ أسقطّهم مع انترميلان الايطالي في نصف نهائي دوري ابطال اوروبا الموسم الماضي.
لم ينسوا... ويعتبرونك «هتلراً صغيراً». يسعون الى الثأر... ويصفونك بـ«الإنسان الكريه».
صوّروا ريال مدريد على أنه «تتمة انترميلان» وانتقموا من الأخير معتقدين أنه الأول! معادلة معقدة يا جوزيه.
سامِحهم إن أغفلوا بأن انترميلان شيء وريال مدريد شيء آخر، بأن ميلانو شيء ومدريد شيء آخر، وبأن إسبانيا شيء وإيطاليا شيء آخر.
يحق لهم أن يتصرفوا كما يشاؤون، عن حق أو عن باطل، فقط عندما يجري التخطيط لإسقاطك.
لا يذكرون بأنك تسلّمت فريقاً جديداً لا يضم الهولندي ويسلي شنايدر، الكاميروني صامويل إيتو، الأرجنتينيين دييغو ميليتو وخافيير زانيتي، والبرازيليين لوسيو ودوغلاس مايكون. لا يعرفون أنك تولّيت مقدرات نادٍ جديد. يضعون اليد على الأعين كي لا يروا حقيقة قد تجرحهم.
أنسيت، يا جوزيه، ذاك الحكم النروجي الأصلع وهو يمنحهم الهدايا بالجملة والمفرّق في إياب نصف نهائي دوري الابطال 2009 من خلال حرمان تشلسي الانكليزي من ثلاث ركلات جزاء لا يصعب على كفيف أن يلحظها. أنسيت تسديدة اندريس انييستا في اللحظة الأخيرة؟ حكّام أغبياء وحظ سعيد، ومن بعدها سداسية.
يا لسخرية القدر.
لا يمكن أن تحرّك ساكناً إزاء الوضع المرير يا جوزيه. هي أخطاء حكّام لا تصب دوماً إلا في صالحهم. هذا درس. قانون. واقع. حقيقة. لا تتعب نفسك إزاء من بنى أمجاده على أسس باطلة.
في الختام، أدعوك يا أعظم مدربي العالم، لو تكرمت وسمحت، أن تمزق الرسالة فور الانتهاء من قراءتها.
أخشى عليها أن تقع، صدفةً، بين يدي غوارديولا فيعتبرها هديةً من السماء نزلت عليه ليثبت للناس أنه حطّمك أو يصوّرها دليلاً صارخاً على تفوقه عليك أو ينشرها بيان استسلامك أمامه. لا تعجب، هكذا قد يفهم غوارديولا الرسالة لأنه ما اعتاد فهم رسالة وما استوعب قراءة رسالة من قبل.