يقابل الإنسان في طريقه كثير من الوجوه وكثير من القلوب ولكن الغريب في الامر ان وجها واحد وقلب أوحد هو الذي يترسخ في ذاكرتنا مهما ابعدتنا الأيام عن ذلك الوجه وأخذتنا وشغلتنا الدنيا عن لقاء هذا القلب .. دائما يكون في اعيننا نتذكره من بين كل الوجوه ونفضله لو كان هذا القلب أبعد قلوب البشر الي المحبه !! نعم حتي لو كان هذا القلب الذي نتذكره لا يتذكرنا او حتي لا نخطر في باله وبعيد كل البعد عن الحنين الينا ؟؟ غريب ذلك التعلق العجيب ،اوقات عديدة تكاد قلوبنا تنفطر من شدة حبنا له ولكن صاحب هذا الوجه وهذا القلب لايشعر او حتي يستشعر بشوقنا الخفي تجاه ، وعندما نراه بمحض الصدفه او حتي في المناسبات نخاف علي انفسنا من ان تكشفنا عيوننا التي هي نافذة القلب ونهرب .. نعم نهرب من ان يكشفنا شدة حبنا له ، لان بكل بساطة من العيب في مجتمعنا او جريمه في بعض المجتمعات ان نشعر بالعاطفه نحو انسان ما فسرعان ما نخجل من عاطفتنا ونهرب بعيدا حتي لاترانا العيون وتنفضح مشاعرنا حتي لايترتب علي هذا الشعور الرقيق اموراً لا يحمد عقباها ، عالرغم من الله سبحانه وتعالي أوجد فينا هذا الحب تلقائيا.
اما الأعجب في ذلك الهروب انه هروب قاسي نحاول فيه ابعاد احب البشر الينا ونعامله بطريق تبوح له اننا نكرهه ولا نريده؟ محاولة منا لكي نبعد انفسنا بعيدا بقدر ماتتوق الروح الي لقياه وبقدر ماتدمع العين رجاءا الي نظرة منه ، المنطقي في الهروب ان الانسان يهرب من شئ يكرهه او امر يخاف منه لكن هنا نهرب من مَن يعتصر القلب من حبه وخجلنا هو الدافع لهروبنا واحيانا كرامتنا من ان نبوح لهذا الشخص البعيد كل البعد عنا بأننا نستجديه ..