انا و المطر
فى ليل الشتاء البارد...
أتدثر بأحلامى الصغيرة...
ألملم شتات نفسى...
أحمل جسدى الضئيل وقامتى القصيرة...
همومى الكبيرة…
الثقيلة…
وأظل سائرة وقطرات المطر تغسلنى ،وتمزجنى بها...
فى روح واحدة ،جديدة،نقية...
ألمح ببصرى نجمة صغيرة فى السماء ...
ابتسم لها،فتتأملنى فى صمت...
وتزيد بريقها كى تنير لى الطريق أكثر...
أتنهد فى سعادة،وصمت...
أمسح سواد الليل بعينى...
وأترك مياه المطر تتجمع على زجاج منظارى الطبى...
فليفعل المطر ما يشاء...
وها قد وصلت للنيل...
أقف طويلاً وأتأمله ملياً...
كان سعيداً بالمطر مثلى...
كان يحتضن كل قطرة مطر تسقط عليه من السماء ...
بحب وحنو لا تعرفه سوى الطبيعة...
ولا يفهمها البشر...
الجو لا يزال ممطراً،وأكثر برودة من أى لحظة مضت...
لكننى أدير يدى فى الهواء ...بابتهاج ومرح...
أريد أن أحتضن المطر بدورى مثلما يفعل النيل...
وبسطت يدى أمامي حتى تجمعت بعض قطرات المطر فى يدى
وظللت أعبث بها حتى سقطت على الأرض...
فحسدت الأرض عليها...
وعلى كل قطرات المطر التى تحملها فى باطنها،وأعماقها...
ونظرت إلى السماء ...
استعطفها واستجديها ...
ألا يتوقف المطر الليلة...
حتى إلى يصل إلى أعمق جزء من نفسى وروحى...
المشتاقة إليه...
واستجابت السماء...