موقف المسلم تجاه من تكلم في حقه

موقف المسلم تجاه من تكلم في حقه
سئل فضيلة الشيخ الدكتور صادق بن محمد البيضاني السؤال التالي :
(أحيانا قد يسمع بعضنا عن آخرين قد تكلموا في حقنا بغير حق ونعرف ذلك من خلال النقلة الثقات الذين نثق فيهم فما هو الواجب علينا نحو هؤلاء الذين نسمع عنهم بعض الإساءات في إخوانهم وجزاك الله خيرا؟ )

فأجاب فضيلته:
يجب على المسلم أن يكون فطنًا, حليمًا لا يستعجل في الأمور ولا يُصْدِرُ ردًا على من قيل إنه تحدث في حقه حتى يتبين صحة ذلك عملًا بقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ "([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
وقال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا "([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
قال ابن عباس – رضي الله عنهما - كما في الصحيحين([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) فقوله تعالى: " وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا "([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) قال كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون فقال : السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنيمته – ظنًا أنه خاف الموت فأسلم فاستعجلوا في قتله دون تثبت فأنزل الله هذه الآية إلى قوله تعالى: " تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا "([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]), فالأصل في المسلم السلامة وإن قالوا لك قد أساء فلان وقال فيك ما قال, فينبغي للمسلم أن يتثبت وينظر إلى سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وكيف كانت معاملته مع الخصم ومع من أساء إليه حقيقة دونما مرية ومع من قيل إنه تكلم فيه, انظر كيف كانت معاملته وكيف كان يغض الطرف ويتحمل الأذى.
تقول عائشة كما في الصحيحين: " ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه
وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها "([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
وفي الصحيحين أيضًا عن أنس- رضي الله عنه - قال : كنت أمشي مع رسول الله عليه الصلاة والسلام وعليه برد([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) نجراني([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) غليظ الحاشية([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) فأدركه أعرابي فجبذه([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) بردائه جبذة شديدة فنظرت إلى صفحة عاتق النبي عليه الصلاة والسلام وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال : يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
فانظروا كيف يتحمل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما هو أشد من الكلام مما هو حقيقة وواقع ملموس فضلا عن كونه مما قيل وتناقله النقلة غفر الله لهم .
فيلزم المسلم أن يتثبت من أي قول يسمع أنه قيل فيه، فإن ثبت القول وصح فعليه أن يلتمس لأخيه العذر والتأويل كما جاء عن بعض السلف: "التمس لأخيك ولو سبعين عذرًا".
وقد ذكر ابن عثيمين _ رحمه الله_ في تفسيره قولًا جميلًا عن عبد الله بن زيد الجرمي أنه قال : " إذا بلغك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك, فإن لم تجد له عذرًا فقل في نفسك لعل لأخي عذرًا لا أعلمه".
ثم إذا جاءك أخوك المسلم واعترف لك بذنبه وخطئه فينبغي لك قبول العذر والصفح عنه على جهة الاستجابة لقوله تعالى : " خُذِ الْعَفْوَ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ "([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
ولقوله تعالى : " وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ "([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
نزلت هذه الآية في حادثة اتهام عائشة رضي الله عنها بالإفك الذي أذاعه المنافق عبد الله بن أبي وكان يتكلم فيها مسطح وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش وكان أبو بكر ينفق على مسطح وكان رجلًا محتاجًا فلما برأها الله حلف أبو بكر ألا ينفق على مسطح فنزلت هذه الآية : " وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]), فقال : أبو بكر : بلى والله يا ربنا إنا لنحب أن تغفر لنا وأعاد له بما كان يصنع([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
ويحكى عن الحسن البصري أن رجلًا ذكره في مجلس بسوء فعلم الحسن وأرسل له بطبق فيه تمر هدية منه مقابل تلك الإساءة, فلما سئل الحسن لِمَ فعلت ذلك ؟ فقال : " لقد أخذ من سيئاتي وأعطاني من حسناته فأردت أن أجازيه فأرسلت له التمر".
وقد أحسن من قال :

سامِحْ أخاك إذا خَلَـطْ مِنْهُ الإصابةُ والغَلــَطْ
وتَجَافَ عــن تعنيفهِ إن زاغ يومًا أو قَسـَطْ
واعلمْ بأنك إِنْ طَلَبْـتَمُـهَذَّبًَا رُمْتَ الشَّطَطْ
مَنْ ذا الذي ما سَاء قَـطْ ومَنْ له الحسنى فَقَـطْ
فالصفح وغض الطرف وعدم رد الإساءة بمثلها أولى كما قال تعالى : " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ "([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
وقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - : أن رجلًا قال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال : "لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهم([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) المَلّ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) ولا يزال معك من الله تعالى ظهير([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) عليهم مادمت على ذلك "([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
وعليه فإذا جاءك أخوك المسلم واعترف بذنبه وطلب العذر فاقبل منه فهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا لما جاءه من تخلف عن غزوة تبوك واعتذروا له قبِل عذرهم كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن كعب رضي الله عنهما([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) فتثبتوا بارك الله فيكم وأحسنوا ردود الأفعال ؛ وبالله التوفيق

جزاك الله خيرا اخي محمد
وزادك علما ونفع بك
دمت بجفظ الله ورعايته

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

جزااااااااااااااكي الله خير الجزاء اختي مروج على مرورك

وتقبلو كل احترامي وتقديري

من السهل ان نقول سوف اغفرلك ولكن من الصعب التنفيذ في اكثر الحالات
يارب منك استمد العون في تعريفي الطريق الى الغفران
يجب ان نتعلم ان نغفر لكي يغفر الله تعالى لنا
الغفران منبعه الحب والتسامح وقوة الايمانومتى توفرت هذه الصفات فينا فسوف نكون مسامحين في كل الامور مهما كانت صعوبتهاعلى ا نفسنا ومهما ثقلت علينا

تعاليم ديننا تعلمنا وتزرع فينا سمة التسامح والغفران

اشكرك اخ اكسمان على الموضوع القيم والمشجع والمفيد مشكور

تقبل مروري اخي الكريم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بااااااااااااارك الله فيكي اختي حلا على مرورك

وتقبلو كل احترامي وتقديري

سلمت يداك اخي محمد ع موضوعك الرائع
قليلة هي الكلمات في حقك
يعجز لساني عن تقييم ابداعاتك
بانتظار جديدك
مع حبي واحترامي
بيسو

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اسعدني مروك على صفحتي اختي بيسانو

وتقبلو كل ودي واحترامي

جزاك الله خيرا اخي
وزادك علما ونفع بك
دمت بجفظ الله ورعايته

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

باااااااااااااااارك الله فيك اخي المستحيل على مرورك

وتقبل كل احترامي وتقديري

» قصة تكلم البقرة والذئب
» لكل شخص تكلم عني من وراء ظهري
» موقف محرج
» موقف المفسرين من الآيات الكونية في القرآن الكريم‏ -
» البيت المسلم