وقلب صارع الدهر مقاتل
حتى أصناه والدهر منازلُ
تجرع مرارة الهم سنينا
ألا ليته الهم له قاتلُ
ذاك الصريع النازف قلبي
فمن ذا الذي للشهيد حاملُ
ببيداء يعلو الثرى هامتها
وعلى الثرى دمه سائلُ
فهل من قبر لذا الميت وهل
من دمع عليه يا حب متناهلُ
بين سيفين ركعت مستسلما
والحد على الرقاب نازلُ
فبين وفاء لصاحب مقرب
وبين أخلاص لحب زائلُ
فهل أكون وفيا لصاحبي
وأعدم الأخلاص والقلب عاذلُ
أم أخلص في حب فيه متيم
وما أنا لخيانة الصاحب فاعلُ
يا أيها الحب كفاك ظلما
وماذا أنت عن حالي قائلُ
أني رأيت صاحبي عاشقا
وقلب حبيبتي عن صاحبي سائلُ
وحبيبتي لم تعرف غيره حبا
وما أنا سوى غدق نازلُ
ولست أدري ما بال حبيبتي
وهل قلبها عن قلبي سائلُ
وظل الوفاء يحبس أنفاسي
ويقطع الأخلاص أوردتي نائلُ
وما كان صاحبي لي خائن
ولم تكن حبيبتي تحبني لتفعلُ
فمن ظن أن الوفا والأخلاص معا
فقد كان بحال الدنيا جاهلُ