[center]فالوصية النبوية الشريفة الخالدة ، منذ أكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان ، هي مصاحبة المؤمنين فقط دون غيرهم ، وعدم إطعام الطعام إلا للأتقياء ، والمقصود إطعام الطعام عبر الزيارات الاجتماعية ، لأن الصديق الزائر ، يدخل بيت صديقه ، ويعرف ما بداخله ، وربما يتعرض البيت وأهله للتجسس على أحوالهم ، من بعض الأصدقاء المنافقين الذين جاؤوا للتحسس والتجسس ، ونقله لأعدائهم ، ومعرفة أماكن ضعفهم وعورة بيتهم ، وفي هذا بلاء من الأصدقاء يقدم مجانا للأعداء . فجاء الحديث النبوي العظيم ، لإرشاد الأصدقاء نحو الطمأنينة والسلامة الاجتماعية والنفسية .
فكم من صديق جار على صديقه وظلمه ؟؟! وكم من صديق تجسس على صاحبه ووشى به ، وتسبب في اعتقاله أو جرحه أو موته ؟؟! وكم من صديق غدر بصديقه وأورده مهاوي الردى ؟؟! وكم من صديق سرق صاحبه ، بعد وجبة غذاء دسمة ؟؟! وكم من صديق غدر بأهل بيت صديقه ؟؟! وكم من صديق إبتز صديقه ماليا وعينيا ؟؟!
فطوبى للإخوة والأصدقاء المؤمنين المتحابين في الله ولله وبالله العلي العظيم . فصادقوا المؤمنين المتقين المصطفين الأخيار ، من الأحباء العلماء الكرماء الأصفياء الأتقياء الأنقياء النجباء وابتعدوا عن مصاحبة السافلين البلهاء البخلاء السفهاء الغرباء الجهلاء الجبناء الذين يعتبرون أنفسهم من الوجهاء .
وبرأينا ، هناك العديد من المبادئ والأسس والقواعد السلوكية ، والقيم العليا التي تحكم عملية بناء الصداقة الجديدة أو تمتين العلاقة مع الصديق القديم ، وكلما قل عدد الأصدقاء كلما زادت متانة علاقات الصداقة ، وأبرز هذه المبادئ والأسس :
أولا : الجيل الواحد وتقارب السن : فلا تصادق أو تصاحب من هو أصغر أو أكبر منك سنا بفترة زمنية طويلة . فلا توجد صداقة حقيقة بين طفل وطاعن في السن ، بل هي عطف وحنان وشفقة ، وإحترام للكبير ، ولا توجد صداقة بين شاب وكبير في السن لاختلاف الرؤى والرؤيا العامة . وخير الصداقات الأسرية والعائلية ، هي بين الآباء والأمهات والأبناء والبنات .ثانيا : مصاحبة الأخيار والابتعاد عن الأشرار . فالمؤمن ينتقى من بين الناس الصديق بالمفرد أو الأصدقاء الجماعة ، من الفضلاء الصالحين والمحسنين والمتقين ، وممن يدعون إلى الخير وينبذون الشر ، فلا تصاحب كافرا أو سكيرا مدمنا على الخمر أو سارقا وابتعد عن أصحاب الكبائر والموبقات والرذائل . فصاحب ورافق من يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .
ثالثا : صاحب الكرماء ولا تصاحب الطامعين والماديين والبخلاء .
رابعا : صاحب العلماء وابتعد عن الجهلاء .
خامسا : إبتعد عن مصاحبة الفتيات أو النساء الأجنبيات عنك . وابتعدي عن مصاحبة الرجال الأجانب عنك .
سادسا : صاحب أصحاب الرأي السديد الرشيد .
سابعا : لا تخالط إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي .
ثامنا : لا تبح أو تبوحي للأصدقاء بجميع أسرارك أو أسرار الأسرة لأنها مسائل خاصة .
تاسعا : جرب الصديق معنويا أو ماديا أو كليهما قبل أن تبني علاقة متينة معه ، كالحصول على استشارة أو قرار أو مساعدة علمية أو خلافها .
عاشرا : ابتعد وكن حذرا من مصاحبة أصحاب السوابق والجرائم والجنح بدعاوى توبتهم أو تأنيب ضميرهم لهم .
حادي عشر : تقارب المستويات التعليمية والعلمية . فلا صداقة حقيقية بين شخصين : أمي وجامعي إلا ما ندر ، ولا صداقة بين فاشل في الثانوية العامة وخريج ماجستير بشكل عام .
ثاني عشر : الزهد والتقوى والورع : أزهد ما بأيدي الناس يحبك جميع الناس .
ثالث عشر : صادق وصاحب الناجحين في حياتهم العلمية والعملية وابتعد عن الفاشلين لأنهم سيعملون على إفشالك غيرة وكيدا وحسدا من عند أنفسهم .
رابعا عشر : لا تكثر من عدد الأصدقاء ، لأن كثرتهم تعني عدم وجود أصدقاء لك .
خامس عشر : إبتعد عن أهل الثرثرة والاستعراض الكلامي .