اتعلمين لم َ؟ لأن الحب شرف
جلــت ُبعيناي بعيــدا ً عنك ِ ، وبدأت ُ ابــحث عن أي شيء ، أستطيع به ِ
الحماية به ِ عني وعنـــك ِ ، تلفـــت ُ إلى رفوف المطبــخ ، فلم أجد شيئــا ً يستحــق ُ الذكـر .
فتحت الادراج باحثــا ً عن مديــــه أو أي سكين ٍ حــآده ،كانت كل سكاكين القطع لديك ِ لاتُســـمن ُ ولاتغني من جـــوع ، والصوت من الخارج ِ يقتــرب شعرت به يهرول هرولــه .
وبعــد قليل ، ستتبـــآطئ خطواتـــه لأنه سيمشــــي بحذر .
تمامــا ً مثل َ الحذر الذي ابديتـــه ِ في الايام ِ الاولـــى ، حينمــا اعجبـــتُ بك ِ ، ثم َّ مضى الحذر ُ معك ِ ، والصوت ُ كذلك سيمضي في البدايه عكس َ شعوري في حبــك ، سيمضي في البدايه سريعا ً ثم يتباطئ ليثبت بخطواته الحذره ، هذه هي كلاسيكية الجنود في هذا الزمان ، ليندفع الجندي لأختراق خط الدفاع الاول وهو الحدود ، ثم يتماهى بعد الخــط الاول ، ماضيا وضاربا في العمق ، ألـــم تهزم الصين اليابا ن في الحرب العالميه حينما تراجعت عن خط الدفاع الاول الى الثاني ؟
لتشتت َ إنتباه الجنود اليابانيين ، وتشتت انتظامهم في كتائب ، وها هو صوت ٌ مــآ يطبّق نفس الخطــه ، لكن هذا الحذر مكشوف
نفد َ الوقت تماما ً وانا ابحث دون َطائــل ، فلم أجد من بـــد ٍّ إلا أن أترككِ ، مكانك ِ في المطبخ ، واختفي في الردهة بين الصالة والمطبخ
لحظات إختفيت ُفيهــا ، مع دخول أحدهم عبر الردهة الاولى ثم عبر الصاله ثم تجاوزني ، ليدخل المطبخ ، فتلتقي عيناك ِ بفوهة بندقيته ِ وددت ُّ سؤالك ِ في تلك َ اللحظــه عن شعورك ِ ،
أيهمــا أرحم فوهــة بندقيــه موجــهه الى صدرك ِ ، ام فوهــة حب إنطلقت منه ُ المشـــاعر رصاصة ً مخترقــه ذبذبات الهواء لتستقر في رأس قلبــك ؟
لربمــا لو سألتك ِ هذا السؤال لكانت إجابتــك ِ من فوهــة البندقيــه أرحم
ولربمــا تســاوي شعور الحب والحرب .
نظــرإليــك ِ الجندي وقد رأى انك ِ إمرأه ، فتراخى إصبعه ُ عن عرف الديــك ، في البندقيــه قليلا ً ، هل هو في تلك اللحظه حبيس أفكار ٍ ما؟
ظــل َّيتأمل ُ عيناك ِ والخوف ُ فيهمــا فاضــح ، ثم َّ نزل ببصــره ِ الى أســفل .
ثــمَّ تراخــى ساعــده ُ ليرفع فوهة البندقيه الى أعلى ، معلنا عن نوايــا اخرى تنتـــابه فقط في هذه اللحـــظه ، سمع َ الجندي همهمـــه قريبــه إلتفــت َ إلى يمينه ِ ، فلم يدرك النظــرجيــدا ً ، إذ هويت ُعلى رأســه ِ
بساق ِ إحدى الكنــب ، خلعتها من مكانهالأحدى الكنبات ، ترنح َّ قليلا حاول َ ان يدرك بيديــه بندقيته ُ ليرفعهــا فجآئت الضربه الثانيــه مني مرة ً اخرى
على رأســه ِ ، جثى على ركبتيـه ِ ، ويده ُ تحاول القبض على رقبتي
لكن َّ يده ُ كانت تنزل الى الاسفل ، والبندقيه تهوي معه ُ ايضا الى الاسفل
وعينــآه ُ ترمشان بسبب الدم الطافر ِ من قبــة رأسه ، دفعته ُ برجلي فتمدد على الارض وهو غارق ٌ في دمـه ِ ، أما أنت ِ كنت ِتنظرين إليه ِ وهو يغرق رويدا رويدا في دمه .
كأنك ِ اصبت ِبصدمه عصبيه عاجله ، خطوت ُ من فوق الجندي وتقدمت
إليــك ِ ، مسكتك ِ من ذراعيك ِ وهززتك ِ ، ثم َّ صحت ُ بك ِ: إنتبهي انا هنا إنتبهي إلي جيدا ً.
نظرت ِ إلي كأنكِ كنت ِنائمــه ثم َّ ، إستيقظت ِ ثم ّ أكملت ُ قولي : لابد َّ أن نعيش ، أفهمت ؟
أنا احببتك ِ لأحيــا ، ليس لأموت ، أفهمت ؟
أنا لاأسمــح بموتنــا أبــدا ً مضى العمر ُ ، دون َ أن أحقل بأمرأه تحبني وحينمــا عرفتــك ِ ، احببتكِ من قلبي ، فلن أسمـــح لك ان تنهاري للحظـه انا من يقرر ، أن نموت َ أو نظــل أحياء ، أين قوتك ِالتي كانت ، حينما كنت ِ تقلمين بها زهر الياسمين على السياج ، وتضعين الوشاح الابيض ،
وحينما أدخل تقولي لي : اعرف رغم صمتــك المعتم إلا أني أعرف أنك تحمل جبالا في صدرك سيــاره ،وتمشي أمامي وتقولين رغم قوتك َّ إلا أني أقــوى منك ، ، أيــن قوتك ِّ؟ أجبيني يا إمراه
نظرت ِ إلي ثم َّ إبتسمت ِ ، وأشرت ِ بأصبعك ِ ، الى الجندي الملقى على الارض ، وقلت ِ: سرقها مني من هم مثل هـــذا
درت ُبرأسي الى الجندي الغائب عن الوعي ، وقـــد بدات يده ُ تتحرك
فلكـــم كنت ِ انت ِذكـــيه ، تركتك ِ وعدت ُ إليــه ِ ، وسحبته ُ ثمَّ قيــدت ُ يديه ، وربطته ُجيدا ً وأردفت رأســه ُ بضربه اخرى حتى يفقد الوعي مجددا ً ، فلربما هناك َ جنود آخرين في الخارج ولا أعلم ، لكن الان أصبح َلدينا سلاحا ً ، يندقية ذلك الجندي
نستطيع الدفاع بها عن انفسنا ، حملتها وتوجهت ُ إليـــك ِمجددا ً ، وقلت ُ لك ِ : أصبح َلدينــا سلاحا ً لاتقلقي ، تذكرت هذه الكلمه ، أصبح َ لدينا سلاحا ً حينما قلت ُ لك ِ ، أصبح َ لدينا أملا ً ، حينما عشقنــا بعض أتذكرين ؟
بدى حبــك ِ في مقصورة القطار ، انت ِ قلت ِ انك ِ احببتني ، من أجل رائحة البارود المنبعثه من ثيابي ، وأنا اجبتك ِ لأنك ِرسامه ماهره قد رأيت ُ تلك َ اللوحه في يدك ِ وقد شدتني إليك ِ كثيرا ما هو نوع هذا الحب الذي يتلون فيه البارود بالألوان الزيتيه ، ليولد َ عشــق من بين ريشة الرسامين ورصاصة محارب ،
هل كنت ِ تعلمين َ في لحظتها اني كنت ُ عائدا ً من تدريب بعض الجنود ؟
حينما حصلت الازمــه بين البلدين ، معلناً تقاعدي ببدأ حرب جديده ، دقت الساعه على الثانيه عشره معلنه بدأ وقت الخراب ، أخبرتك ِوقتها ونحن في المقصوره ، حينمــا دخل الجنود الالمـــان على بيكــاسو وهويرسم لوحتــه ُ المشهــوره عن الحرب ، إذ نسيت ُ إسم اللوحه
فســـأله ُ الجندي النازي : أنت من رســم هذه اللوحه ؟
اجابه ُبيكاســـو ، بل انتم من رسمها
الحرب خراب والحب عمار الحرب موت والحب خياه ، أما الحب والحرب معا ً فهي مثل لوحة بيكاسوتلك مثلي انا وانت ِ بين الحب والموت تماما ً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]