هى صدفه جمعتنى بك بمكان واحد من سائر البلاد
وكأن القدر أراد لي
أن أكشف ما ستر بالسواد
فقد رأيتك تجالسين أحدهم
وكأنك حرة من أي اعتقاد
فزلزلت الأرض تحت قدمي
وكأنها باتت من غير عماد
كرهت نفسي ولعنتها مراراً
فكيف سلمت قلبي لهكذا جلاد
استباح مشاعري وهزئ بها
ورماها عمداً في عميق الوهاد
فحاولت معرفة بمن بادلتني
فإذا بكتلة لحم من غير فؤاد
قبيحاً دمثاً ثقيل الظل
عجباً اخترت من بين العباد
ما عهدتك تخطئين الاختيار يوماً
ولكن قلة البصيرة عندك بازدياد
فقد رميت أرضاً بكل لوحاتي
وبألواني وشعري وبالمداد
هي طعنة في الظهر آلمتني كثيراً
كيف لا وقد أتتني بلا استعداد
فاتركيني الملم وانظف جراحي
فدمائي تسيل وتنزف باضطراد
واعلمي بأني لن اسامحك أبداً
ولن أسامح من حول قلبي لرماد
رحم الله العرب حين قالوا:
من بين الصخور والصحارى والبوادي
الصدفة دائماً وأبداً كانت خير وافضل من خير معاد